القاهرة / 14أكتوبر / الكسندر جاديش وسارة ميخائيل: أثار تعهد الرئيس الامريكي باراك أوباما أمس الاربعاء ببذل قصارى جهده لتحسين العلاقات مع العالم الاسلامي الشكوك في القاهرة التي دعا منها العام الماضي الى بداية جديدة في الشرق الاوسط بعد سنوات من انعدام الثقة.وفي زيارة لاندونيسيا اكبر الدول الاسلامية تعدادا للسكان أقر أوباما بالحاجة الى بذل مزيد من الجهد لتحسين العلاقات مع العالم الاسلامي.وقال سعد زكي خليل البائع المتجول في وسط القاهرة «ما ان تولى أوباما الحكم حتى قال انه سيفعل كذا وكذا والكثير من الاشياء. لكنه لم يحقق هدفا واحدا حتى الان».وبعد 17 شهرا من خطاب أوباما في جامعة القاهرة ما زال تنظيم القاعدة يهدد الغرب وما زالت محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين متعثرة بسبب قضية الاستيطان في الضفة الغربية وما زالت القوات الامريكية موجودة في العراق وافغانستان.ويعتقد كثيرون في الشرق الاوسط أن تحالف واشنطن الوثيق مع اسرائيل يجعل من المستحيل انهاء معاناة الفلسطينيين ما يغذي مشاعر السخرية بين العرب المسلمين تجاه نوايا الولايات المتحدة بالمنطقة.وقال محمد عبد العال وهو موظف متقاعد بالقاهرة «كلها خطب في النهاية نفس السياسة الامريكية والسياسة اليهودية مستمرة... لهذا لم يترجم أي شيء منذ خطاب أوباما في القاهرة الى أفعال مع الدول العربية».واقتبس أوباما آيات من القرآن في خطابه الذي ألقاه في يونيو حزيران 2009 في اكبر مدينة عربية من حيث عدد السكان في حين سعى الى اظهار المبادئ المشتركة بين الثقافة الغربية والاسلام وأن اذكاء الخلافات يفيد المتشددين الاسلاميين.وفي جاكرتا كرر أوباما أمس الاربعاء قوله ان امريكا ليست في حرب مع الاسلام وأكد أنه مصمم على تحقيق الامن لافغانستان وأضاف أنه لن يألو جهدا لتحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.وقال حاتم خليل المحامي بالقاهرة «أنا شخصيا كانت عندي توقعات كبيرة بالتغيير» بعد خطاب عام 2009 . وأضاف «من الجهل الاعتقاد بأن أوباما سيحل القضية الفلسطينية... وأوافق ايضا على أنه اذا سحبت الولايات المتحدة كل جيشها من العراق في مرحلة واحدة ستنهار البلاد لكنني أعتقد أنه في حالة مصر هناك حاجة الى بذل مزيد من الجهد».وأكد خطاب أوباما في جاكرتا على الديمقراطية وتقدم اندونيسيا في تضييق هوة الخلافات العرقية والدينية لكن حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قال ان الدول العربية حادت عن الاصلاح الديمقراطي منذ عهد ادارة الرئيس السابق جورج بوش.وقال نافعة ان أوباما لم يتطرق الى سجل الحكومات العربية مؤخرا في ما يتعلق بالاصلاح السياسي على الرغم من أن تصريحاته المتفائلة بشأن ديمقراطية اندونيسيا اعتبرت اشارة مبطنة للدول الاسلامية الاستبدادية كي تحاكي الدولة الاسيوية.وفي مصر لا يزال قانون الطوارئ المفروض منذ عقود مطبقا وتقول جماعات معارضة انها مكبلة وأنشطتها مقيدة. ولم يعلن الرئيس حسني مبارك (82 عاما) ما اذا كان سيرشح نفسه لولاية سادسة مدتها ستة أعوام العام القادم.وقال نافعة «نعلم منذ فترة أن أوباما لا يريد الضغط على الدول الصديقة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط».وأضاف «لانه يدرك تماما أن له مصالح اقتصادية وسياسية معها وان الضغط عليها لن يؤدي الى اي نتيجة كما فشل الضغط السابق من الرئيس السابق جورج بوش في احداث أي تغيير».