حتى لاتنسينا زحمة المتغيرات الجارية مآثره الباقية
أحمد راجح سعيدفي زحمة الحياة ومتغيراتها المتسارعة تمر الأحداث المفاجئة من حولنا فتشغلنا عن الالتفات إلى اقرب الأشياء إلينا وخاصة صوب أولئك الذين يرحلون من بيننا ويخلفون وراءهم فراغاً موحشاً ماعدا أعمالهم الجليلة وذكراهم العطرة والعزيزة على قلوبنا ومن هؤلاء فقيد الحركة الرياضية اليمنية وإعلامها المتميز محمد عبدالله فارع 1943 - 2000م والذي وافته المنية وقبل سبعة أعوام لقد رحل عنا أبو نضال بعد عمر رغم قصره إلا أنه قياساً لعطائه الرياضي والإعلامي كان حافلاً ومتميزاً على المستويين المحلي والخارجي.وكون أن الفقيد رحمه الله قد بدأ مشواره الرياضي والإعلامي متواضعاً إلا أنه كشأن كل مجتهد وطموح استطاع أن يصنع من نفسه علماً يشار إليه وينتهي إلى حيث ينتهى الكبار من أسلافه فإلى جانب موهبته الرياضية والإعلامية المبكرة تميز بدبلو ماسيته الذكية وظل يتعاطى على أساسها مع كافة المواقف والمعطيات تطبيقاً لمبدأ (لاضرر ولاضرار) حتى مع أولئك الذين كان يختلف معهم في وجهات النظر وبذلك استمر قابضاً على شعرة معاوية حفاظاً على هذه العلاقة التي لاتفسد في الود قضية كما أنه استطاع بعلاقاته وصداقته الموظفة المخططة محلياً وخارجياً واستثمارها لصالح الحركة الرياضة اليمنية وذلك من خلال العمل على ربط كافة الألعاب بالاتحادات الدولية واستحقاق بلادنا لــ عضوية اللجنة الأولمبية الدولية. كما أنه ساهم بدور بارز في تشكيل أول رابطة غربية للصحافة الرياضية والتي تأسست في بغداد عام 1972م كما أنه أيضاً وفي نفس العام أسس الرابطة اليمنية للصحافة الرياضية وتم انتخابه رئيساً لها إلى جانب الأمين العام المساعد للرابطة العربية وظل محتفظاً بهذين المنصبين حتى عام 1990م وبالرغم من تداعيات ظروف التشطير التي سبقت قيام دولة الوحدة إلا أنها لم تثن من عزيمة الفقيد ومواقفه الوطنية وذلك من منطلق فهمه للدور الرائد الذي يجب على الرياضيين أن يلعبوه في إعادة وحدة الوطن كما هو دأبهم في مثل هذه المواقف الوطنية فعمل مع بعض الزملاء في شمال الوطن على تأسيس اتحاد الإعلام الرياضي وضم عضويته للاتحادات العربية والأسوية والدولية. وبعد تحقيق وحدة الوطن كان للفقيد اليد الطولى في الإعداد والتحضير البارزين لميلاد اللجنة الأولمبية اليمنية واختياره ضمن قوام مجلس الإدارة حتى لحظة وفاته كما يحسب له رحمه الله العديد من المناقب المضيئة والتي لا يتسع المجال لحصرها ويكفيه أن تقلد العديد من المناصب الرفيعة الرياضية والإعلامية المحلية والدولية كان آخر عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للصحافة الرياضية إضافة إلى فوزه المستحق بجائزة اللجنة الأولمبية الدولية. وفي المجال الإعلامي فإن الفارع الراحل والباقي يعتبر واحداً من أبناء الوطن اليمني الكبير الذين أضاءوا ليلة بشموع حياتهم وانطلقت في وجودهم أقلام رياضية كبيرة أصبح لها شأنها في الساحة الرياضية اليمنية ولذلك فإن رحيله في مثل هذه الظروف شكل خسارة فادحة لحركتنا الرياضية وإعلامها المتميز نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يعوض وطننا بمن يسير على دربه ونهجه وذلك هو خير العزاء.