[c1]مؤسسة / سري / 19 / 01 (سري)[/c]سيادة الأخ / رئيس الجمهورية قحطان محمد الشعبي ـ المحترمتحية واحتراماً، وبعد :لقد سبق أن تفاهمت شفوياً معكم بخصوص عما تواجهه المؤسسة من عراقيل في طريق عملها بشكل يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم.فلا ميزانية معتمدة لها أو حتى معونة مالية تدعم نشاطها وتمكنها من التغلب على الموقف الحرج الذي تواجهه.كما أنّها تفتقر إلى عناصر إدارية ومراقب حسابات وخبير بشؤون المستودعات، ولقد طلبت مراراً أن أعطي موظفاً ليقوم بجرد المستودعات التابعة للمؤسسة فلم أفلح في هذا الطلب، وأيضاً طلبت إرسال مراقب الحسابات لفحص سير الشؤون الحسابية في المؤسسة، ولكن لم يلبِ هذا الطلب إلى الآن، حيث وأنّ مدير فحص الحسابات يريد أما أمراً رسمياً من وزير المالية لفحص حسابات المؤسسة مجاناً أو دفع نقود مقابل عملية فحصه للحسابات، وقد ذهبت كل محاولاتي سدى.الصحيفة وطريقة طبعها وصفها وتوزيعها بالشكل الجاري يعتبر من الأمور التي لا تشرف المرء أن يكون مسؤولاً عنها لاسيما بعد أن يكون قد ألح في ضرورة العمل على توفير الضروريات الأساسية لها كي يتمكن من أن تظهر بالصورة المشرفة التي يجب أن تكون عليه ولو في حدودها الدنيا على الأقل.وشيء من هذا لم يحدث، لأنّ الصحيفة ما زالت حتى الآن تعيش على مخلفات العهد البائد من بقايا المطابع وبقايا الحروف التي عثر عليها في بعض دور الطباعة القديمة، علماً بأنّ هذه المطابع بدائية وبطيئة العمل وعرضة للعطال بين لحظة وأخرى.وحتى الأخبار وطريقة إملاء الصحيفة بها يعتبر من الناحية الفنية غير متوفر، لأنّ الصحيفة حتى ا لآن لا تنشر إلا ترديد لما تذيعه محطة عدن والناس لا يقرؤون ما يسمعونه من قبل، لاسيما إذا لم يكن في الصحيفة إلا نفس الأخبار، ولم نستطع أن نتفق مع أية وكالة أنباء للحصول على الأخبار حين ورودها، لأنّ ذلك يعني حصولنا أولاً على آلة استقبال وهذا يتطلب مبلغاً من المال يساوي حوالي خمسين ديناراً... والمال عند الدولة، والدولة لا تجيب ولا تتعاون وكأنّ الأمر لا يهمها.التوزيع لا يجد أي تشجيع من أجهزة الدولة، ولقد فشلت كل المحاولات بأن تشجع الدولة صحيفة 14 أكتوبر والثورة، وذلك عن طريق الاشتراك فيهما بأعداد كبيرة توزع في المراكز التابعة لها في الريف، وخصوصاً الجيش والأمن.. وقد وعد المسؤولين أكثر من مرة بأن يحضوا هاتين المؤسستين على الاشتراك في الصحيفتين بكميات كبيرة لمجموع أفراد القوات المسلحة كدعم لهاتين الصحيفتين، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث رغم ما طرح من قبلي مرات ومرات.الديون التي لنا على التنظيم ومؤسسات أخرى لا تحصل عليها إلا بعد جهود مضنية في حين أننا مطالبون بتسديد الديون التي علينا للآخرين وبسرعة حتى لا نفقد الثقة بنا وخصوصاً في هذه الفترة المبكرة من عمر المؤسسة.وإلى آخرها هنالك من أسباب جعلتني أصل إلى قناعة بأنّ إخلاص وثورية العاملين لا تكفيان لإنجاز المهمات المنوطة بهم دون أن يجدوا في متناولهم الاحتياجات الدنيا التي تضمن العمل ثم نجاحه وذلك من خلال :توفير كادر إداري في حودده الدنيا له مقدرة العمل الإنتاجي بروح ثورية أو ارتزاقية على الأقل.تتحدد ـ وهذا هو الأهم ـ صلاحيات ومسؤوليات مدير هذه المؤسسة بشكل واضح ليكون على بيِّنة مما يقدر على البت فيه والتصرف على أساسه، لأنّ الوضع الحالي لا يضمن مثلي أن يعمل لصالح هذه المؤسسة، بأي شكل من الأشكال خشية التدخل الذي سيواجه به من أكثر من جهة، تدعي كلها أنها هي المسؤولة والوصية على هذه المؤسسة، وهذا يعني في الأخير الحد من المبادرات التي يمكن للمسؤولين القيام بها مع تحمله مسؤوليته في ذلك بحسب النتائج التي ستحقق بعمله سلباً أو إيجاباً.(ج) توفير آلة صف حديثة (لينو تايب) ومكينة طبع (هيدلبرج) آلية بقطع كبيرة وآلة لاستقبال الأنباء الخارجية مماسيضمن إصدار صحيفة يقوى الإنسان على أن يقول إنها صحيفة شبه رسمية. بل وسيكون في مستوى القدرة على أنّه جعل منها مرآة تعكس مسيرة هذه الثورة والدولة وما يحققانه من تقدمٍ على مختلف المستويات.(د) التعميم لوزارة الإدارة المحلية والقوات المسلحة بأن تعمل معنا على نقل الصحف إلى مناطق الريف البعيدة أولاً بأول، وان تعتمد الإدارة المحلية أشخاصاً لذلك.(هـ) حث وزارة الدفاع ووزارات الداخلية والتربية بالمساهمة في الاشتراك بنسخ كثيرة من 14 أكتوبر والثوري لتوزيعهما على الوحدات والمدارس في الريف.(و) التعميم للدوائر بإعطاء الأولوية في ((طبع وشراء الأدوات المكتبية)) للمؤسسة كتشجيع لها على الاستمرار والتطور.(ز) تخصيص ميزانية أو معونة مالية للمؤسسة تساعدها على فرض نفسها واكتساب الثقة بها والتسريع في نشاطاتها.إنّ بقاء المؤسسة على ما هي عليه الآن شيء لا أقبل به، ولا أوافق عليه إطلاقاً وإنّي أناشدكم التكرم بالعمل على إنقاذ هذه المؤسسة من وضعها المزري الذي تعيش به الآن، فإني أطلب من سيادتكم التكرم بإعفائي من تحمل مسؤولية إدارة هذه المؤسسة ورئاسة تحرير صحيفة 14 أكتوبر اليومية، وذلك حرصاً مني على سمعة هذه الثورة وحكومتها برئاسة سيادتكم، وتكليف من ترونه لتحمل هذه المسؤولية إن كانت الظروف تحول دون اتخاذ أي إجراء لتغيير الأوضاع المتردية التي تتعثر فيها المؤسسة.وفي الختام تفضلوا بقبول خالص التقدير والاحترام .[c1]المخلص / عبدالباري قاسم[/c]مدير عام مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر
صورة من نسخة استقالته المقدمة للرئيس الأسبق قحطان الشعبي