من الحياة
يكتبها / إقبال علي عبد الله[email protected]* الأسبوع القادم وتحديداً الخميس السابع والعشرين من يوليو الجاري، سأطفئ خمسين شمعة من حياتي لأضيء بإذن الله تعالى لو كتب لي عمر حتى ذلك التاريخ واليوم، الشمعة الحادية والخمسين مدشناً بذلك بدء الرحلة إلى الشيخوخة، وإن كنتُ وهذه حقيقة رغم آلامي الشديدة التي أعانيها منذ عدة سنوات دون أن يلتفت أحد الي ولم ألتفت أنا إلى نفسي، أقول إنني أشعر أنّ عمري لم يتجاوز العقد الرابع، أما قلبي فما زال شاباً يداعب العصافير فوق الأغصان، ولكن هذه مشيئة الله تعالى بأنّ العمرَ لا يتوقف عند محطةٍ معيّنة في الحياة، غير محطة الموت وهو حق علينا ولا مفر منه.*هذه المقدمة أحببت أن أضعها في بدء موضوعي هذا الأسبوع وإن كنتُ قد أعددت مقدمة أخرى اعتذر فيها عن احتجاب زاويتي الأسبوع المنصرم بسبب وجودي في العاصمة صنعاء الجميلة وانشغالي بالمؤتمر الاستثنائي لنقابة الصحافيين اليمنيين، مؤتمر خُصص لانتخاب نقيب جديد للصحافيين، وعدلت عن مقدمتي تلك إلى هذه المقدمة التي لها ارتباط بموضوعي هذا الأسبوع.* لا أنكر حقيقةً ما أشعر به بعد تجاوزي العقد الخامس والذي ينتهي الأسبوع القادم، شعور قد يتصوره بعضٌ أنّه تشاؤم أو هروب من مواجهة تحديات الحياة التي نعيشها، ولكني أقول بعد تجارب هذه السنوات الطويلة التي عشتها بمرها حلوها، أنّه شعور مؤلم ولكنه واقعي .. شعور بأننا وصلنا محطة نجاهد فيها بكل قوتنا بأن نسلخ جلودنا من طيبات عاداتنا الجميلة التي لبسناها من أجدادنا وآبائنا منذ نعومة أظفارنا .. لنستبدلها بجلودٍ صُنعت من الكراهية والخيانة والنميمة.. صُنعت من كل قذارات الحياة وليس نقاوتها.هذا الشعور جعلني في يقين بأنّ القلب وهو جزء أساسي في أجسادنا، قد أصابه فيروس الكراهية والخيانة.. ونكران الجميل.. وأنّ أحداً لن يزوره وأقصد قلبي أو يدق بابه ليدخله من دون قذارات .. نعم كان هذا يقيني حتى قبل أيام قلائل فقط.. حيث فوجئت بأنّ هناك من يدق باب قلبي برقة وحنان، مستئذناً بالدخول.. رفضت الزائر الجديد.. وأصر هو الدخول.. رفضت ورفضت ولكنه غلبني رغم أنّه زائر لم يتعدَ العقد الثالث بعد..* أستطاع هذا الزائر وهو في الحقيقة "زائرة" استطاعت وخلال أيام فقط أن تبدأ معي معركة التغيير، تغيير كل ما عُلق في حياتي من صور سوداء عن الحياة.. معركة وإن كانت غير متكافئة.. إلا أنني اعترف بقدرة هذه الزائرة الرائعة الخلق والجمال في هزيمتي .. فهي تقول إن :"الحب ليس جنساً"، "الجنس قذارة يقتل الحب"، "الجنس له مفردات ومعانٍ سامية يحيي بها الحب" "الحب بطهارته ونقاوته يبدأ عند المحطة الخامسة من العمر" "الحياة فيها ثمانون في المائة تشاؤم وهذا هو التحدي في البقاء بالأمل".أسلحة غريبة وأؤكد أنّها فتاكة تمتلكها هذه الزائرة الجديدة إلى قلبي.. زائرة تجيد فن التعامل مع هذه الأسلحة رغم أنّها في عيوني عصفورة تنام على غصن في ربيع الحب.* كل ذلك يحدث الآن في حياتي في زمنها الجديد والذي لا أعرف متى ستتوقف، حياة يدخلها الحب من جديد وألم شديد يفتك بها يوماً بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة، حياة متكبرة عن طلب المساعدة من الآخرين وإن كان هذا جزءاً من وفاء يرد لما أعطيته لهم وللحياة في سنوات عمر سرقت خيانة وفقدان الوفاء كان حصيلتها .. نعم يحدث هذا لي وقد يحدث لكم ولكن هذه الزائرة الجديدة ربيعية العمر جاءت حاملة اسطوانة أوكسجين خالٍ من قذارات الحياة لتضخه إلى قلبي في محاولة لا أعرف مدى نجاحها أو فشلها.. لتعيد للقلب تفاؤله بالحياة..* أنا اعترف أنّ محطة عمري الجديدة رقم "واحد وخمسين"، محطة حب وقلب مفتوح.. وصداقة لا تعرف الخيانة واعترف وبكل شفافية وصدق أنّ اسطوانة الأوكسجين وإن كانت في بدء ضخها قد أحدثت مفعولاً في حياتي، مثلما أحدثت الأستاذ والزميل والصديق أحمد محمد الحبيشي تغييراً في حياتي العملية والخاصة منذ أن دخل قلبي دون استئذان قبل نحو عامٍ من الزمن.. ليبعد عني وبأسلوبه الساحر في التعامل مع قلبي، شبح الموت السريري الذي كنت واقع فيه.. وللحديث بقية في عيد ميلادي الحادي والخمسين إن كان للعمر بقية.***[c1]من أسلحة الزائرة الجديدة[/c]* .. "أعلم يا قدري الجديد أنّ العمل لديك فوق كل شيء.. وأعلم أنّ المسؤولية عندك هي عطر العطور.. وأعلم أنّ قطار العمل يلتهم وقتك وقاطرة المسؤولية تطير النوم من عينيك ولا تمنحك الراحة، ولكني لا أتنازل عن اهتمامك الخاص بالمناسبات المهمة في حياتنا.. لا تندهش وأنا امرأة.. وزائرة جديدة إلى قلبك***[c1]أغنية الأسبوع[/c]* "أمل حياتي يا حب غالي ما ينتهيشيا أحلى غنوة سمعها قلبي ولا تتنسيشخذ عمري كله بس النهار ده خليني أعيشخليني جنبك .. في حضن قلبكوسيبني أحلم يا ريت زماني ما يصحينيشأمل حياتي عينيه يا أغلى مني عليهيا حبيب امبارح وحبيب دلوقتييا حبيبي لبكره ولآخر وقتي..".(تأليف / أحمد شفيق كامل)