اردوغان يقول إن تركيا قد تفرض عقوبات تجارية على العراق
من أفراد حزب العمال الكردستاني الانفصالي
بغداد/14أكتوبر/رويترز: تعهد العراق أمس الثلاثاء بشن حملة صارمة على الانفصاليين الأكراد الذين ينفذون هجمات على تركيا من مخابئ في جبال بشمال العراق في محاولة لتجنب هجوم عسكري تركي على أراضيه لضرب المتمردين. وتوجه وزير الخارجية التركي علي باباجان جوا إلى بغداد لإجراء محادثات أزمة مع الزعماء العراقيين وقال انه حصل على تأكيدات بأن العراق سيدعم تركيا في مكافحة "الإرهاب". وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان أنقرة تعطي الدبلوماسية فرصة لكنه ذكر العراق بأن البرلمان التركي وافق على توغل عسكري في أي وقت. وقتل انفصاليو حزب العمال الكردستاني الذين يعملون انطلاقا من شمال العراق 12 جنديا تركيا على الأقل في قتال في مطلع الأسبوع. وقال اردوغان في مؤتمر صحفي مشترك في لندن بعد محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون "نحن الآن في موقف ترقب لكن العراق يجب أن يعرف إننا يمكن ان نستخدم التفويض لعملية عبر الحدود في أي وقت." وزاد الضغط في وقت لاحق بقوله في مؤتمر للمستثمرين في لندن ان تركيا قد تفرض عقوبات تجارية على العراق. وأضاف "قد نفرض بعض العقوبات فيما يتعلق ببعض السلع التي نصدرها للعراق." وتصل التجارة الثنائية بين البلدين إلى حوالي خمسة مليارات دولار سنويا. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لباباجان ان العراق سيقيد تحركات متمردي حزب العمال الكردستاني ويستهدف وسائل تمويلهم. لكن لم يتضح ما إذا كان ذلك كافيا لتهدئة تركيا التي تريد انتهاء الهجمات عبر الحدود.
اتراك يتظاهرون ضد الانفصاليين الاكراد
وقال زيباري وهو كردي في مؤتمر صحفي انه أكد لنظيره التركي ان الحكومة العراقية ستساعد تركيا بهمة للتغلب على تلك المحنة. وأضاف انه لن يسمح لأي حزب بما في ذلك حزب العمال الكردستاني ان يسمم العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي أيضا انه لن يكون هناك تسامح مع هجمات حزب العمال الكردستاني على تركيا. وأضاف عقب محادثات مع باباجان ان العراق منح مقاتلي حزب العمال خيار المغادرة أو نزع سلاحهم. وقال ان العراق يهتم بكل قطرة من الدم التركي قدر اهتمامه بكل قطرة من الدم العراقي. لكن لم تتضح تفاصيل كثيرة للكيفية التي يمكن بها كبح متمردي حزب العمال الكردستاني. ويقول العراق ان قواته مشغولة بالقتال في أماكن أخرى من البلاد. وسيحتاج أي هجوم عسكري إلى مشاركة قوات أمريكية. وتتردد واشنطن حتى الآن في مهاجمة متمردي حزب العمال الكردستاني خشية ان يضر ذلك بالعلاقات مع الأكراد العراقيين ويزعزع استقرار المنطقة الكردية وهي المنطقة الوحيدة في العراق التي تشهد استقرارا وازدهارا بصورة نسبية منذ الإطاحة بصدام حسين. وتقدر تركيا ان ثلاثة آلاف من متمردي حزب العمال الكردستاني يتمركزون في العراق. وتعتقد أنقرة ان القوات الأمريكية في العراق يمكنها الإمساك بزعماء الحزب المختبئين في جبال قنديل وإغلاق معسكراتهم وقطع طرق إمداداتهم. وتقول الحكومة التركية أنها ستستنفد القنوات الدبلوماسية قبل شن هجوم عسكري على شمال العراق لطرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وساعد تخفيف التصريحات على خفض أسعار النفط العالمية من المستويات القياسية التي صعدت إليها. لكن باباجان قال ان صبر الشعب التركي ينفد. ونشرت الحكومة التركية حوالي 100 ألف جندي تدعمهم دبابات ومقاتلات وطائرات هليكوبتر هجومية وطائرات مقاتلة طراز اف. 16 على طول حدودها مع العراق وحصلت على موافقة من البرلمان للقيام بتدخل عسكري محتمل في شمال العراق. وقال اردوغان في اكسفورد بانجلترا أمس الأول "إذا لم تحدث التطورات المتوقعة في الأيام القليلة القادمة فسيكون علينا ان نهتم بحالنا." وتدعو واشنطن وبغداد تركيا عضو حلف الأطلسي للامتناع عن التوغل العسكري في الأراضي العراقية. وصرحت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية البريطاني الزائر ديفيد ميليباند بأنهما اقترحا عقد اجتماع في اسطنبول الشهر القادم يحضره مسئولون من الولايات المتحدة وتركيا والعراق لمناقشة سبل وقف الهجمات. وقال الرئيس العراقي يوم الاثنين ان حزب العمال الكردستاني سيعلن وقفا لإطلاق النار. وقالت الجماعة في وقت لاحق في بيان أنها مستعدة للسلام إذا أوقفت أنقرة هجومها العسكري على المقاتلين الأكراد. ولم تشر إلى وقف لإطلاق النار. وقال باباجان ان اي وقف لإطلاق النار سيكون بلا معنى لأن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية وليس جيش دولة ذات سيادة. ودفنت تركيا أمس الثلاثاء 12 جنديا. وزادت اللقطات التي نقلها التلفزيون لأمهات وزوجات ثكلى وأطفال فقدوا آباءهم من الضغوط التي يتعرض لها اردوغان للتحرك. وجرت احتجاجات في عدد من المدن والبلدات التركية ضد حزب العمال الكردستاني في الدولة التي تقطنها أغلبية مسلمة. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس الثلاثاء ان تركيا ستبحث فرض عقوبات تجارية انتقائية على العراق ردا على عمليات متمردي حزب العمال الكردستاني انطلاقا من الأراضي العراقية. وقال اردوغان في مؤتمر للمستثمرين في العاصمة البريطانية لندن "قد نفرض بعض العقوبات فيما يتعلق ببعض السلع التي نصدرها للعراق." ولم يعط مزيدا من التفاصيل. وأضاف "اعتقد ان الدول التي تؤمن بالقتال سويا ضد الإرهاب ستفهم هذا الرد.. إذا ما اخترنا تنفيذه.. لأن الإرهاب بلاء على البشرية." وذكر اردوغان ان تركيا تساعد العراق فيما يتعلق بالمياه والوقود والأغذية ولا تستحق الغارات عبر الحدود لمتمردي حزب العمال الكردستاني الذي أسسه انفصاليون أكراد في تركيا قبل حوالي 30 عاما. وقال "تمركز هذه المنظمة في الجزء الشمالي من الدولة التي نساعدها هو شيء يجب ان ننظر فيه."