لعل قطـر كانت في الماضي أوفر حظاً من باقي إمارات الخليج في كثرة عدد الكتاتيب ، ففي عام 1308هـ (1890م ) وفي عهد الشيخ قاسم بن ثاني ، كان في قطر عشرة كتاتيب ، تدرس فيها القراءة والكتابة والقرآن الكريم ، واستمر نظام التعليم بأسلوب الكتاتيب حتى بداية القرن العشرين .وفي عام 1913م افتتحت مدرسة دينية أكثر تقدماً من الكتّاب ، سميت ( المدرسة الأثرية ) ، تحت رعاية مباشرة من المغفور له الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني ، حاكم قطر في ذلك الوقت ، وتولى العلامة الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع مهام التعليم والإدارة لهذه المدرسة ، واستمرت المدرسة في أداء مهمتها على أحسن وجه ، ثم انتقل الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع عام 1938م إلى المملكة العربية السعودية ، فأغلقت المدرسة الأثرية أبوابها ، واستمرت الكتاتيب في أداء دورها .وفي عام 1947م افتتحت مدرسة على أساس منهجي ، في المكان الذي كان مخصصاً للمدرسة الأثرية ، تحت اسم ( مدرسة الإصلاح الحمدية ) . نسبة إلى المغفور له الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني الذي أمر بإنشائها ، واستمرت لمدة عامين دراسيين .[c1]محاولات إقامة تعليم حديث:[/c]في مطلع العام الدراسي 50/1951م افتتح أول مبنى مدرسي في البلاد باسم ( مدرسة قطر الابتدائية )، لتكون أول مدرسة تقوم على أساس قواعد تعليم منهجي حديث ، تضم أربعة صفوف ابتدائية ، يدرس فيها 190 تلميذاً .وفي نفس العام قام حاكم البلاد الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني بتشكيل لجنة وطنية للإشراف على التعليم ، سميت " لجنة المعارف ".في مطلع العام الدراسي51/1952م تم وضع أسس عامة لمناهج المرحلة الابتدائية ، التي أصبحت تضم الصفوف من الأول وحتى الخامس الابتدائي . واستوردت الكتب المنفذة للمناهج من بعض الدول العربية ، وأصبحت المدرسة ابتدائية كاملة في العام التالي .في مطلع العام الدراسي 52/1953م افتتحت " لجنة المعارف " ثاني مدرسة في البلاد في مدينة " الخور " ، ثاني مدن قطر . وبافتتاح المدرسة الثانية في قطر أصبحت مدرسة قطر الابتدائية تسمى ( مدرسة الدوحة الابتدائية ).وفي مطلع العام الدراسي 53/1954م ، افتتحت مدرستان للبنين ، إحداهما في قرية " الرويس " في شمال قطر ، والثانية في العاصمة ، وتم تجهيز مدرسة ابتدائية للبنات ، تضم كتاتيب البنات الأربعة التي كانت تعمل آنذاك ، وعٌينت السيدة / آمنة محمود الجيداه مديرة لها .وبافتتاح المدرسة الثانية في الدوحة أصبحت مدرسة الدوحة الابتدائية تسمى(المدرسة الابتدائية القديمة ).وبقيت هذه التسمية حتى تم تغييرها إلى مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية سنة 1958م ، ثم تحولت إلى مدرسة بنات ، ونقلت إليها مدرسة الخنساء الابتدائية .في العام الدراسي 55/1956 م ، أصبح عدد المعلمين 45 معلماً ، ووصل عدد التلاميذ إلى 1000 تلميذ ، في 14 مدرسة وروضة في العاصمة والقرى ، وافتتح قسم للمرحلة الثانوية ملحق بمدرسة قطر الابتدائية القديمة .[c1]تعميم التعليم:[/c]في العام الدراسي 56/1957م تسلم الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني " رئاسة المعارف " ، وقام باختيار لجنة وطنية لمساعدته في مهمته و إعفاء"لجنة المعارف" .وفي نفس العام تم إعلان تعميم التعليم في جميع أرجاء البلاد ، للذكور والإناث من أبناء قطر والمقيمين على أرضها . في مطلع العام الدراسي 57/1958م تم إنشاء " وزارة للمعارف " كأول وزارة في تاريخ البلاد ، وعُيّن الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني كأول وزير للمعارف ، وتم إرساء قواعد تعميم التعليم ،ليبدأ مسيرته بخطى ثابتة ،شهدت فيها التربية تطورات كمية ونوعية كبرى في جميع مجالاتها .وفي نفس العام حوُّلت رياض الأطفال إلى مدارس ابتدائية ، فأصبحت هناك 20 مدرسة للبنين ، ومدرستان للبنات وتم افتتاح مدرسة ثانوية واحدة للبنين ، وأخرى للصناعة ، وفي عام 59/1960م تحوَّلت مدرسة الصناعة إلى إعدادية . في العام الدراسي 60/1961م أصبحت المعارف تضم التعليم العام والديني والصناعي ، وافتتح القسم الثانوي بمدرسة الصناعة .في عام 1962م انضمت قطر إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم" اليونسكو "UNESCO كعضواً منتسي ، وفي العام 1972م أصبحت تتمتع بعضوية كاملة فيها .انضمت قطر إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الأليكسو" ALECSO منذ إنشائها في عام 1964م .كما وقعت قطر اتفاقيات ثقافية ثنائية مع معظم الدول العربية .في العام الدراسي 69/1970م افتتحت أول مدرسة ثانوية للبنات ، وألحقت بها دار المعلمات .وفي نفس العام تغير مسمى وزارة المعارف " ليصبح " وزارة التربية والتعليم ورعاية الشباب " مما أضفى استقراراً على سياسة الوزارة .
مسيرة التعليم في دولة قطر ( 1 - 1)
أخبار متعلقة