تجدد الاشتباكات في مخيم "نهر البارد"
بيروت / وكالات :تجددت الاشتباكات أمس بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم فتح الإسلام على بعض محاور مخيم نهر البارد شمال لبنان، في حين اشتكى اللاجئون الذين اضطروا لمغادرة المخيم من سوء معاملة الجيش.وقد سجلت تلك الاشتباكات في المحورين الشرقي والجنوبي الشرقي للمخيم، وتخللها قصف مدفعي متقطع. وقال مصدر فلسطيني من داخل المخيم إن مسلحي جيش الإسلام يقومون بحفر خنادق داخل المنازل وبينها، لتسهيل تحركهم بعد أن باتوا محاصرين في بقعة المخيم القديم.وقد لقي ثلاثة من مسلحي فتح الإسلام مصرعهم أمس الأول في اشتباكات متقطعة مع الجيش اللبناني.على صعيد آخر قالت مصادر حقوقية وإنسانية إن اللاجئين الفلسطينيين الذي اضطروا لمغادرة مخيم نهر البارد بسبب المواجهات الدائرة فيه، تعرضوا لسوء معاملة من طرف الجيش.وقال عشرات اللاجئين الفلسطينيين إن قوات الجيش اللبناني احتجزتهم لفترات طويلة وتعرضوا خلالها للضرب أو الاغتصاب، وذلك أثناء مغادرتهم للمخيم هربا من رحى الاشتباكات التي اندلعت به يوم 20 مايو الماضي ولا تزال مستمرة بشكل متقطع.وأفادت المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان (الشاهد) أنه تم تسجيل 60 حالة سوء معاملة في حق اللاجئين الفلسطينيين الذين اضطروا لمغادرة المخيم، مشيرة إلى أنه في بعض الأحيان سجلت حالات اغتصاب جنسي.وأشار المصدر نفسة إلى أن كثيرا من أهالي المخيم عدلوا عن الخروج من المخيم بعد تداول أنباء عن تعرض نازحين لسوء معاملة من طرف عناصر الجيش اللبناني.وقد نفي الجيش تلك الاتهامات، وقال إن جنوده يقومون فقط بالتحقق من هوية الذين يغادرون المخيم للتأكد من أنهم ليسوا من مسلحي جيش الإسلام.لكن ناشطين مدنيين يقولون إن مئات اللاجئين تم احتجازهم على أيدى الجنود، وإنه تم توثيق عشرات الحالات من سوء المعاملة التي ارتكبت في حق النازحين.من جانبها قالت هيومن رايتس ووتش التي تعنى بحقوق الإنسان وتتخذ من نيويورك مقرا لها إنها وثقت بعض حالات سوء المعاملة، وأعربت عن قلقها بشأن حالات سجل فيها استعمال العنف.وقالت المنظمة على لسان ممثلها في بيروت إنها طلبت من الجيش فتح تحقيق في الموضوع، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام اللبنانية تجاهلت الموضوع لأنه "سيء بالنسبة لمعنويات الجيش".وتشير بعض الأرقام إلى أن حوالي 40 ألفا من أهالي نهر البارد اضطروا للمغادرة وجلهم حطوا الرحال بمخيم البداوي القريب.ويثير الوضع الإنساني في المخيم مخاوف لدى عدة جهات، إذ يشدد الجيش في دخول المساعدات الإنسانية للمخيم "بعد استغلال فتح الإسلام هذه المسألة لإطلاق النار على الجيش وعلى سيارات الإسعاف" على حد قول مصدر فلسطيني مسؤول.وذكرت عدة مصادر أنه لم يتم إدخال مساعدات إلى المخيم منذ نحو 20 يونيو الماضي، تاريخ إدخال نحو 760 كيلوغراما من المواد الغذائية إلى نهر البارد.