لقاء/ أديب الشاطريرفض الحديث لنا والإفصاح عن حقائق تاريخية مؤلمة تعرض لها مناضلو الثورة اليمنية.. وبعد إلحاح انفجر عبدالله علي السحولي وهو المعروف بهدوئه وابتسامته الدائمة كالبركان الثائر.. قائلاً : يسعدني جداً أن أصحح بعض المعلومات المغلوطة (للأمانة التاريخية)، وذلك بعد مرور (38) عاماً.. وهي من وحي الوقائع والوثائق التي كنا نخفيها أو نحتفظ بها لأنفسنا، ومنها أن الشهيد السيد هاشم عمر إسماعيل أحد أقطاب الثورة اليمنية، والشهيد سالم يسلم الهارش العولقي قائد فرقة النجدة التابعة للتنظيم الشعبي لجبهة التحرير.. والذي اشتهر بالقوة والشجاعة.. استشهدا برصاص الغدر والخيانة في شهر رمضان 1967م بالقرب من نهاية سيلة نقيل يسلح على أيدي عناصر ملثمة عندما حوصرنا في النقيل.[c1]ويواصل المناضل السحولي.. حديثه والمرارة تلف الكلمات قائلاً :[/c]حدث ذلك بعد أن انسحبت كل المجاميع من التنظيم الشعبي وجبهة التحرير وفرقة الصاعقة التي كانت محاصرة في قمة نقيل يسلح وكنا (6) أفراد أنا والشهيدان وثلاثة آخرون (طاقم الدبابة) التي تعرضت لخلل فني في رأس النقيل، فاصطدمت بالجبل وتم محاصرتنا من قبل مجموعة من الأشخاص الملثمين واجهونا بأسلحتهم الرشاشة ومجموعة أخرى من الخلف وعندها تقدم شخصان من الخلف بدون لثام وأطلقوا الرصاص على الشهيدين هاشم عمر إسماعيل وسالم يسلم الهارش العولقي اللذين لقيا حتفهما بالحال.وأضاف قائلاً : لقد أدركنا أن قائد الحملة في منطقة معبر لم يلتزم بما اتفق عليه مع الشهيدين بقصد مؤازرتهم بعد استلامه النقيل حيث تنصل من الواجب وترك الفرصة في فتح ونصب لهم كميناً في نقيل يسلح مع مجاميع الملكيين وبعض من رجال القبائل.وقال المناضل عبدالله السحولي : إن سائق الدبابة قد أخبره أثناء اعتقالهم أن المجموعة المرابطة في معبر تخلصوا من الشهيدين قبل أن يصلا إلى معبر، أضف إلى ذلك كنت أرى القتلة في معبر داخل حوش الدبابة.ويواصل المناضل حديثه قائلاً : أنا اليوم مرتاح من قول الحقيقة والكيفية التي استشهد بها الشهيدان هاشم عمر وسالم الهارش العولقي، بقصد التصفية الجسدية لمن حاول قول الحقيقة.. على كل حال هما الآن شهيدان التحقا بموكب أبي الأحرار محمد محمود الزبيري والشهيد هاشم عزعزي والشهيد عبد المجيد السلفي والشهيد علي حسين القاضي وعلي محمد حسن وغيرهم الكثيرين ممن اغتيلوا وأصبحوا شهداء عند ربهم ضمن شهداء الثورة.[c1] ما هي العمليات العسكرية التي شاركت فيها؟[/c]- هي كثيرة.. ولكن ما زالت عالقة في الذاكرة العملية العسكرية والفدائية لجبهة التحرير ونتيجة تحيز جيش الاتحاد الفيدرالي غادرنا عدن إلى تعز مع مجموعة كبيرة من الفدائيين وليس على سبيل الحصر أذكر منهم العقيد محمد علي إسماعيل، العقيد حامد محمود مرشد، العقيد عثمان ناجي خالد، العقيد فضل عبده جبير، العقيد محسن بلال، الشهيد سالم يسلم الهارش، والشهيد هاشم عمر إسماعيل وآخرين.. وكان ذلك في أغسطس سبتمبر 1967م.. وفي مدينة تعز وأثناء حصار السبعين شاركنا في حملة نقيل يسلح مع بعض العناصر الفدائية وأفراد القوات المسلحة، وعلى الرغم من النصر الكبير الذي حققناه أثناء المعركة ضد فلول الملكية في النقيل وتوغل الفدائيين إلى بلاد الروس والسيطرة على عدة مواقع للملكيين.. إلا أن قيادة الحملة في معبر لم تسمح لنا باستعمال الأسلحة الثقيلة حينها رغم إطلاق النار علينا بكثافة من بعض قمم الجبال، الأمر الذي سبب إحباطاً للقطاع الفدائي وأفراد القوات المسلحة وجنود الصاعقة التي كانت مرابطة هناك أثناء الحصار.ويواصل السحولي حديثه : إن المجاميع بدأت بالانسحاب بعد أن تكالبت عليها كل تلك العوامل من نقيل يسلح وذلك بعد أن أصبحنا محاصرين من قوات الإمامة، وكنت حينها مع آخر مجموعة حاولت الانسحاب من النقيل وكان عددنا (7) أفراد.[c1] كيف فررت من الأسر في تعز؟[/c]- بعد استشهاد الشهيدين سالم يسلم الهارش وهاشم عمر إسماعيل على أيدي الملثمين وهذا الكلام أقوله لكي يرتاح ضميري وأبرئ نفسي أمام الله- ظللت في الأسر بجانب مقهى النقيل، وفي الليلة الثالثة قررت الهرب من الأسر، على الرغم من إصابتي أثناء الحصار في نقيل يسلح - حيث انتظرت حتى نام الجميع بعد منتصف الليل خارج المقهى تسللت متوجهاً صوب طريق معبر.. وأثناء طريق معبر- النقيل حيث وجدت بعض أفراد القوات المسلحة مرابطين على الطريق العام، وبعد أن عرفوا أنني مصاب - تم نقلي إلى معبر ومن ثم إلى يريم للإسعاف أما الفرقة التي شاركت في حملة نقيل يسلح، وليس على سبيل المثال أذكر الشهداء سالم يسلم الهارش، هاشم عمر إسماعيل، نصر سيف، والمناضل بالليل بن راجح لبوزة، المناضل علي بن علي شكري وآخرين من القطاع الفدائي والقوات النظامية. [c1] ماذا في الأخير؟[/c]أتمنى أن يضاعف فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اهتمامه بجميع المناضلين الأحياء، وأولاد الشهداء، كما أرجو أن يفي الأخ حمود بيدر رئيس منظمة مناضلي الثورة اليمنية بوعده لي باستكمال رحلة علاجي حيث ازدادت آلامي بسبب تقدمي في العمر، لأنها نتاج للإصابات التي لحقت بي أثناء مرحلة الكفاح المسلح.
المناضل عبدالله السحولي يفتح النار على مزوري التاريخ ويكشف الحقائق
أخبار متعلقة