مذكرات وذكريات
عبد الله مهدي باضريسبمناسبة مرور أربعين عاما على ستقلال الوطني للجنوب اليمني المحتل فمن دواعي سروري أن أسجل ؛ من خلال مذكراتي واطلاعي ؛ بعض اللمحات والمحطات الرئيسية لكفاح شعبنا الذي استمر أربع سنوات متتالية من 14 أكتوبر 1963 حتى 30 نوفمبر 1967 .. مساهمة مني في إحياء ذكرى ذلك الحدث العظيم كأحد المشاركين في إطار الجبهة القومية ابتداء من 1964.. سواء مشاركاتي في المجهود النضالي أو ضمن الحركة النقابية (نقابة الطيران المدني ) إحدى النقابات الست واترك للمؤرخين والباحثين أن يسطروا تلك الملحمة البطولية بتفاصيلها وبأحرف من نور للأجيال الحالية والقادمة .[c1]تكوين الجبهة القومية [/c]في 19 أغسطس 1963 تشكلت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل حيث كانت في البداية من سبع منظمات ثم تطورت إلى تسع منظمات واقر تكوين القيادة من 12 عضوا 6 ممثلين لحركة القوميين العرب و6 آخرين ممثلين للمنظمات أخرى المنضوية تحت لواء الجبهة القومية واتفق على الأسس والمبادئ التي تقوم عليها الجبهة ومن ذلك النضال المسلح ضد الوجود الاستعماري في الجنوب اليمني المحتل وبرعاية ودعم الجمهورية العربية اليمنية والقوات المصرية المسلحة وبقيام ثورة 26 سبتمبر 1962 شكلت القاعدة والمناخ وبقيام ثورة 14 أكتوبر 1963 وكان بناء وتنظيم الجبهة القومية بناء مبدئيا وسليما وثوريا من الأساس .انطلقت الثورة من قمم جبال ردفان في 14 أكتوبر 1963 واستشهد في ذلك اليوم المجيد المناضل والثائر راجح بن غالب لبوزة أول شهيد من الشهداء الثورة الأماجد وبسبب قوة شكيمة وشجاعة واقدام المقاتلين الثوار أطلق الانجليز كما هو معروف على الثوار (الذئاب الحمر) (RED WOLVES) حسب ما جاء في الصحف الانجليزية وتوالي تأسيس الأجهزة المقاتلة في مختلف مناطق الجنوب اليمني المحتل وكانت أخرها جبهة عدن قلب الوجود الاستعماري في أغسطس 1963 التي اقضت مضاجعه وإصابته بالذعر والحيرة والارتباك .. علما بان الثورة المسلحة كانت في أيامها الأولى أكثر صعوبة وقسوة وسريه للغاية بل كان البعض يعتقد بأنها مستحيلة بسبب عوامل كثيرة منها التواجد الاستعماري المكثف الذي رسخ تواجده لفترة طويلة والذي ضل جاثما على صدورأبناء شعبنا ردحا من الزمن محصنا بقوة عسكرية كبيرة برا وبحرا وجوا يقدر بما لايقل عن 50 ألأف جندي بريطاني وجود قيادته العسكرية لمنطقة الشرق الأوسط شبكة استخبارات هائلة ترصد كل شاردة وواردة إضافة إلى الأعوان والجاليات الأجنبية المكثفة من مختلف الجنسيات والأعراق في مدينة صغيرة كعدن الاستعمار البريطاني كان يخطط ويعمل حثيثا وبالملموس لإنشاء مدينة متعددة الجنسيات ((COSOMOPOLITANكما فعل في بعض البلدان الأفريقية لكن قيام الثورة أفشلت جميع مخططاته الجهنمية ناهيك عن هيمنته الاقتصادية من خلال شركاته الاحتكارية ووجود الأحزاب التقليدية متعددة المشارب والأهواء التي لاتؤمن البتة بالكفاح المسلح بل وتناوئه علانية بكل ما أتيت من قوة وقد وصف عبد الله الاصنج ذات يوم الثورة (بثورة الدراويش) لكن رغم كل ذلك فلا يوجد مستحيل إمام إرادة شعب أراد الانعتاق من العبودية وبناء دولته المستقلة وأتذكر في هذا المقام ابيات أبي القاسم الشابي الشعرية الشهيرة (إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ) في هذه الاثناء كانت الثورة مشتعلة في جميع إرجاء مدينة عدن وفي سائر مناطق الجنوب المحتل تقوض اركان الحكم الاستعماري والسلاطين المنهارة ففي احد ايام الكفاح المسلح يوم 11 فبراير 1967 وبعد مسيرة شعبية احتجاجية على تكوين (اتحاد الجنوبي العربي) والتي انطلقت من مسجد النور في الشيخ عثمان بعد صلاة العصر وكنت مشاركا في هذه المسيرة تصدت لها القوات البريطانية التي كانت متواجدة إمام الشرطة وقامت بقمعها بالقوة وبقسوة وقامت بملاحقة المشاركين فيها فما كان من الفدائي البطل مهيوب علي غالب (عبود) الا التصدي لهذه القوة الغاشمة بقدف قنبلة يدوية من مسافة قريبة على أحدى الاليات العسكرية البريطانيين المعتدية واصابتها اصابة مباشرة في العمق وقتل وجرح العديد من الجنود البريطانيين فشاهده احد الجنود البريطانيين الموجودين فوق اسطح المباني فاطلق عليه النار وكان يوم استشهاده (يوم الشهداء) وبجداره فإن عبود يستحق ذلك الشرف العظيم تخليدا لذكراه العطرة (لاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون) صدق الله العظيم .عندما كان التأييد الشعبي حول قائدة نضاله (الجبهة القومية )كاسحا وبدون منافس وافلاس الاحزاب التقليدية فوجأ الجميع بانقلاب تامري وبفرض دمج قسري على الجبهة القومية مع منظمة التحرير التي تكون من تحالفا بين حزب الشعب الاشتراكي وحزب الرابطة وبعض السلاطين (جعبل والفضلي) وذلك بعد مرور أكثر من عامين لقيام الثورة المسلحة أي في 13 يناير 1966 وكان في الواقع بناءاً عشوائيا وغير مدروس وفعل غير سوي من قبل المخابرات المصرية وثم ذلك بالتنسيق مع علي السلامي (احد قياديي الجبهة القومية انذاك) وبتصرف فردي غير مسؤول ومن وراء ظهر قيادة وقواعد الجبهة القومية الأمر الذي تم رفضه بالمطلق واحتجاجا على ذلك تم ايقاف العمل العسكري ضد القوات البريطانية لفترة تقترب من شهر مما سبب احراجا لجبهة التحرير وللقيادة المصرية في الشمال وبرغم ذلك التآمر الإ ان الجبهة القومية بعد حوالي شهر من التوقف استانفت نشاطها القتالي ضد القوات البريطانية الاستعمارية وبدعم من الفئات الشعب وقواه الحية ومن الضباط والجنود الاحرار في الجيش الاتحادي بتزويد مناضليي وفدائيي الجبهة القومية بالعتاد والسلاح الذخيرة إضافة لتهريب الاسلحة من المناطق المتاخمة للجنوب تعز وقعطبة الخ ....والحصول على التبرعات السخية من فئات الشعب وفرض 10 % من المرتب على الاعضاء كتبرع للمجهود النضالي وبالاعتماد على النفس .بعد حوالي عام من الدمج وفي المؤتمر (حمر قعطبة ) اقرت قيادة الجبهة القومية انفصالها عن جبهة التحرير حسب مقررات المؤتمر في يومي الثلاثاء والاربعاء 30/29نوفمبر 1966 إلا إنه بعض عناصر من مناضلي الجبهة القومية المجربة انضمت تحت اغراء الدعم المالي والعسكري والاعلامي في اطار التنظيم الشعبي وسميت كذلك لاضهار عدم اندماجها في جبهة التحرير امثال عبد الله المجعلي الذي اصبح قائدا للتنظيم الشعبي بعد ان فصل من تنظيم الجبهة القومية علما بان نشاط جبهة التحرير والتنظيم الشعبي كان محصورا في مدينة عدن أما جبهة التحرير فكان وجودها العسكري شكليا ورمزيا وكانت الجبهة القومية واسعة الانتشار على مستوى الساحة في الجنوب اليمني المحتل من المهرة وحتى عدن امتداد إلى الضالع وردفان .وبالمختصر فقد جاءت جبهة التحرير في وقت متأخر وبعد فوات الاوان ورغم كل الدعم المالي والعسكري والدعاية الاعلامية المكثفة لها إلا ان ذلك لم يجدي نفعا.[c1]بعثة الامم المتحدة [/c]اتحدت الامم المتحدة قرارا بتاريخ 5 فبراير 1965 يفيد بان حكومة الاتحاد غير شرعية ولا تمثل شعب الجنوب وبالتالي تم ايفاد وفد من ثلاثة اعضاء يمثلون الامم المتحدة لتقصي الحقائق عن كثب وتتالف من فنزويلا وافغانستان ومالي أي من (امريكا اللاتينية وأسيا وافريقيا ) وقد وصلت البعثة يوم الأحد 2 ابريل 1967 واقاموا في فندق (سيفيو) في خور مكسر تحت حراسة مشددة ولم تتح لهم فرصة استطلاع اراء المواطنين وكانوا في منطقة معزولة وفي فندق اشبه بسجن وعاشت عدن اضراب عام وشامل لمدة سبعة ايام توقفت فيها المواصلات والاعمال كافة كما رافق وصول البعثة هطول امطار غزيرة خلال فترة وجودهم لم تشهد عدن مثلها.قدمت البعثة بزيارة سجن المنصورة في 5 ابريل 1967 على متن عربات مصحفة وبحراسة مشددة وقوبلت بتظاهرات في السجن من قبل المعتقلين والهاتف للثورة وانطلق الشعب بجميع فئاته في تظاهرات ومسيرات عارمة منددة بالاحتلال وحكومة الاتحاد وكانت المعارك الضارية واكثر المواجهات ضراوة في مدينة الشيخ عثمان وكانت المعارك وجها لوجه مع قوات الاحتلال وبلغت العمليات في ذلك اليوم حوالي 70 عملية واطلق عليها الانجليز كما هو معروف (بفيتنام) وحوصرت البعثة داخل سجن المنصورة حتى المساء ولم نتمكن من مغادرة السجن بسببب كثافة النيران إلا بواسطة طائرة هيلوكبتر اقلتهم إلى فندق (سيفيو) هذا وبهدف إسقاط مدينة الشيخ عثمان بيد الثوار في ذلك اليوم الاغر حاصر الثوار بدعم ومساندة شعبية مركز شرطة الشيخ عثمان لاسقاط المدينة بكاملها إلأ ان ذلك لم يتحقق بسبب الطبيعة الجغرافية المفتوحة للمدينة اضافة إلى ارسال قوة كبيرة من الدبابات والمصحفات والمروحيات البريطانية للحيلولة دون سقوط المدينة وتمكنت بعد عناء من فك الحصار المضروب على مركز الشرطة بعد سقوط العديد من القتلى والجرحى.من الجنود والضباط الانجليز واستشهاد عدد من المقاومين الأبطال الشجعان وبالفعل وحسب مشاهداتي فقد كانت لتلك المعارك فيتنام حسب ماوصفها العديد من الصحفيين العرب والأجانب والانجليز أنفسهم.[c1]سقوط مدينة كريتر بيد ثوار الجبهة القومية:-[/c]سقوط مدينة كريتر بيد ثوار الجبهة القومية في 20 يونيو عام1967م ولمدة 14 يوماً متتالية بعد معارك سقط فيها العديد من الجنود والضباط الانجليز قتلى وكان ذلك تزامناً مع انتفاضة وتمرد القوات المسلحة للاتحاد صباح يوم 20 يونيو 1967 في معسكر (ليك لاين) معسكر عبدالقوي في الشيخ عثمان بمظاهرات صاخبة وإشعال النيران في المباني داخل المعسكر ثم انتقلت الانتفاضة والتمرد إلى معسكر (شامبيون لاين)معسكر النصر واشتبكت مع القوات البريطانية وسقط العديد من الضباط والجنود الانجليز بين قتيل وجريح أمام معسكر النصر واستشهد عدد من الجنود اليمنيين الشجعان وتم الاستيلاء على مخازن السلاح في معسكر عبدالقوي ومعسكر 20 يونيو وتصدرت للقوات البريطانية بشجاعة وإستبسال وقتل العديد منهم ومن ثم التحم الجنود اليمنيون مع الفدائيون في مدينة كريتر لتعزيز إسقاطها بيد ثوار الجبهة القومية وفي هذه الأثناء جرى اغتيال المناضل والفدائي الشهيد عبدالنبي مدرم بجوار مقهى (زكو) من قبل عبدا لله شيخ بيحاني وبالتعاون مع فيصل محمد علي توفيق عبدا لله وعبده سعيد حيدر وعلى أثر ذلك قامت الجبهة القومية باعتقالهم ونقلهم إلى الشيخ عثمان (حي الهاشمي) للتحقيق معهم واعترفوا بانتمائهم لجبهة التحرير وفي صباح يوم 28 يونيو 1967 طوقت القوات البريطانية المنزل الذي كانوا معتقلون بداخله ومحاولة اقتحام المنزل لكن حراس المنزل من مناضلي الجبهة القومية قاوموا ببطولة وشجاعة وكانت النتيجة أن قتل اثنين من القتلة المجرمين هما عبدا لله شيخ بيحاني ،وفيصل محمد علي وجرح الاثنان الآخران كما جرح اثنان من الفدائيين وسقط جندي بريطاني صريعاً وجرح اثنان آخران.[c1]الاقتتال الأهلي[/c]لجأت جبهة التحرير والتنظيم الشعبي لمقاتلت الجبهة القومية عوضاً عن مقاتلت قوات الاحتلال فقد قامت الحرب الأهلية الأولى وكانت محورها الشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد والقاهرة واستمرت 3 أيام ابتداء من 4 سبتمبر 1967 وبسبب المفاجأة غير المتوقعة وعدم الاستعداد المسبق من قبل الجبهة القومية للاقتتال الأهلي مع جبهة التجرير والتنظيم الشعبي وقد كانت الغلبة نسبياً لجبهة التحرير والتنظيم الشعبي ولكن مؤقتاً. وكانت الحرب الأهلية الثانية والحاسمة واندلع القتال الثاني في 2 نوفمبر 1967 ولمدة 5 أيام وكانت الغلبة للجبهة القومية على الشيخ عثمان ودار سعد والقاهرة ولم يتبقى سوى المنصورة التي حوصرت من كل الاتجاهات وكانت قاب قوسين أو أدنى.وفي هذا الوقت أسقطت الجبهة القومية كافة مناطق الجنوب الواحدة تلو الأخرى كما سيطرت على معظم أحياء مدينة عدن وسيطر جيش التحرير التابع للجبهة القومية والحرس الشعبي بقيادة سالم ربيع علي ، وعلي عنتر على محافظ لحج وقطع الطريق على جبهة التحرير والتنظيم الشعبي والاستعداد للزحف إلى عدن العاصمة في الأخير قامت(جبهة التحرير/التنظيم الشعبي) بإطلاق النار على إحدى وحدات الجيش في مدينة المنصورة ولم يدم اشتباك الطرفان سوى بضعة دقائق منيت جبهة التحرير بهزيمة مدوية وعقب ذلك صدر بيان من قيادة الجيش والأمن العام تؤيد وتعترف بالجبهة القومية كقائدة للنضال ضد الاستعمار البريطاني والممثل الحقيقي للشعب يوم 6 نوفمبر 1967 وكان ذلك في الحقيقية يعكس الواقع وبذلك كانت السيطرة المطلقة للجبهة القومية على كافة مناطق الجنوب بما فيها العاصمة عدن وتلى ذلك اعتراف بريطانيا بالجبهة القومية وكان اعترافها تحصيل حاصل ولا مفر منه وكانت مفاوضات (جنيف) وأخيراً انتصرت اثورة بقيادة الجبهة القومية الشرعية للثورة وأعلن الاستقلال المجيد يوم 30 نوفمبر 1967.استعراضاً وبايجاز شديد لمدى التطور الذي أحرز في مدينة عدن فإن ذلك لايتناسب واحتلال دام 129 عاماً .. وأوجز ما أحرز خلال تلك الفترة إلا وهي بعض القوانين والنظم المقتبسة من القوانين البريطانية والهندية وبعض الطرقات الإسفلتية الرئيسية المحدودة في عدن المستعمرة ليس إلا .. وبعض الشركات الاحتكارية والوكالات لبعض الشركات الأجنبية ومحطة حجيف بطاقة كهربائية محدودة جداً لا تكاد تغطي مدينة عدن فقط وكذا ميناء عدن للتجارة الحرة.. وأفضل ما أحرز هو (شركة مصافي عدن) وكان ذلك نتيجة لتأميم النفط ومصافي عبدان في إيران عام 1951م من قبل الدكتور مصدق (رئيس وزراء إيران آنذاك)وفي الأصل كان مشروع إنشاء مصافي عدن أوسع مما تم إنجازه على أساس أن يحل بديلاً لمصافي عبدان الضخمة إلا أن قيام ثورة مصر عبد الناصر في يوليو 1952م.. وتأميم قناة السويس فيما بعد تركهم يعدلوا على مشروعهم ويصرفوا النظر عن مخططهم الأصلي ويعيدوا المعدات والتجهيزات إلى الخارج والتي وصلت بالفعل إلى عدن واكتفوا بما تم تنفيذه من المشروع.التربية والتعليم فلا يتعدى سقفه الأعلى شهادة الثانوية العامة (G.C.E) في عدد محدود جداً من المدارس والدارسين إلا من حالفه الحظ وحصل على منحة في بريطانيا أو الهند ونال شهادة البكلاريوس (B.A) وعددهم لايتجاوز عدد أصابع اليدين.. علماً بأن بعض هؤلاء قد ذهب للدراسة في الخارج على نفقة أولياء أمورهم.المرتبات والأجور للعمال والموظفين المحليين كانت متدنية جداً مقارنة مع الموظفين الأجانب بشكل عام إلا أنها شهدت بعض التحسن النسبي في العقد الأخير بسبب نضال العمال ممثلاً بنقاباتهم العمالية.وفي الختام ووفقاً لما سلف فأن غالبية ماتحقق لعدن من ضآلة التطور كان في العقد الأخير للوجود الاستعماري هذا إذا استثنيا فترة الثورة المسلحة 1967/63م.قرأت مؤخراً في جريدة (YEMEN TIMES) يمن تايمز العدد 1082 الصادرة بتاريخ 3 سبتمبر 2007م مع الشكر لرئيس تحريرها مقتطفات كتاب ألفه وأصدره ثلاثة من الانجليز (رجلان وامرأة) عاشوا في عدن خلال العقد الأخير من الحكم البريطاني للجنوب وشاهدوا الأحداث عن كثب وكان الكتاب الموسوم بعنوان (بدون مفخرة ..) قد أفتتح باقتباس مشتق من قصيدة لأحد الشعراء الانجليز (جيمس ناش) وهي (What Remained?) أي (ماذا تبقى؟) فيما أفادوا بأن السر (همفري تريفلين) آخر مندوب سامي بريطاني لخص الوضع بعد مغادرته عدن بجملة واحدة وهي :-(So we left without Glory but without disaster) أي (لقد تركنا دونما موضع اعتزاز ولكن دون حدوث كارثة) وقد عقب مؤلفي الكتاب على ذلك بأن هذه الجملة الحزينة تعكس مدى الإحباط وقصر النظر لدى الاحتلال البريطاني حيال مشاعر الأهالي تاركين المنطقة بعد أن تعرضوا للمهانة وهربوا بأرواحهم..الخ.وشهد شاهد من أهلها .. وأكتفي بذلك.