رئيس الوزراء الفلسطيني / إسماعيل هنيه
الأراضي المحتلة / وكالات :أصيب خمسة فتية فلسطينيين بجروح أمس خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين شمال الضفة الغربية حيث اعتقلت قياديين في حركة الجهاد الإسلامي.وأوضح مصدر أمني أن نحو 40 آلية عسكرية اقتحمت المدينة وسط إطلاق نار كثيف وحاصرت منزل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي صالح السعدي عدة ساعات واعتقلته مع ناشط آخر من الحركة يدعى أحمد جمال القط. وحسب المصادر فإن اشتباكات وقعت بين عناصر من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد وكتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة فتح والقوات الإسرائيلية في الحي الشرقي للمدينة.ثم اندلعت مواجهات بين طلبة المدارس الذين استخدموا الحجارة والزجاجات الفارغة وجنود الاحتلال ما أسفر عن إصابة خمسة فتية فلسطينيين برصاص الاحتلال ووصفت مصادر طبية حالات الجرحى بالمتوسطة وأنها نجمت عن رصاص حي في الأرجل.وتعد مدينة جنين المعقل الأساسي لحركة الجهاد في الضفة الغربية وتشن قوات الاحتلال حملة اعتقالات ومداهمات يومية في المدينة حيث فجر أحد ناشطي الحركة نفسه الشهر الماضي في محطة للحافلات في تل أبيب ما أدى إلى مقتل تسعة إسرائيليين.سياسيا أفاد مصدر إسرائيلي بأن وزير الدفاع عمير بيرتس اقترح بدء مفاوضات بين إسرائيل ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وذلك لتعزيز موقف الأخير في مواجهة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي شكلت الحكومة الفلسطينية الحالية بعد فوزها بالانتخابات.وقال بيرتس خلال لقائه مع مسؤولي الدفاع إن العزل الكامل للسلطة الفلسطينية قد يؤدي إلى تقوية حماس وليس إضعافها مشيرا إلى ارتفاع شعبية حماس في الأراضي الفلسطينية منذ فرض الحصار الاقتصادي والسياسي الإسرائيلي والدولي على الحكومة الحالية.وفي موقف مشابه اقترح شمعون بيريز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي عقد لقاء بين إيهود أولمرت وعباس عند عودة الأول من واشنطن نهاية الشهر الجاري.ووصف بيريز في حديث للإذاعة الإسرائيلية عباس بأنه محاور مشروع تماما لإسرائيل " وليس هناك أي سبب لعدم لقائه".وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي الخانق الذي يعيشه الفلسطينيون اقترح بيرتس دفع مبلغ 12 مليون دولار مساعدات إنسانية للفلسطينيين، تقتطع من مبلغ الـ50 مليون دولار المستحقة للسلطة الفلسطينية من رسوم جمركية على البضائع، الذي ترفض إسرائيل تحويله منذ وصول حماس إلى السلطة في مارس الماضي.وقد أيدت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني الإفراج عن هذه الأموال معربة عن قلقها إزاء احتمال تبدل الرأي العام الدولي ضد إسرائيل في حال تفاقمت الأزمة الاقتصادية أكثر في الأراضي الفلسطينية.وأشارت إلى أن إسرائيل مستعدة لنقل قسم من رسوم الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية لشراء أدوية ودفع تكاليف الرعاية الطبية في إسرائيل.وفي إطار المساعي الفلسطينية لتوحيد الخطاب الفلسطيني وردم الفجوة بين مؤسستي الرئاسة والحكومة، عرض معتقلون فلسطينيون من كافة الفصائل والحركات الوطنية والإسلامية مبادرة "وطنية ديمقراطية" تهدف أيضا للخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها الأراضي الفلسطينية بسبب الحصار.وتقدم المبادرة خطة تقوم على أساس تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد قبل نهاية العام الجاري وتشكيل حكومة وحدة وطنية، و"جبهة مقاومة فلسطينية" تركز على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الأرض المحتلة عام 1967 .وترى أن إدارة المفاوضات من صلاحيات منظمة التحرير ورئيس السلطة على قاعدة التمسك بالأهداف الوطنية وتحقيقها، على أن يتم عرض أي اتفاق مصيري على المجلس الوطني الجديد للتصديق عليه أو إجراء استفتاء عام حيثما أمكن.وقد أعلنت حماس عدم معارضتها قيام عباس بالتفاوض مع إسرائيل، وقيام دولة فلسطينية بالحدود التي كانت عليها عام 1967 لكنها رفضت الاعتراف بإسرائيل أو الاتفاقات المبرمة معها.