المزارعون يواجهون التغيرات المناخية في مسعاهم لزيادة إنتاج الغذاء
زراعة الارز
سنغافورة/14 أكتوبر/ ديفيد فوجارتي: يقول علماء انه إذا كان ثمة اعتقاد بين المزارعين بوجود صعوبة في إنتاج كميات كافية من الأرز والقمح والحبوب الأخرى فان ارتفاع درجة حرارة الأرض سيمثل مجموعة من التحديات الجديدة في السباق لزيادة إنتاج المواد الغذائية. ويرى العلماء انه ينبغي على المزارعين تغيير أساليب إدارة المحاصيل وزراعة أنواع من النباتات أكثر صلابة والتحضير لتغير مستمر في أسلوب العمل في عالم أكثر دفئا يعاني من تطرف اكبر في الأحوال الجوية من حيث الجفاف والفيضانات.وقالت ليزا اينزوورث المتخصصة في علم الأحياء الجزيئي بوزارة الزراعة الأمريكية «من المؤكد انه ستكون هناك تحديات كثيرة في المستقبل. الحرارة احد هذه التحديات والماء تحد أخر.» وأذهل الارتفاع الكبير في أسعار الحبوب في الأشهر الأخيرة الحكومات التي اعتادت أسعارا في المتناول للأرز والقمح وفول الصويا والذرة.، غير أن زيادة الطلب واحتمال تزايد التغيرات المناخية والتذبذب المتزايد للمحاصيل قد يعني تقلبا أكبر للأسعار. وتشير التقديرات الحالية إلى أن الطلب على الحبوب سيقفز بما يزيد عن 50 في المائة بحلول عام 2050 مع زيادة تعداد السكان من 6.6 مليارات لحوالي تسعة مليارات نسمة. وارتفعت درجة حرارة الأرض بنحو 0.7 درجة مئوية في المتوسط منذ القرن التاسع عشر وتشير الدراسات إلى أن زيادة درجات الحرارة قد تقلص المحصول وبصفة خاصة في المناطق المدارية حيث تزرع كميات كبيرة من الأرز. وتضيف اينزوورث «في شمال شرق الصين تقلص درجات الحرارة المنخفضة وموسم الزراعة القصير ونقص المياه الإنتاج لذا فان ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل ربما يأتي باثار مفيدة هناك.» وقالت «ولكن في المناطق الجنوبية من البلاد سيؤدي ارتفاع درجة الحرارة لفقد محاصيل على الأرجح.»، كما يمثل التلوث تهديدا أخر. فالأوزون الذي يتكون على الأرض نتيجة تفاعل ضوء الشمس مع التلوث الناجم عن حرق الوقود الأحفوري ربما يخفض إنتاجية المحاصيل الزراعية. وكلما ارتفع مستوى الأوزون تفاقمت الخسائر. ويمثل الأوزون مشكلة متزايدة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ويقدر انه يكلف المزارعين خسائر في المحاصيل تقدر بمليارات الدولارات. وتقول اينزوورث «في المناطق الكبرى المنتجة للأرز مثل الهند والصين بلغت تركيزات الأوزون على الأرض مستويات مرتفعة وتجاوزت حد الخطر بكل تأكيد. يقلص الأوزون توقعات الإنتاج في العديد من المناطق بالفعل.» ويزرع الأرز في أكثر من مئة دولة ويعتمد أكثر من نصف سكان العالم عليه كمصدر رئيسي للغذاء. وفي العام الماضي ذكر تقرير لجنة رئيسية معنية بالمناخ تابعة للأمم المتحدة أن ارتفاعا معتدلا في درجات الحرارة بين درجة ودرجتين في المناطق المنخفضة قد يقلص حجم المحاصيل الزراعية. وفي المناطق الأكثر برودة على ارتفاعات متوسطة وعالية فإن زيادة درجات الحرارة بما يصل إلى ثلاث درجات مئوية وزيادة مستوى ثاني أكسيد الكربون في الهواء قد يفيدان المحصول شريطة توافر كميات كافية من المياه.