التلوث خطر يهدد حياتنا
[c1]* المشكلة تبدأ من البيئة الملوثة وتنتهي بأمراض مزمنة[/c]تحقيق / علي محمد عبداللهتعبر المياه البحرية اليمنية ما يقرب من ثلاثين ألف سفينة سنوياً وتنقل ما يقرب من 8 % من مجمل تجارة العالم ومن هذه السفن اعداد كبيرة من ناقلات النفط التي تشكل خطراً على البيئة البحرية اليمنية والخطر ليس فقط من ناقلات النفط وإنما من جميع السفن التي تمر أو تعمل في بحارنا بما فيها الاعداد المتزايدة من سفن صيد الاسماك حيث أن محركات السفن تعتمد على النفط لتشغيل محركاتها باستثناء العدد الضئيل منها تسير بالطاقة النووية ومعروف أن هذه المحركات تولد كميات ملموسة من الزيوت العامة والمتسربة وتجمع تلك الزيوت في خزانات خاصة في قاع كل سفينة وعادة ما تكون مخلوطة مع المياه والتي يفترض ألاّ ترمى الى البحر إلاّ بعد معالجتها بحيث لا تفوق نسبة الزيت في الماء أكثر من 15 جزء في المليون ولكن الذي يحدث فعلاً أن كثيراً من هذه السفن ترمي مخلفاتها الى البحر دون أية معالجة خاصة في البحار التي لا يوجد عليها أي اشراف أو رقابة فعلية كما هو الحال بالنسبة للبحر الاحمر وخليج عدن .كما تقوم ناقلات النفط الخام بغسل خزاناتها بعد تفريغ حمولتها لكي تكون جاهزة لشحن الحمولة اللاحقة وعندها تقوم برمي الغسيل الملوثة الى البحر كما أن مخلفات التجمعات السكانية القريبة من الشواطئ تعتبر أحد المصادر الرئيسة لتويث البيئة البحرية كون الصناعات الثقيلة لا وجود لها في بلادنا والصناعات الخفيفة محدودة في عددها وحجمها ونتيجة لأن محطات المعالجة تعني من كميات مياه الصرف التي تفوق طاقتها مما يؤدي الى تسرب الفائض الى أماكن مفتوحة نجد أن ثلثي المياه التي تفيض في محافظتي عدن والحديدة تذهب الى البحر مما تسبب في تلوث البيئة البحرية الساحلية أما في المكلا فيتم ضخ المياه العادمة الى البحر مباشرة دون معالجة .[c1]مياه الصرف الصحي في الجمهورية اليمنية [/c]تغطي شبكة الصرف الصحي في الجمهورية اليمنية بعض المدن الرئيسة بشكل جزيء وهي تغطي نسبة 12.16% من سكان الجمهورية و 52.65% بالمائة من سكان الحضر بينما تصل في الريف الى 26.18 % أما الحفر المكشوفة فتغطي ما نسبته 27.57 % من سكان الجمهورية و 6.99 % من سكان الحضر و 33.79 % من سكان الريف ومن الملاحظ بشكل عام أن هناك نسبة كبيرة من سكان الجمهورية ليس لديهم أي سويلة للصرف الصحي وهي تمثل حوالي 31.33 % من إجمالي السكان حيث تصل هذه النسبة الى 2.32 % في الحضر و 40.04 % في الريف .وقد بدأ استغلال المياه المعالجة في الجمهورية اليمنية في عام 1980م ولا تحتوي المياه العادمة كثيراً من المخلفات الصناعية بإستثناء مصنعي الغزل والنسيج في صنعاء وعدن المرتبطة بشبكة المجاري أما باقي المصانع فإنها تستخدم (بيارات) لإلقاء مخلفاتها الصناعية الى باطن الارض وتؤدي الى تلوث التربة والمياه الجوفية مع الزمن وتتكون المياه العادمة من المياه المستعملة في المنازل بنسبة أكثر من 90% ومن ثم فهي تحمل تلوثاً عضوياً بدرجة رئيسية لذلك كان تصميم محطات المعالجة يرتكز على التنقية البيولوجية .وتستخدم المياه العادمة في الجمهورية اليمنية في ري الذرة والقمح , العنب , القات , وحيث أن المياه العادمة غنية بالعناصر الغذائية فالفلاحون يحبذونها حيث توفر لهم ثمن شراء الأسمدة .[c1]التوسع في الامدادات والمعالجة [/c]إن شبكة مياه الصرف الصحي ما زالت محدودة بين نسبة خدمة مياه الصرف الصحي في بعض المدن اليمنية والمحاصيل المرورية بحسب تعداد السكان في عام 1994م ولهذا يجب التوسع في امدادات شبكة الصرف الصحي وفي إقامة محطات المعالجة في كل المدن اليمنية والتخلص من البيارات لغرض اعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الري وتنمية الموارد المائية من ناحية والحفاظ على المياه الجوفية من التلوث من ناحية أخرى.إن الطريقة السائدة للتخلص من المياه العادمة وإلقائها في (بيارات) حفر تصل اعماقها الى عشرين متراً تؤدي الى تسربها الى طبقات أعمق مع الزمن مما يؤدي الى تلوث المياه الجوفية من ناحية ولا يمكن معالجتها واستخدامها مرة أخرى.النتائج الصحية الناجمة عن تلوث المياه لقد شاع في السنوات القليلة الماضية إنتشار أمراض معينة بشكل يدعو الى القلق والتي منها على سبيل المثال أمراض ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى ومشكلات صحية أخرى لها علاقة بالمخ مثل كثرة النسيان وضعف الذاكرة عند الكبار والاطفال وأمكن ملاحظة أن هناك العديد من الامراض مثل تساقط الشعر وسرطان الدماغ وفقر الدم ونخر الاسنان والتليف الكبدي وأمراض المعدة وتشوه الجنين وقد أثبت العلم الحديث أن هذه الامراض تعود الى تراكم بعض العناصر الثقيلة في جسم الانسان بواسطة كثير من المصادر التي ربما تلازمه في حياته اليومية حيث تدخل هذه العناصر الى الجسم عن طريق الطعام والشراب (نتيجة الري بمياه الصرف الصحي غير المعالجة أو استخدام مياه ملوثة ) ويبدأ تأثيرها على الاجسام عندما تتراكم فيها وتصل الى كميات محددة إذ يختلف هذا التأثير تبعاً لاختلاف نوع العنصر والفئة التي يتبعها فعنصر الكادميوم مثلاً يسبب للانسان الاضرار التالية :- إفساد وظائف الكلى الذي يصل الى الفشل الكلوي وتبدأ هذه الاعراض الصحية في الظهور عندما يتراكم هذا العنصر في قشرة الكلى ويصل تركيزه الى 200-250مجم/ كجم .- إرتفاع ضغط الدم عند استمرار دخوله الى الجسم بكميات ضئيلة ولمدة طويلة .- تضخم القلب .- وجد مصاحباً لحالات سرطان البروستاتا.وعنصر الرصاص له أيضاً تأثيرات صحية مثل ضعف الذاكرة, سرعة الغضب والاثارة, الحركة الزائدة وخاصة عند الاطفال , فقر الدم والتأثير في خصوبة الرجل والمرأة , كما لوحظ أن زيادة عنصر الرصاص في دم الاطفال يؤدي الى التخلف العقلي .وعند وصول مركبات الزرنيخ الى الدم تؤدي الى تكسير كريات الدم الحمراء , كما أن التعرض لأملاح الكروم الى درجة التسمم الحاد من قبل الانسان فإنها تؤدي الى إتلاف الكبد والكلية , اضافة الى أن تواجد النترات في مياه الشرب بتركيزات عالية تزيد عن (10) مللجرام/لتر , قد يؤدي الى حدوث بعض الامراض السرطانية عند الاطفال هذه هي النتائج الناجمة عن تلوث المياه وتحقيقاتنا القادمة تتناول ايضاً المنضجات الكيماوية للخضروات والفواكه ونتائجها الصحية على الانسان .