مع الأحداث
الكبار، دائماً ما يكونون كباراً، طال الزمان.. أم قصر، وهذا التميز، ليس محتكراً على مجال من المجالات فقط، بل يكون في معظم، إن لم يكن كل- المجالات.. لأن البناء السليم يأتي بمستقبل أفضل ونتائج أشمل.. وهكذا تكون اللوحة في خلود، لا يضاهيه أي خلود مصطنع أو مهلهل البنى ومخلخل الأساس.. وتلكم هي المسألة!لقد تجلى وتفرد القائمون على (أولمبياد الصين الشعبية).. تجلوا وكبروا فعلاً، وهذه هي العظمة أن تجد الكبار لا ينتجون إلا ما هو أكبر وأضخم وأروع.. وليس هناك أي اعتبار لمشكلات مالية أو بشرية - لأن التوجه لا تحده حدود، ولا تعرقله (الأنا) أو الأثرة، أو (زعطان أو معطان) وغير ذلك من المعرقلات المثبطة لأنها عمل فني رياضي شبابي جميل.. بجمال ليس له نظير..كلنا، تقريباً، سكان العالم شاهدنا مراسم افتتاح الاولمبياد.. واستمتعنا بما قدم فيه من فقرات وبرامج شملت علو هذه الحضارة وشموخها وكانت تلك الأعمال قد أضافت الشيء الكثير للصين، تاريخاً وإنساناً، وقدمته على أنه فعلاً عملاق العصر الذي سوف يتسيد العالم عن حق وحقيق، وكم كان لافتاً وخلاباً للب وآسراً للعقل، تلك الأداءات المنسقة المرتبة الكاملة كمال عطاء الإنسان الذي هو من كمال الإله جل وعلا، ورأينا القدرات المذهلة لشعب بسيط في شكل كبير في عقله وفعله - ولشد ما يقف الإنسان مذهولاً، معجباً ويصفق بحرارة وكأنه في خيال، لا يصحو منه إلا عند الانتقال من فقرة إلى فقرة، وكل ما أتت هذه تفوقت على تلك.. وذلك هو النجاح والتألق!إن إنفاق (43) ملياراً من الدولارات لهذا الحدث الذي أصبح عالمياً فعلاً.. يدل على عظمة هذا البلد وتفوقه تكنولوجياً وصناعياً.. أو ليس ذلك ترجمة لما قاله نابليون بونابرت في زمن ماضي (دع الصين نائمة .. فإذا استيقظت فسيندم العالم)؟!نعم.. لقد أتى العالم إليها مهرولاً في 2008/8/8م في هذه المتوالية الرقمية الهامة..مؤكداً صدق المقولة.. قبل أن يندم.. وشاهد زعماؤه تلك التفردات العالمية من أول فقرة إلى آخر فقرة.. ما يؤكد أن السيادة القادمة لن تكون إلا لهؤلاء الكبار فعلاً..هكذا يكون الكبار، وهكذا يصنع التاريخ في لوحات وحلقات خالدة وناصعة وقوية التماسك والأثر والتأثير.. نعم هكذا يكون الشغل.. وإلا فلا كانت النوايا التي تأكل الأخضر واليابس،قبل حدوث أية بارقة نجاح!مبارك للصين رئيساً وشعباً كل هذا التلألؤ والبريق.. وعسى أ ن نكون نحن العرب قد استفدنا من هكذا إبداع، مصداقاً لما نسب الي رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم ) : (اطلبوا العلم ولو في الصين)!