الفقيد الصحفي شكيب عوض
[c1]سمير العزي[/c]عند الحديث عن سيرة كبار المبدعين في اليمن وعدن خاصة يبرز لنا اسم الكاتب الصحفي والناقد الفني الفقيد الراحل الأستاذ القدير شكيب عوض سعد رحمه الله.. هذا الاسم الذي يقفز إلى الأذهان كلما عادت بنا الذاكرة أو كانت هناك إشارة ما للزمان والمكان والذاكرة عن شخصية يمنية فنية معينة فإنه يحضر إلى الأذهان اسم ذلك الصحفي الفني الكبير الأستاذ شكيب عوض يرحمه الله مع قناديله التي تضيء بها منازلنا من خلال برامجه التلفزيونية ويؤنسها بأمسياته الجميلة التي يطل بها علينا ضيفاً على قلوبنا بصوته الشجي وبأدب والقاء مهذب يدخل أحاسيسنا.ان الراحل الأستاذ شكيب عوض يرحمه الله قد سكن احلام المبدعين الذي ظل يقف معهم بقلمه المهذب والرشيق في همومهم في المشهد الثقافي والفني العام وسخر قلمه لهموم الإبداع والمبدعين وقضايا الحياة الثقافية والفنية.رحل عنا الصحفي الكبير والشخصية الإعلامية المعروفة الأستاذ القدير شكيب عوض سعد ذاكرة عدن الفنية، الذي كان واحداً من أقدر الصحفيين المخضرمين في عدن خاصة واليمن عامة وهو من الراصدين لمسار الحركة الفنية والثقافية في بلادنا وبصماته ماتزال ماثلة في العديد من المجالات الإبداعية سواء أكان على مستوى الإذاعة والتلفزيون أو الصحف اليمنية وقد عرف بتميزه من خلال إجراء اللقاءات الفنية مع ذوي الخبرة والاختصاص في مجال الفن والشعر والموسيقى وقد لعب دوراً مهماً في سياق النقد الفني المعاصر نقداً وإبداعاً ومتابعة وهو بمثابة مؤرخ ومؤرشف للحياة الثقافية والأدبية والفنية في فترة من فترات الحراك الثقافي في المشهد الفني والأدبي العام في فترة كنت أنا شخصياً أتعامل معه مباشرة من خلال التطبيق في صحيفة 14 أكتوبر عام 1987م وهو عام بداية كتاباتي الأولى وذلك حين كنت أدرس في مجال الصحافة والإعلام خارج الوطن وأدين له بالكثير من خلال نشر أعمالي واستطلاعاتي ومقالاتي ودراساتي الأدبية والفنية في صحيفة 14 أكتوبر ولكونها كانت الصحيفة الوحيدة التي تعني بالشأن الثقافي والأدبي والفني والتي حينها كان يقف الأستاذ القدير الراحل شكيب عوض الصحفي الكبير على رأس القسم الثقافي في صحيفة 14 أكتوبر وبعدها مديراً للتحرير حتى وصل إلى نائباً لرئيس التحرير في صحيفة 14 أكتوبر ويدين له الجميع من الأدباء والمثقفين والمبدعين على نشره إبداعاتهم وأعمالهم الثقافية والأدبية والإبداعية والفنية.ولهذا يظل الأستاذ شكيب عوض الصحفي الناقد ذاكرة مدينة عدن الفنية وهو موسوعة فنية ومدرسة نقدية فنية ودليل فني نقدي تشكلت من خلاله هوية الحركة النقدية الفنية اليمنية وهو دليلنا الفني والنقدي في اليمن الذي يتفق الجميع عليه.فقد كان الأستاذ الفقيد الراحل شكيب عوض رجل بسيط ومتواضع وكان صوته شجي عبر برامج الإذاعة والتلفزيون وقلمه المهذب الرشيق الذي ينتشر في العديد من الصحف اليمنية وكلنا يتذكر صفحة فنون التي كان يشرف عليها في صحيفة 14 أكتوبر حين كان يطل علينا منها من زاويته المعروفة (أضواء كاشفة) التي يتناول فيها هموم الإبداع والمبدعين في العديد من قضايا الإبداع في فنونها المختلفة وكان الأستاذ شكيب عوض في طليعة الصحفيين اليمنيين الذين بادروا لتأسيس منظمة الصحفيين عام 1976م، وكان من الصحفيين الأوفياء للحرف الأمناء على الكلمة، وأتمنى من زملائنا الصحفيين أو حتى الزملاء في قيادة نقابة الصحفيين وصحيفة 14 أكتوبر ووزارة الإعلام وكل من تعز عليه شخصية وإبداعات وكتابات الأستاذ شكيب عوض الاهتمام بما تركه هذا الصحفي الكبير الذي أعطى دون أن يسأل بان تجمع كتاباته وان تقوم نقابة الصحفيين اليمنيين بإصدارها.فالصحفي اللامع الأستاذ القدير الراحل شكيب عوض يرحمه الله رجل عرف بعفة النفس ودماثة الأخلاق وباخلاصه وتفانيه في أداء واجباته ورسالته الإعلامية والصحفية كما عرف بعمله الدائم من خلال قلمه المميز تقديمه لكل جميل ورائع من إبداعاته سواء للقراء أو من خلال برامجه الإذاعية والتلفزيونية لكل المشاهدين في اليمن.وبرحيله فقدت الأوساط الثقافية والصحفية في مدينة عدن خاصة واليمن عامة صحفياً لامعاً وناقداً فنياً كبيراً، لقد عرف بقلمه الرشيق من خلال كتاباته الصحفية المتميزة وبصوته الهادئ من خلال البرامج الفنية التي كان يقدمها وباقتدار من إذاعة وتلفزيون عدن وكان محبوباً من كل زملاء الحرف والكلمة ويتفق الجميع على الاعتراف بريادته في العمل الصحفي الفني وعاش طوال سنين حياته عفيف النفس طاهر القلب بشوشاً.أعد وقدم الكثير من البرامج الإذاعية والتلفزيونية وكان محاوراً لبقاً ولقب بالذاكرة الفنية لمدينة عدن لما كان يختزنه من معلومات ثرية عن كل الشخصيات الفنية.لقد أظهر الأستاذ القدير الراحل شكيب عوض مقدرة رائعة في ميدان الكتابة الثقافية والفنية واستطاع ان يجعل من صفحاته التي كان يشرف عليها في صحيفة 14 أكتوبر كالثقافية والفنية والإبداعية التي تناسب مختلف فئات القراء وكان صحفياً موهوباً من الطراز الأول وكان قلمه قلماً ناقداً يدخل إلى صلب الموضوع مباشرة وله الكثير من الكتابات الوفيرة اللاذعة وكانت تحدث صدى بين القراء.وقد افرد الاستاذ شكيب عوض مساحة واسعة لعدد من المبدعين المختصين سواء في المسرح أو النقد الأدبي وكان دائماً حريصاً على متابعة آخر الأعمال السينمائية التي لمعت على الشاشة الكبيرة ويقوم بتقديمها ونقدها نقداً غاية في الروعة وكان الأستاذ القدير شكيب عوض رحمه الله شعلة من النشاط الإبداعي وطاقة فنية تتسم بالحيوية والحركة، كذلك تجده يعرف في مجال السينما ليس فقط اسماء الأفلام ومخرجيها وأبطالها وبالذات العربية.لقد كان الأستاذ الراحل شكيب عوض فقيد الصحافة اليمنية والحركة الفنية اليمنية سند ومعين لكل المظلومين والمهضومين من المبدعين وكان صوتهم وضميرهم من على صفحاته الفنية من خلال نشر معاناتهم وهمومهم الإبداعية حيناً يتحدث عن من لا حول له ولا قوة لقد كان بالفعل صوتهم الذي يصل إلى كل مكان لانه كما يبدو كان يمثل قضيتهم الإبداعية فقد كان صوت الفنان والأديب والشاعر والملحن والمبدع والممثل والمعد والمخرج وحتى الإنسان العادي.لقد اسعدنا الحظ بالكتابة معه في صحيفة 14 أكتوبر منذ عام 1987م في الصفحات الثقافية والفنية وكان خير معين لي وسعدت أيضاً بالعمل معه في برامج التلفزيون وفي آخر برنامج وهو في آخر أيامه حين كان يقوم بإعداده وتقديمه وهو برنامج ذاكرة الفن لكن القدر لم يسعفه لإكماله وقد كانت هناك رؤية لاستكمال جزء آخر ايضاً من هذا البرنامج وذلك حين قدم مقترح باسماء العديد من الشخصيات اليمنية التي كان يريد التحدث عنها وتسليط الضوء عليها من الشعراء والمبدعين من الرعيل الأول إلا أن القدر كان أسرع.ان الأستاذ شكيب عوض والصحفي الكبير يعد واحد من نخبة الإعلاميين المبدعين المتميزين الذي برحيله فقد الوطن واحد من كبار الصحفيين في اليمن وكبار مبدعيه في الحركة الفنية اليمنية وواحداً من الذين افنوا حياتهم من أجل الإبداع وقدم ما أستطاع تقديمه على مدى أكثر من ثلاثة عقود من خبرته في مجال الصحافة الفنية والكتابة النقدية الفنية ورسم بصماته لتوثيق تاريخ التجربة الفنية اليمنية وأهمها تاريخ الفن الجميل لمدينة عدن الساحرة ولحج وتعز وأبين وحضرموت وصنعاء وإب والحديدة وغيرها، وقد كان الأستاذ الراحل شكيب عوض الراصد لكل هذا التاريخ الفني ومسار الحركة الفنية في اليمن.