القتال تواصل لليوم الثالث على التوالي مخلفاً أكثر من ستين قتيلاً
مقديشو/14 أكتوبر/ رويترز:تواصلت المواجهات في العاصمة الصومالية مقديشو بين القوات الحكومية مدعومة بقوات حفظ السلام الأفريقية وحركة الشباب المجاهدين لليوم الثالث على التوالي حيث ارتفع عدد ضحايا هذه المواجهات إلى نحو ستين قتيلا و150 جريحا.وبحسب مصادر في مقديشو فإن الاشتباكات اندلعت مجددا في الساعات الأولى من صباح يوم أمس الجمعة في جنوب العاصمة أعقبها قصف مدفعي مكثف شمل أحياء هولداج وهدن وأسفرت عن إصابة 11 مدنيا، في حين قتل أربعة أشخاص على الأقل، حسب ما نقلته بعض وكالات الأنباء عن مواطنين.وروى شاهد العيان عبدي عبد الله لوكالة رويترز أن مقاتلي الشباب وصلوا إلى تقاطع عدن عدي قرب القصر الرئاسي صباح يوم أمس وأطلقوا قذائف المدفعية باتجاه القصر ما دفع إلى رد مدفعي مقابل له، مضيفا أن الفئتين لاتزالان تتبادلان إطلاق القذائف. وكان أول يومين من القتال شهدا مصرع 54 شخصا وإصابة أكثر من 140 آخرين معظمهم من المدنيين، في حين قرر من نجا من القصف الرحيل بعيدا إلى مخيمات النازحين في ضواحي العاصمة.وأضاف مصدر أن مقاتلي حركة الشباب المجاهدين فرضوا هيمنتهم في الاشتباكات التي وقعت أمس قرب فندق «غلوبال» القريب من القصر الرئاسي، في خطوة رأى الكثيرون أنها استباقية.وقد اعتبر المتحدث باسم الحركة شيخ علي محمود راجي أن هجوم الحركة جاء وفاءً لعهد سابق قطعته على نفسها، وهو عدم انتظار القوات الحكومية والأفريقية لمهاجمة قواعدهم، كما أنه -حسب رأيه- رسالة إلى الولايات المتحدة التي عبر مسؤولوها عن نيتهم التدخل لمساعدة القوات الحكومية ضد المعارضة.وأضاف المصدر أن مقاتلي الحركة طوروا تقنياتهم القتالية ونجحوا في إعطاب دبابة تابعة للقوات الأفريقية، ودعا شعب الصومال إلى الاستعداد لحملة واسعة تخرج هذه القوات من الصومال.وأكد أن الصورة تبدو قاتمة في حي ياقشيد الواقع شمال شرق مقديشو حيث ينتشر الدمار بعد سقوط عشرات القذائف التي أطلقتها القوات الأفريقية على منازل المواطنين الذين شكلوا أغلب ضحايا القتال في اليومين الماضيين. بدورها شنت القوات الحكومية هجوما مضادا على مواقع المقاتلين، وتحدثت عن إنجازات كثيرة حققتها في المواجهات، كما تحدثت عن قتل مقاتلين أجنبيين أحدهما كيني والآخر بنغالي، لكن دون أن تعرض أي صور لهما. كما وعدت الحكومة بقرب القضاء على المعارضة بعملية عسكرية دقيقة وفعالة تشارك فيها الولايات المتحدة، حيث صرح وزير الدولة للشؤون الدفاعية يوسف اندعدي بأن الولايات المتحدة ستنفذ «ضربات جوية متقنة» تستهدف قيادات المعارضة والأماكن التي يخفون فيها ذخائرهم، متوقعا أن تكون خسائر المدنيين قليلة. وفي هذا الإطار حث عمدة مقديشو عبد الرزاق محمد نور المواطنين يوم أمس على تجنب مناطق القتال والابتعاد عن محيطها نحو كيلومترين على الأقل قبل انطلاق العملية العسكرية المشتركة المتوقعة ضد المعارضة.