الرئيس السوري بشار الاسد (يمينا) في اجتماع مع نظيره الايراني محمود احمدي نجاد في دمشق يوم السبت
دمشق /14 أكتوبر/ رويترز : التقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق يوم أمس السبت بعد يومين من المحادثات التي أجراها الأسد مع جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بخصوص إمكانية استئناف محادثات السلام مع إسرائيل.وبدأت الولايات المتحدة تقاربا مع سوريا بعد فترة قصيرة من تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما منصبه العام الماضي واجتمع ميتشل مع الأسد في العاصمة السورية يوم الخميس الماضي.وقال ميتشل انه أكد للأسد إن تركيز الولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل لن يمنعها من العمل على التوصل إلى اتفاق سوري إسرائيلي.وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الرئيسين ناقشا «جملة من المواضيع الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك حيث تمت مناقشة ما توصلت اليه اللجان المشتركة بين البلدين وضرورة رفع مستوى التعاون الاقتصادي والتنموي وخاصة في المواضيع ذات الطابع الاستراتيجي كالنفط والغاز والسكك الحديدية وزيادة التواصل السياحي بين شعبي البلدين.وأضافت إن المباحثات التي جرت في مطار دمشق الدولي خلال زيارة قصيرة للرئيس أحمدي نجاد إلى سوريا تطرقت إلى «أهمية خروج العراق من أزمة تشكيل الحكومة حفاظا على وحدته واستقراره وأمنه وإعادة إعماره بحيث يستعيد العراق قريبا دوره على الساحتين العربية والإقليمية ما يساهم في تعاون اقتصادي إقليمي مشترك.ويوم الأربعاء الماضي التقى الرئيس السوري بمعاون لنوري المالكي القائم بأعمال رئيس الوزراء العراقي والذي تربطه علاقات وثيقة مع إيران فيما يشير إلى تحسن في العلاقات بين الرجلين قد يعزز فرص المالكي في تشكيل حكومة.وقال المعلق السياسي السوري أيمن عبد النور ان الولايات المتحدة لم تنجح في دق اسفين بين البلدين على الرغم من اغراء سوريا بعلاقات أفضل مع واشنطن.واضاف أن السوريين أكدوا للايرانيين ان اي تقدم في العلاقات مع الولايات المتحدة او في السلام مع اسرائيل لا يمكن ان يأتي على حساب طهران.وتعود العلاقات السورية الايرانية الى عام 1979 بعد قيام الثورة الاسلامية الايرانية. وكانت سوريا الدولة العربية الوحيدة التي دعمت ايران في الحرب العراقية الايرانية بين عامي 1980 و1988.وانهار ما يقرب من عشر سنوات من المفاوضات بين اسرائيل وسوريا برعاية الولايات المتحدة عام 2000 .وتوسطت تركيا في اربع جولات من المحادثات غير الحاسمة بين سوريا واسرائيل عام 2008 وكانت في صلب المحادثات قضية مرتفعات الجولان التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967 وضمتها في الثمانينات في اجراء أعلن مجلس الامن بطلانه.وقال عبد النور ان الاسد صرح علنا مرات عدة انه لا يرى احتمالات السلام في ظل حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لكنه قال ان الرئيس السوري مستعد للعب ما اسماه «لعبة المفاوضات.وعلى الرغم من الجهود الرامية الى التقارب بين البلدين فان الولايات المتحدة ابقت على عقوبات على سوريا كانت فرضتها عام 2004 بسبب ما تصفه واشنطن بدعمها للمسلحين في العراق اضافة الى دعم حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).