طهران /14 أكتوبر/ رويترز: أحجمت إيران يوم أمس عن قبول مسودة خطة أعدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتقليل مخزون طهران من الوقود النووي الذي يخشى الغرب من استخدامه في إنتاج أسلحة نووية وقالت بدلا من ذلك أنها تريد شراء وقود نووي من الخارج.وكانت القوى الأخرى وهي الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا قبلت مسودة الخطة التي أعدتها الوكالة الدولية.وإيران بتقديمها اقتراحا منافسا تتبع على ما يبدو إستراتيجية جربتها بشكل جيد لكسب الوقت لتجنب تشديد العقوبات الدولية يجري التهديد به.وبدا العرض الإيراني المضاد للوهلة الأولى لا يقدم للغرب شيئا يُذكر.يقتصر العرض على عدم خفض مخزون اليورانيوم المُخَصب الذي يثير قلق المجتمع الدولي وإنما يتطلب أيضا رفع العقوبات المفروضة على إيران منذ عام 2006 للسماح لها بشراء مثل هذه المواد النووية الحساسة.ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي يوم أمس عن عضو كبير في وفد المفاوضات الإيراني الذي حضر اجتماع فيبنا في 21 أكتوبر قوله «إيران مهتمة بشراء وقود لمفاعل طهران للأبحاث في إطار اقتراح واضح.»وأضاف «نحن ننتظر رد الطرف الآخر البناء والذي يسهم في بناء الثقة.»ونقل عن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر أثناء زيارة للبنان قوله «من خلال المؤشرات التي نحصل عليها فان الأمور ليست إيجابية تماما.»ولم تعلن تفاصيل مُحددة عن الاقتراح المضاد الذي قدمته إيران وقالت واشنطن أنها لا تزال في انتظار رد إيراني رسمي. ولكن ليس واضحا كيف سيكون السماح لإيران بشراء وقود نووي مناسبا لأهداف القوى الكبرى.وأضاف دبلوماسيون غربيون إن خطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لم تعلن أيضا تتطلب ات ترسل طهران 1.2 طن من مخزونها المعروف من اليورانيوم منخفض التخصيب وكميته 1.5 طن إلى روسيا وفرنسا بحلول نهاية العام الحالي.وسيجري تخصيب اليورانيوم في روسيا وفرنسا إلى مستوى أعلى ولكن على نحو سيجعل من الصعب استخدامه في إنتاج رؤوس حربية وسيعاد لايران لتستخدمه في مفاعل في طهران ينتج نظائر مشعة للأغراض الطبية.وسيختبر الاتفاق نوايا ايران المعلنة باستخدام اليورانيوم المخصب في أغراض سلمية فقط.وسيتيح أيضا وقتا للمحادثات الأوسع حول الهدف النهائي للقوى العالمية المتمثل في أن تهدئ إيران المخاوف من أن لديها برنامجا سريا لإنتاج أسلحة نووية بالحد من تخصيب اليورانيوم مقابل مزايا تجارية وتكنولوجية.وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة وفرنسا أكدتا الموافقة على مسودة اتفاق الوكالة الدولية في مذكرات أرسلتها الدولتان للوكالة وأكدت روسيا أيضا موافقتها يوم الجمعة.وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم أمس»نوافق على تلك المقترحات ونتطلع الى موافقة كل المشاركين الآخرين في المفاوضات وليس إيران فقط لتأكيد استعدادهم لتنفيذ الخطة المقترحة.»وكان محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد توصل إلى مسودة الاتفاق بعد ثلاثة أيام من المباحثات في فيبنا مع وفود الدول الأربع وأمهلهم حتى يوم الجمعة للحصول على موافقة من عواصمهم.وسيقلل الاتفاق من مخزون إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي قد ينتج مادة انشطارية تكفي لإنتاج قنبلة نووية إذا جرت تنقيته إلى نسبة 90 في المائة.وبالنسبة لإيران فان الاتفاق سيزود مفاعلا طبيا ستنفد مخزوناته في غضون عام تقريبا.وألمح مبعوث إيران بعد انتهاء المحادثات في فيبنا إلى أن حكومته قد تسعى لإدخال تعديلات على الخطة التي تقترحها الوكالة الدولية.وقبل فترة قصيرة من إعلان التلفزيون لتصريحات المفاوض الإيراني قال دبلوماسي كبير من دولة نامية لها علاقات جيدة مع الإيرانيين «لدي إحساس بأن إيران ستطلب مزيدا من الوقت لاتخاذ قرار وتطلب ادخال تغييرات...«اعتقد أنهم سيفضلون تقسيم شحنات اليورانيوم المنخفض التخصيب التي سيرسلونها للخارج بدلا من إرسال الجزء الأكبر منها دفعة واحدة. لا يرغبون في أن يفقدوا قدرا كبيرا من أوراق التفاوض بينما ينتظرون مفاوضات على القضايا الإستراتيجية الأكبر في الملف النووي.»ورفضت إيران مرارا نداءات من الأمم المتحدة والوكالة الدولية لوقف تخصيب اليورانيوم أو منح مفتشي الأم المتحدة قدرة على الوصول غير المقيد للتحقق من أنها لا تسعى لإنتاج أسلحة نووية.وستضغط القوى العالمية الست على إيران في هذه المسائل في محادثات أخرى على مستوى كبار المسئولين في وزارة الخارجية والمقرر أن تجرى قريبا.وأضاف كوشنر «إذا ظلت هذه المؤشرات سلبية ولم يتم التوصل إلى توافق على مستوى الخبراء... فان هذا سينعكس سلبيا على استمرار الاتصالات السياسية على مستوى اجتماع 5 زائد 1 في جنيف.»