توجه جديد في سينما اليوم
القاهرة: 14 اكتوبر وكالة الصحافة العربية : انتشار جرائم سرقة الأعضاء البشرية إحدى الظواهر الخطيرة التي تهدد كيان المجتمع المصري.. تنبأت لها السينما المصرية مبكرا فقدمتها للمرة الأولي من خلال فيلم (إلحقونا) الذي قام ببطولته نور الشريف ومعالي زايد وفادية عبد الغني وعادل أدهم ليكون الفيلم بمثابة إنذار مبكر ودق لناقوس الخطر محذرا من انتشار هذه الظاهرة، حيث يحكي الفيلم قصة شاب بسيط يدخل المستشفي لإجراء جراحة بسيطة لكنه يكتشف سرقة كليته! ولم يكن السبق الوحيد لهذا الفيلم في مناقشة هذه الظاهرة الخطيرة فقط، فقد سجل سبقا آخر بظهور الرئيس محمد حسني مبارك لأول مرة في فيلم سينمائي من خلال صورته التي وقف أمامها البطل يشكو للرئيس ما جري له في إشارة إلى عظم هذه الجريمة البشعة.ثم تابعت السينما المصرية فتح ملف جرائم سرقة الأعضاء البشرية من جديد، لتفتحه من خلال مجموعة من الأفلام بدأت بفيلم (الغابة) الذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الماضية وناقش الفيلم الكثير من القضايا مثل الفقر وظاهرة أطفال الشوارع وزنا المحارم والشذوذ الجنسي وأيضا سرقة الأعضاء البشرية في سلسلة متشابكة من الأحداث، حيث اتخذ مخرجه أحمد عاطف مشكلة أطفال الشوارع كخطوة للانطلاق نحو العديد من المشاكل الأخرى، وذلك عن طريق مشاركة بعض أطفال الشوارع الحقيقيين في تصوير العمل بجانب أبطال الفيلم الذي تدور أحداثه حول مجموعة من أطفال الشوارع الذين يتعرضون للذل والمهانة داخل المجتمع المصري نتيجة الفقر وانعدام المأوي مما يضطر بعضهم إلى أن يلجأ لطرق غير مشروعة للكسب، مثل بيع المخدرات، وتجارة البانجو، وهو الدور الذي قام به الممثل أحمد عزمي في دور شاب يدعي (حموسة) وعن عشيقته (جميلة) والتي هربت من بيت للشارع وتتعرف عليه وتحمل سفاحا منه. أما حنان مطاوع فتجسد شخصية (برشامه) تلك الفتاة اللقيطة التي دفعها الفقر للاعتماد على جمالها وقوامها الممشوق كوسيلة لكسب المال، من خلال بيع المتعة لطالبها (الدعارة) وفي دور (التوربيني) ذلك الشاب البلطجي قاطع الطريق والذي جسده الوجه الشاب باسم السمره، فهو يخرج من السجن ويعتدي على كل من حوله للحصول على المال وهو دائما يحمل (شفرات) في فمه للدفاع عن نفسه وإرهاب الآخرين. كما يتطرق مخرج الفيلم لقضية كبيرة، مسكوت عنها في المجتمع المصري وهي زنا المحارم من خلال قصة فتاة يغتصبها والدها، لتنقلب حياتها بسبب هذا الاعتداء رأسا على عقب، فتنتقم منه وتقتله بالاشتراك مع عائلتها وتفر هاربة معهم للشارع ويشاء القدر أن تتعرض هذه الأسرة لسرقة أعضائهم على يد تجار بيع الأعضاء.مقابل مادي فيلم (الغرفة 707) تأليف د. سميرة محسن وإخراج إيهاب راضي وبطولة مجدي إمام ورولا سعد التي تخوض تجربة السينما لأول مرة وسامي العدل وراندا البحيري، فيتطرق للظاهرة بشكل أكثر قوة وحدة، من خلال شخصية (نادية) التي تجسدها راندا البحيري التي تحب البطل (مجدي كامل) إلا أنه لا يلتفت إليها لانشغاله بحب (هالة) رولا سعد ورغم تعاسة نادية إلا أن القدر يصر على أن يضيف إلى شقائها مزيدا من الآلام فتصاب أمها بالقلب وتدخل المستشفي لإجراء جراحة ورغم نجاح الجراحة إلا أنها تموت لتكتشف نادية وفاة عدة حالات أخري بدون أسباب واضحة وتتضح الحقيقة بالصدفة حيث تعلم أن المستشفي الذي من المفترض انه يقوم بتخفيف آلام المرضي يقوم بسرقة أعضائهم لبيعها بمبالغ باهظة للمرضي الأثرياء. وننتقل إلى (البصمة) وهو عنوان الفيلم الجديد الذي يستعد المطرب خالد سليم لبطولته مع تامر هجرس ونيكول سابا ومنة فضالي، قصة إبراهيم حامد ومحمود حامد وإخراج عثمان أبو لبن، حيث تدور أحداثه حول اثنين من الضباط اللذين يعملان في ملف تجارة الأعضاء البشرية وتصاب ابنه أحدهما بالقلب وتتعرض لسرقة كليتها أثناء العملية.