تعيش دولة قطر نهضة حضارية كبرى منذ يوم الاستقلال المجيد في الثالث من سبتمبر 1971، وتبدو مظاهر تلك النهضة في جوانب الحياة المختلفة لدى الإنسان القطري، وتمتد لتشمل بظلالها كل من يعيش على أرض قطر.وقد شهد قطاع الخدمات الصحية ولما يمثله من أهمية قصوى في الحفاظ على صحة الإنسان وسلامته كصانع للتنمية والمستقبل، تطورات هامة في اتجاه تطوير الخدمات الوقائية والعلاجية للمواطنين والمقيمين وذلك على مدى العقود الثلاثة الماضية، وتشير مؤشرات الحالة الصحية في دولة قطر إلى ارتفاع في معدلات متوسط العمر المتوقع في حين تتجه معدلات وفيات الرضع والأطفال ووفيات الأمهات إلى الانخفاض، وتبلغ نسبة الأطفال حديثي الولادة ممن يزنون 2500 غرام فأكثر 91.7 % لعام 1990، و92.1 % لعام 1993، و92.2 % لعام 1995، وهو معدل مناسب تماماً لحالة التغذية للسكان، حيث يبلغ المعدل العالمي المطلوب 90 % كحد أدنى، كما تشير مؤشرات الحالة التغذوية إلى تمتع سكان قطر بمستويات مناسبة تتجاوز الحدود الدنيا المستهدفة عالمياً لتحقيق الصحة.وتتوافر خدمات الرعاية الصحية الأولية من خلال 21 مركزاً صحياً تغطي كافة مناطق الدولة، وتتوافر لديها كافة آليات التشخيص والعلاج للأمراض الأساسية، كما تتوافر بهذه المراكز عدد من العيادات التخصصية للأمراض كعيادات الأسنان والسكري والقلب، وعيادات صحة الأمومة والطفولة التي تهتم بمتابعة صحة الحوامل وتغطية التطعيمات للمواليد مع تطبيق برامج ناجحة لتشجيع سياسة الرضاعة الطبيعية، كما اهتمت الدولة بتوفير خدمات الطوارئ والإسعاف في عدد من المراكز الصحية خارج مدينة الدوحة لمواجهة الحالات الحرجة وإنقاذ مصابي الحوادث في تلك المناطق.ويمكننا قراءة بعض التفاصيل حول محطات هامة تسرد تاريخ الخدمات الطبية والصحية في دولة قطر، فقد تم إنشاء أول مستشفى عام في الدولة بسعة 30 سريراً وكان يعمل به طبيب مقيم واحد عام 1945، وفي عام 1953 تم افتتاح أول عيادة لطب الأسنان وألحقت بمستشفى الدوحة القديم، كما أنشئت دائرة الصحة العامة للإشراف على الخدمات الصحية، وفي عام 1957 افتتح مستشفى الرميلة العام بسعة 120 سريراً للجراحة والأمراض الباطنية للأطفال، في حين خصص مستشفى الدوحة القديم لعلاج حالات أمراض النساء والولادة والتدرن الرئوي والأمراض المزمنة والعقلية، وفي عام 1958 تم افتتاح الصحة المدرسية، وفي عام 1959 افتتح مستشفى النساء والولادة بسعة 80 سريراً، وفي عام 1967 تم افتتاح العيادات الخارجية بمستشفى الرميلة، وفي عام 1972 انضمت قطر إلى منظمة الصحة العالمية كعضو كامل بها، كما تخرجت في نفس العام أول دفعة من ممرضات مدرسة التمريض بالدوحة، وفي عام 1979 تم إنشاء إدارة القومسيون الطبي وتنظيم اختصاصاتها، وافتتاح وحدة العناية بالقلب ووحدة الحروق بمستشفى الرميلة.ويمثل عام 1982 علامة فارقة في مسيرة العمل الصحي في دولة قطر، حيث تم افتتاح مستشفى حمد العام وإنشاء مؤسسة حمد الطبية، لتأمين أعلى مستويات الخدمات الطبية والرعاية العلاجية للسكان، ويضم مستشفى حمد العام 660 سريراً للأمراض الباطنة والجراحة وأمراض الأطفال، إلى جانب وحدات خاصة للعناية المركزة بأمراض القلب، والعناية الجراحية والعناية بالحوادث، والأمراض الباطنة، والعناية بالأطفال، كما يحتوي المستشفى على غرف العمليات المجهزة، وقسم للطوارئ والحوادث يعمل وفق أحداث البرامج العلاجية، وقسم للعيادات الخارجية في التخصصات المختلفة.وتستوعب مؤسسة حمد الطبية كافة احتياجات المواطن والمقيم الصحية من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية، والمستشفيات التخصصية: مستشفى حمد العام، مستشفى الرميلة، مستشفى النساء والولادة، وأخيراً مستشفى الأمل والذي افتتح في 17 يونيو 2004 لعلاج حالات الأورام والسرطان، حيث توفر المؤسسة أرقى الخدمات الطبية والعلاجية والتأهيلية، وتنفذ المؤسسة المعترف بها دولياً كمركز للتدريب الطبي برامجاً للتعليم والتدريب الطبي المستمر والموجهة للأطباء في التخصصات المختلفة، إلى جانب برامج أخرى لتطوير أداء العاملين في مجال التمريض والفنيين والمهن المساعدة، مع جهود إدارة المؤسسة لاستقطاب الكفاءات والخبرات الطبية للاستفادة منها في الإرتقاء بالخدمات العلاجية.وقد تم في السابع عشر من مايو 2003 وضع حجر الأساس للمشروع العملاق "مدينة حمد الطبية"، وتقام المدينة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط على مساحة 450 ألف متراً مربعاً وتشمل 3 مستشفيات تخصصية، وداراً لكبار السن، ووحدة لغسل الكلى، ووحدة للعمليات الصغرى، ومركزاً للتدريب والتعليم الطبي، ونادياً رياضياً واجتماعياً للعاملين بالمهن الطبية ملحقاً به بيت للضيافة يسع 50 غرفة للمبيت، ومساكن للممرضات والأطباء وعائلاتهم، إلى جانب مبنى جديد لوزارة الصحة العامة ومسجدين ونفقاً مرورياً لربط مرافق المدينة الطبية بخارجها، ومواقف بسعة 3300 سيارة.
تطور الخدمات الصحية في قطر في عهد الاستقلال
أخبار متعلقة