الأراضي المحتلة / وكالات :تصاعد صراع الصلاحيات بين الرئاسة والحكومة الفلسطينية بعد نشر الرئيس محمود عباس قوات أمنية فلسطينية في قطاع غزة ردا على قرار مماثل لوزير الداخلية سعيد صيام بنشر قوة شعبية مساندة للشرطة المحلية.وبعد أن تبادل الطرفان الاتهامات بتأجيج الصراع في الأراضي المحتلة عقد ممثلون عن حركتي حماس وفتح اجتماعا أمس في منزل دبلوماسي مصري بقطاع غزة وبحضور وفد أمني مصري.وقالت مصادر مقربة من الاجتماع إن قيادة الحركتين "أكدتا التزامهما بعدم اللجوء إلى استخدام السلاح والتحرك الفوري لاحتواء التوترات الأخيرة وبدء مرحلة جديدة من المصالحة الوطنية تعتمد على الحوار والاحتكام للقانون في حالة حدوث أي خلافات.وشهد أمس قطاع غزة مظاهرة شارك فيها الآلاف من عناصر الشرطة الفلسطينية تأييدا للرئيس محمود عباس دون أن يسفر ذلك عن أي احتكاكات مع قوات الأمن التي نشرتها الحكومة الفلسطينية.من ناحية ثانية أطلق مسلحون من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح النار أمام مقر محافظة طولكرم خلال وجود ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء الفلسطيني داخله.وأفاد الأنباء في المدينة بأن الحادث يأتي في اطار احتجاج على بدء القوة الأمنية الخاصة التي أقامتها الداخلية عملها في قطاع غزة ولمطالبة الحكومة بدفع مخصصات أسر الأسرى والشهداء.وكانت دوريات مشتركة من الشرطة المدنية الخاصة والشرطة العسكرية التابعة لعباس انتشرت في قطاع غزة بعد ساعات من إصدار الرئيس الفلسطيني أوامره لقوات الأمن بمنع أي شخص من القيام بمهام حفظ السلام معتبرا أن أي قوة أخرى غير أجهزة الأمن والشرطة غير قانونية.جاء ذلك بعد انتشار قوة تضم نحو 3000 من الفصائل الفلسطينية شكلتها الداخلية الفلسطينية في مختلف أنحاء قطاع غزة. وقد برر صيام في مؤتمر صحفي بغزة قراره بنشر القوة باستمرار حالة الفوضى، متهما أجهزة الأمن بالعجز عن القيام بمهامها والبطء في تنفيذ قراراته. من ناحية ثانية اعتبر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل الحكومة الفلسطينية سيجعل أكثر السكان تعليما في العالم العربي متشددين.وقال الفيصل في لقاء مع عدد محدود من الصحافيين إن رفض التعامل مع حركة حماس وعرقلة دفع أجور الأطباء والمدرسين والمهندسين الفلسطينيين يعبر عن منطق ملتو قد ينفر الأنصار الحقيقيين لحركة السلام الفلسطينية.وأضاف الفيصل أن الحكومتين الجديدتين -الفلسطينية والإسرائيلية- غير مقيدتين بمواقفهما التي تحددت في الماضي ونأمل أن تبدأ المفاوضات قبل أن يحددوا مواقفهم. وانتقد الأمير السعودي إسرائيل لمطالبتها بالأمن الكامل قبل أن تبدأ التفاوض بشأن عملية سلام وقال العكس تماما هو الصحيح فيجب أن تحققوا السلام وبعدها تنعمون بالأمن. يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الأزمة المالية التي تمر بها الحكومة الفلسطينية وعجزها عن دفع رواتب موظفيها بسبب الحصار الغربي المفروض عليهاوقد وقعت شخصيات فرنسية من كل الانتماءات السياسية عريضة تطالب باستئناف تقديم المساعدات المالية الأوروبية إلى الفلسطينيين، ونشرت في مجلة "تيموانياج كريتيان" الفرنسية محذرة من كارثة إنسانية في الأراضي الفلسطينية.وفي ستراسبورغ أعلنت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر أن لدى المفوضية 80 مليون يورو لمساعدة الفلسطينيين خلال العام الحالي. من جهتها أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية إرسال أدوية ومعدات بقيمة 800 ألف دولار.