نيودلهي / متابعات :احتشد مئات آلاف المسلمين الهنود ومن مختلف أنحاء البلاد، إضافة الى عدد كبير من القادمين من خارجها، في المسجد الرئيسي في مقاطعة كيرالا الجنوبية، مساء أمس (الاثنين)، لإحياء ليلة القدر في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك.وفي هذه الليلة المباركة، التي اكتمل فيها نزول القرآن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، انصرف هذا الحشد الهائل من المسلمين للتعبد والدعاء والتقرب من الله تعالى. ويقول المنظمون للاحتفال إنهم أعدوا لاستقبال اكثر من سبعمئة الف مسلم في واحد من أكبر التجمعات الاسلامية في الهند، في ساحة مساحتها عشرون هكتارا (نحو واحد وثمانين الف متر مربع)، في مالابورام احدى ضواحي كيرالا، والتي أقيم فيها إفطار جماعي شارك فيه أكثر من مئة الف صائم.وللإسلام تاريخ عريق في منطقة كيرالا حيث انتشر فيها عن طريق التجار المسلمين الذين وصلوا اليها في عام 851 ميلادية، وهو اول اتصال بين شعوب تلك المنطقة والدين الحنيف.وبحسب الشيخ سعيد ابراهيم خليل بخاري مدير اكاديمية مادين الاسلامية في المدينة، فإن إحياء ليلة القدر كان متواضعا قبل عشرين عاما، الا انه اليوم يمثل أكبر تجمع للمسلمين في العالم بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، خلال الشهر الكريم.وتوافد الى مسجد كيرالا لاحياء ليلة القدر هذا العام الآلاف من علماء الدين والشخصيات الرسمية والعامة من الدول المجاورة ومن دول الخليج العربية، حيث أم المصلين وتقدم المحتفلين بالمناسبة الشيخ سيد ابراهيم بخاري ورئيس جمعية العلماء المسلمين في كيرالا الشيخ سيد عبد الرحمن بخاري.ويعيش المسلمون في تلك المنطقة في وئام ووفاق مع المواطنين الاخرين من غير المسلمين، وللتعبير عن ذلك فإن كل سكان المنطقة بصرف النظر عن انتمائهم الديني، يشاركون في إستضافة الوافدين الى المدينة من خارجها، ويساعدون مئات آلاف الزوار في إقامة الخيام المؤقتة على اراضيهم، كما يستعدون لتسهيل عمل السلطات والمؤسسات الرسمية والخاصة لتلبية حاجات القادمين لتأدية مناسكهم الدينية، وقد نصبت شاشات عملاقة للبث التلفزيوني تمكن اولئك الذين لا يستطيعون الوصول الى الساحة الرئيسية من متابعة الصلاة والادعية والابتهالات في هذه الليلة العظيمة، وذلك بحسب ما أفاد به سيف الدين عضو الهيئة المنظمة.وبدورها أعدت السلطات في المقاطعة ترتيبات أمنية واسعة ومكثفة للحفاظ على الامن وتأمين حركة وسلامة الاعداد الغفيرة من الزوار. وذكر رياض منصور الذي يعمل في إحدى دول الخليج العربية الذي قدم للمشاركة في احياء هذه الليلة المباركة، ان ليلة القدر تستحق ان يتحمل من اجلها المؤمن العناء والسفر، مهما كانت التضحيات، لأنها خير من ألف شهر كما وصفها تعالى في كتابه العزيز، ففيها يتقرب المسلم من ربه ليغفر له ذنوبه ويعفو عنه سيئاته.وليس هناك وقت محدد لليلة القدر، الا ان الرسول الكريم أبلغ المسلمين أنها في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان. وقد نقل المحدثون أحاديث كثيرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن نزولها يكون في الليلة الحادية والعشرين او الثالثة والعشرين او الخامسة والعشرين او السابعة والعشرين او التاسعة والعشرين من شهر رمضان، فغدت هذه الليالي المباركة مناسبات لاحياء شعائر ليلة القدر
مئات الآلاف من المسلمين يحيون ليلة القدر في الهند
أخبار متعلقة