متابعة/ خالد عبدالسلام":نرى في التدخين وبالاً حلّ ويحل بالناس للأسف الشديد، لذا رجحّنا هذا الموضوع كمحاولة لتسليط الأضواء أكثر وكذلك كمحاولة لمساعدة الناس لنبذ وترك هذه العادة المضرّة بهم وبعوائلهم وبالمجتمع مستفيدين من الأجواء التي يفضيها شهر رمضان الكريم على نفسية وروحية شريحة واسعة منهم.إن الأنسان الذي يتحكم بأرادته ويسيّرها كما يريد هو، بل له السيطرة الرائعة عليها حيث تدفعه القناعات في أتخاذ أي قرار خاص به وأن أقرب مثال على الأرادة النابعة من القناعة هو الصيام والألتزام بالصيام طيلة أيام الشهر الفضيل وهناك كثير من الناس يصومون أكثر من شهر رمضان، أذأ الأرادة حاضرة والقناعة التي تؤسس لها وتدفعها موجودة وهذا يعني أن أركان أتخاذ القرار متوفرة ، طيب لم يبق إلاّ الأعلان الحاسم.كل هذا الكلام أبغي منه الوصول الى مسلّمه وهي : أنت يا أخي المدخّن بأمكانك أن تتخذ القرار الحاسم وتقطع القال والقيل والأنتقاد وتقضي على التعرض الى المواقف المحرجة في بعض الأحيان ، هذا أضافة الى أنك فعلاً ستساهم بشكل مباشر في تطبيق القناعة والمساهمة الفعلية الحقيقية بعدم الأساءة للأخرين ، هذه الأساءة تنتج من جرّاء الدخان الذي تنفثه حيث أنك و للأسف الشديد لست أبهٍ بما يفعل هذا الدخان بالناس المرضى منهم والأصحّاء وخصوصاً المصابين بأزمات المسالك التفسية ، وبغض النظر عن المرضى ، فالسؤال الذي يُوجه إليك: إذا أنت لاتهتم لصحتك وتريد أن تؤذيها فلماذا تُريد أن تؤذي الأخرين معك ، أنت تُريد أن تتمرض فلماذا تمرّض الأخرين معك ؟؟حاولوا أن تعودوا الى الوراء قليلاً وسيجد الغالبية العظمى منكم نفسه أنه بدأ بالتدخين في سن الشباب ( 14 أو 16 سنة ) من العمر ، أي بمعنى أنه أستطاع أن يعيش هذه السنوات بلا دخان لذا فليس من المعقول حينما نحاول أقناعه للأقلاع عن التدخين ، يقول لاأستطيع ، لا !، هو يستطيع وبأمكانه ولكن أرادته هي التي تخونه ، ويحتاج ألى أن يكون جرئ وشجاع ويضع أرادته تحت المحك . أننا ندعو الى أستغلال فرصة شهر رمضان الكريم لأجل التخلص من هذا الداء ، فالصيام ليس الأمتناع عن تناول الطعام والشراب فترة زمنية محددة فقط ، وليس الصوم عن الكلام الردئ فقط أيضاً وأنما هو الصوم عن أذية النفس والناس والتدخين يندرج تحت عنوان أذية النفس والناس الاقلاعكثير من الأخوة حاول مرة واثنتين وينجح مرة بمدة زمنية معينة وبأخرى ولفترة أطول أو أقصر ويرجع ويفشل في المحاولة وهكذا ، وهذا يعني أن الأرادة موجودة ولكن تحتاج الى الدعم ، تحتاج الى الصلابة والقوّة ، تحتاج الى من يساعد الأخ المدخّن أن يتجاوز المرحلة الحرجة وهي مرحلة الأنقلاب على الذات في التعود على عادات وسلوكيات بعيدة عن القناعة البشرية اساساً أو الطارئة على حياة الأنسان . نعم أنا أتفق مع المدّخن أنه يشعر بحاجة الى هذه السكارة اللعينة ، وأتفق معه أن أنامله تمتد الى علبة سكائره لاشعورياً ، نعم إنه الأدمان ، ولكنه من النوع البسيط والذي من الممكن السيطرة عليه وأعادة الحال الى وضعه الطبيعي بلا دخان ولاتدخين ، بلا سم ولا سموم ، أرجوك ياعزيزي أن تقطع هذه السلسلة حينما تمتد يدك الى علبة السكائر لتسحب منها واحدة ، تحرر من هذا القيد ، وتخلص من هذا الروتين الملل . ما الفرق بينك وبين أي أنسان أخر لايدخن ولايحب التدخين ، أنظر الى حالك وقارنها بحال أي شخص غير مدخن ، ستجد على أقل تقدير أنه ليس سجين الوهم الذي أقنعت نفسك به ألاّ وهو : أن السكارة تهدئ الأعصاب وتُريح النفس . لاتجعل منظر السكارة ورائحة أو طعم الدخان يعشعشان في مخيلتك وذاكرتك ومشاعرك وأحاسيسك ، حاول وأنت تصوم هذا الشهر العظيم أن تبتعد والى الأبد عن هذا الداء . صم ياأخي العزيز على مدى حياتك عن التدخين . أتخذ القرار بينك وبين نفسك وجاهر بالقرار الكبير فستجد كل القلوب معك وكل الأمنيات تصبو أليك في أن تنجح في هذا الأمتحان ، نعم أنه أمتحان الأرادة والقوة والقرار . وليس هذا فحسب بل أقنع الأخرين ليحذوا حذوك وتأكد أنك تقوم بعمل جليل وكبير . أن العقدّة الكامنة في هذا اللغز ( وهو لغز ترك التدخين ) يكمن حلّها في أن تكسر كل السلاسل الروتينية التي تعودتها ، وأقصد : - أنك تعودت أن تدخن بعد تناول الطعام ... أترك هذا التعَوّد .- وأنت تعودت أن تتناول الشاي وتشعل سيكارة ، بل تشرب الشاي لأجل التدخين ... أترك هذا الأمر أيضاً .- وتعودت أن تشعل السيكارة بمجرد أن تنهض من النوم ... أخلع من نفسك هذا التصرف المظر جداً .- وتعودت أن تأخذ السكارة من مدخّن أخر مثلك .. أعتذر عن ذلك ، أرجوك .- وتعودت كلّما تختلي بنفسك لأي أمر فأنك تميل الى أشعال واحدة وأخرى وهكذا .., أسمع نصيحتي وأشغل نفسك بأمر أخر عدا السكارة . - وتعودت أن تشعل السكارة كلّما أندمجت بموضوع سواء حديث ، حوار ، نقاش ، مشاهدة التلفاز ..الخ ، ياعزيزي دع عنك هذه العادة المزعجة للصحة الشخصية والعامة . - وتعودت كل يوم أن تشتري علبة الدخان من هذا المحل أو ذاك ... فكلي أمل أن تزهو بين معارفك وأصدقائك وأهلك وعائلتك من أنك تركت شراء علبة السكائر وأصبحت تشتري العطور والزهور والصحف . أن التدخين مجرم وقاتل أذ أن ضحاياه وحسب أحصائيات منظمة الصحة العالمية الأخيرة هم حوالي خمسة ملايين إنسان في كل سنة ، أي ما يقارب (( 13500 )) شخص كل يوم ، وبالتأكيد ستكون ياعزيزي في يوم ما ضمن هذه الأرقام للأسف الشديد . لوحاولت أن تجري مقارنة بين مضار التدخين وفوائده ستجد عشرات الجمل والكلمات والأوصاف والشروحات والتفاسير بخصوص المضار ، وبالمقابل لاتستطيع على الأطلاق أن تجد حرف واحد يُكتب في فوائده ، لأن ببساطة شديدة لافائدة في التدخين ولانفع . إذاً السؤال الذي يطرح نفسه ، لماذا أنت ملتصق بأمر لافائدة تُرتجى منه بل على العكس كله مضار في مضار ، سواء الصحية أو الأقتصادية أو الأجتماعية ؟ ، أنا أتعجب على أناس ومثقفين منهم يعيشون بالوهم بل عيّشوا أنفسهم بهذا الوهم ، وشركات أنتاج السكائر وانواع التبوغ تنتج السموم لهؤلاء الموهومين للأسف الشديد . وأسمحوا لي أن أنقل لكم كلام بسيط في كلماته ولكنه كبير جداً في معانيه قالها أحد مالكي أكبر شركة من شركات أنتاج السكائر والتبوغ في العالم حينما سألوه عن أي نوع من أنواع السكائر تفضل ياسيدي ؟ فأجابهم : (( أنا لاأدخّن !! )) ـ تعجب الحاضرون لأنهم توقعوا سيدّلهم على أفخر أنواع التبوغ وألذ أنواع السكائر ، ثم أثنى على كلامه قائلاّ : (( لا تستغربوا فأنا أكره التدخين لأنه يقصّر بعمري أو يسبب لي الأمراض وبالتالي سوف لاأهنأ بالأموال التي سأجنيها من هذه التجارة المربحة على حساب الواهمين . )) أنا لاأعلق على الكلام !!ومن المآسي حينما ترى إمرأة حامل تدخن ، فهنا ليست الكارثة على صحة الأخت الحامل بل أنها ترتكب جريمة أكبر حينما تسمم جنينها بنفسها ، تجبره على أن يعاني ، تحكم عليه بالموت البطيئ كما حكمت هي نفسها ، لماذا ، أنت حرّة بنفسك ولكن لست حرّة بالتلاعب بحياة هذه الروح التي تحمليها بين أحشائك .
شهر رمضان فرصة للتخلص من التدخين
أخبار متعلقة