[c1]نهلة عبدالله [/c]في البداية نؤكد أنّه لا يوجد تناقض بين التراث الشعبي وبين اتجاهات الأدب الشعبي، وهذان المصدران مرتبطان بمراحل تاريخية وظروف اجتماعية محددة لها منطقها وقانونها الخاص.والثقافة الشعبية بما أنّها أسست تراثاُ غنياً صارت أكثر انفتاحاً على المفردات اليومية والخبرات الذاتية والتجربة والانتماء، لذا صنعت تراكماً تاريخياً عظيماً للأدب الشعبي الذي تعددت ألوانه وصارت أكثر شيوعاً وبشكل خاص الحكايات الشعبية باعتبارها الحلقة الرئيسة في هذا الأدب الذي لا يمكن حصره في لونٍ واحدٍ ولا يمكن فصله من حيث هو للكبار أو حكايات الأطفال الشعبية.ورغم أنّ حكايات الأطفال الشعبية وليدة عن الحكايات الشعبية للكبار بصورة أو بأخرى، فلا يعني ذلك أنّها أقل أهمية؛ لأنّها أُلِّفت خصِّيصاً للصغار، وأظن – على سبيل المثال – أنّ سيرة عنترة وسيرة سيف وسيرة بني هلال لم تنتهِ أهميتها بتقديمها للأطفال حتى نصدر أحكاماً عليها من حيث هي نصوص للكبار فحسب، وهو أمرٌ مؤسف؛ لأنّ بعض الناس لا يكف عن انتقاد هذه الحكايات، بالإشارة إلى عيوبها الأيديولوجية والدفع بها إلى نهايات تجعلها بعيدة عن عالم حكايات الأطفال الشعبية، بحجة أنّ السيف لا يصلح لزمن الكمبيوتر، وأنّ قصة (عنترة) وليدة فكرة عنصرية تتستر باسم البطولة لتعوض الأشخاص ذوي السحنة السمراء عن معاناتهم من عقدة الشعور بالنقص.وأنّ رواية سيف ضد الحرية طالما هي تؤيد الاحتلال بل وتنصب للبطل المشنقة لتحاكمه.وكان بديهياً أن تُرفض التغريبة؛ لأنّ البطولة على الساحة في الوقت الراهن لا تمجد الفرد الذي يبارز العشرات ويتغلب عليهم بمفرده، بقدر ما تمجد فوز فريق كرة القدم، وأبي زيد لا يعتبر بطلاً من هذا الزمان؛ لأنّه لم يعتاد على لعب البطولة ضمن الفريق!حتى ولو كانت هناك بطولة فالأمر يختلف مع (الكارتون) الذي بدأ يهمس في أذن كثيرٍ من الأطفال بأنّ ا لبطولة أن تقف موقفاً جيداً، وأن لا تنخدع بصورة البطل من دون معقولية، وهو ما يمكن ترجيحه بعد تصدع تلك الهالة التي طوقت البطولات الفردية في زمن أصبح فيه البطل يمكن أن يتزحلق حصانه بقشرة موز، وأظن أنّ هذا هو الفارق بين الفكرة الموضوعية والفكرة غير الموضوعية من البحث عن طريقة للتعبير وتبسيط الأدب الشعبي والدخول في عالم الطفولة الذي لا يقل أهمية عن عالم الكبار إن لم يكن أهم بكثير.[c1]خصائص الثقافة الشعبية[/c]من خصائص الثقافة الشعبية أنّها مفتوحة وتحتضن مختلف عناصرها من أدب شعبي وحكايات شعبية وسير ونثر وشعر وأمثال وحِكَم وألعاب ومثال ذلك اعتماد الحكايات الشعبية للأطفال على الأدب الشعبي كمصدرٍ من جهةٍ ومن جهةٍ أخرى على الرُواة الشعبيين يُضاف إلى ذلك مصدر آخر وهو تجارب الأمم الأخرى.وخصائص هذه المصادر المذكورة أنّها مفتوحة على التأثير والامتزاج ويمكن اعتبار التشابه الموجود بين الحكايات الشعبية اليمنية، وبعض الحكايات العربية أو حتى الأجنبية هو من نوع التداخل الثقافي وكثير من أنماط هذه الحكايات نجدها في نماذج التراث الشعبي اليمني.والأدب الشعبي قد استفاد من جهود الرواة الشعبيين، أما من خلال البت والانتشار وأما من حيث مجاراة الحكايات اليمنية للحكايات العربية والعالمية.وقد تلعب الحكايات الشعبية دوراً مهماً في الحياة الاجتماعية وفي التركيبة الاجتماعية ولا تقتصر على حكايات عدن الشعبية أو سائر الحكايات الشعبية اليمنية، وإنّما تتعداها على المستوى القومي إلى الأدب الشعبي العربي.وربما يكون البعض قد تنبه إلى طبيعة حكايات ألف ليلة وليلة، أو حكايات كليلة ودمنة التي نجدها في نماذج من قصصنا التراثية ونقرأ عنها كثيراً في كتب الأدب الكلاسيكي المدرسي سواء كانت مؤطرة بإطار الحكاية الخرافية – كما هو الحال – مع حكاية على بابا، أو الحادثة الأسطورية في حكايات السندباد؛ لأنّ بعض حوادثها لا يمكن أن تحدث في الواقع.لذا لا يمكن موضوعياً دراسة أدب الطفل العربي، كجنسٍ متميزٍ في الأدب الحديث، أو المعاصر بمعزلٍ عن الأدب العربي بصورةٍ عامةٍ، خصوصاً وأنّ عملية تشكل هذا الأدب لها موروثها الكلاسيكي والشعبي، وكلها تكشف عن عوامل أخرى، كان لها الفضل في لفت أنظار الكُتَّاب العرب إلى الأدب العربي، الذي استطاع أن يحقق معادلةً معقولةً من شروط الإبداع وتفهم التجرِبة، والأمثلة على ذلك كثيرة ومكررة في مجتمع إنتاجه الأدبي قليل أصلاً، فمن الطبيعي أن تكون المؤلفات قليلة، وأن يكون الكُتَّاب قلّة.لهذا وجوه الاستفادة ما تزال مبكرة، رغم المراحل الطويلة التي قطعها أدب الأطفال منذ القرن الماضي، وظهور المؤلفين المشاهير ممن وقفوا معظم إبداعاتهم على التأليف للأطفال وأنتجوا العديد من المؤلفات الكلاسيكية التي تؤلف قسماً من التراث العربي، وما زالت إلى اليوم تنتظر من يوضعها في قالبٍ عصري للأطفال، إذ علينا أن نعطي الطفل خيالاً أو منطقاً، بقدر نموّه، فمثلاً الأدب الشفوي المنقول عن عصور القهر والظلام بحاجةٍ إلى إعادة نظر خصوصاً، وأنّ تراث الجدات بعضه قيم والتراث بصفة عامة، له ظروفه التاريخية والسياسية والاجتماعية، وهذا اللون من التراث بالذات في الأدب الشفوي الذي هو أدب الأمهات أو الجدات المقهورات اللواتي يترجمن قهرهن بشكل خرافي للأطفال، لا يفترض تعزيزه على ذلك الشكل مثلاً قصة (عنترة) تبدو وكأنّها مسألة بسيطة، وبدلاً من أن يكون هناك منطقاً اعتدنا أن تكون البطولات فردية وبلا منطق، أيضاً روايات (الزير سالم)، وحمزة البهلوان، والأميرة ذات الهمّة، كذلك حين نتحدث عن (الغولة) التي تتعمد فيها البطلة إلى ذبح أولادها السبعة، أو حكاية (مرجانة) التي تصب الزيت المغلي على اللصوص، فهذه مسؤولية كبيرة؛ لأنّ هذا التوجه هو الذي يجعل الطفل عنيفاً.أقصد أنّ أدب الأطفال في بلادنا العربية، ما يزال في جانب منه يهتم بشروط المصنفات الكلاسيكية، بخيرها وشرها، لأسبابٍ أهمها :[c1](1)[/c] عدم وجود اختصاصيين يتفرغون لمزاولة الكتابة للأطفال.[c1](2)[/c] وبعض الذين تتوافر لديهم الموهبة يفتقرون إلى أساليب الكتابة للأطفال والتي تتطلب كثرة ممارسة ومران وقدرة على التبسيط واختيار المفردة المناسبة والفكرة المعقولة والنهاية المقنعة.كذلك حين نتحدث عن (البساط الطائر)، فالمقصود به الرمز، أو استعارة شكل آخر للتعبير باستخدام البساط كطريقةٍ للخلاص، فهو كحلٍ لا يضع المعادل الصحيح مكان الخرافة، أو الخيال، فما المانع أن نقول للطفل إنّ هذا لا يحدث؛ إلا من باب الخيال.من جانب آخر حكاية (حي بن يقظان) لابن الطفيل تعتبر من قصص الحكايات الشعبية الممتعة، رغم أنّ الأدب الشعبي يظهر الحيوانات بشكل مؤدي ويصعب استئناسها، لكن الأهم في هذه الحكاية التي يعدها الأدب العربي امتيازاً خاصاً لكاتبها سبقت العلم الحديث في إبراز أهم اكتشافاته، وهي إمكانية تحويل كثير من الخرافات إلى حقائق، وقد رأينا كيف بدأت حكاية (حي بن يقظان) باختراع فكرة المؤانسة، وكيف فعل مع الحيوانات؟ وكيف دافع ورد الأذى عنها؟.وفي حكايات الأدب الشعبي أيضاً كان الناس يحتقرون ذوي العاهات ويتشاءمون من الأحول والأعور والأحدب ويهزأون بالمجانين والأغبياء وضعفاء العقول، ويعرضونهم للفرجة والسخرية.وكان لابد من البحث والنظر في إمكان تغيير بعض السلوكيات والآراء الخاطئة والخاصة بمعاملات ذوي العاهات ومراعاة حالاتهم النفسية والإنسانية، لذلك كان من أخطاء الأدب الشعبي والحكايات الشفوية المنقولة، الإساءة لهذه الفئات المحيطة بالمجتمع، والتي يقتضي تعديلها واعتبارها مقياس أخلاقي لأدب الطفل، الذي يعنى بالضرورة الاهتمام بالأساس الأخلاقي، في مجمل القيم السائدة، ومن المسلم به أيضاً، أنّ أبطالاً من ذوي العاهات موجودون ويشاركون في بناء المجتمع.على هذا النحو انتقل أدب الكبار في العالم العربي من خصوصيته إلى الأطفال، وبما أننا لم نعتد على أدب الأطفال قديماً يبقى أدب الكبار هو الأصل، بينما أدب الأطفال العربي وبصورة خاصة، يحتل موقعاً مهماً بين الآداب العالمية الحديثة، نظراً لوعي المجتمع العربي لقضايا (الطفولة)، ونظراً للدور الكبير الذي قام به الرواد العرب في هذا المجال، وبفضل المؤلفات والترجمات التي قام بها المؤلفون المحبون لسرد الحكايات والقصص معاً، تمّ تناول أجمل ما في أدبنا العربي؛ لأنّ القليل منه كان مناسباً للأطفال، كما يُعتقد، ولقد لفتت النماذج التي أخذت من الأدب العربي كالحكايات والنوادر والقصص والأخبار أنظار المهتمين والمربيين بصورة عامة، ولعل القصص التي جرى تعريبها من الآداب الأجنبية والتي تقترب في رؤيتها من الأطفال، ضمّت مختارات مهمة من مختلف اللغات، ولم يكتفِ الرواد بترجمتها، فحسب بل شفعوها بدلالات تناسب الأطفال بما تحمله من مبادئ تدعو إلى المثل العليا، ومعظم هذه القصص والحكايات والأشعار قدم بعض منها في كُتب الأدب الكلاسيكي المدرسي، بل قدمته هذه الكتب في أبهى صوره، وأكدت أنّ الأدب العربي الحديث يمتلك أصالة وثقافة عميقة تعود جذورها إلى الحضارة العربية.وفي المقابل ظهر تأثير كثير من المصادر في ثقافة الطفل اليمني منذ الأربعينيات، وكان لكتابات الكتاب المتنورين في (عدن) مثلاً، والتي بدأ تأثيرها في الشعر والأدب والفن والفكر والسياسة والصحافة بشكل واضح أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، وقد كان يدعو روادها إلى الاهتمام بثقافة الأمة ووحدتها ضد مستعمريها محققين بذلك إضافات نوعية لا يمكن تجاهلها نظرياً وعلمياً؛ لأنّ التغييرات العلمية في تطوير مضامين وأهداف التعليم فرضت الزاميته في معظم الأقطار العربية، ناهيك عن انعكاس هذا التغيير على الكبار الذين اهتموا بالطفل اهتماماً بالغاً وصار بالإمكان الاعتراف بمطالبه، وما أحدثته من تغيير في اتجاه التفكير العام واعتبار ما يُكتب للأطفال من قبيل الاهتمام ثقافتهم كجزء من الثقافة المتطورة.ولهذا فإنّ أثر الأدب الكلاسيكي المدرسي كغيره من كُتب المطالعة المستحدثة انعكس بصورةٍ أو بأخرى على أجيال عديدة تطلعت إلى ما حفلت به الثقافة والحضارة العربية والإنسانية سواء في أقصى الشرق في الهند وفارس، أو في أقصى الغرب اليونان مثلاً موطن حكايات ايسوب.من ذلك نستدل مصدران :[c1](أحدهما)[/c] يكرس الإطلاع على الأساطير والخوارق ونماذج البطولة مع جملة من المعارف الأولية في الجغرافيا والتاريخ والعلوم الطبيعية.[c1](ثانيهما)[/c] يجاري التطور المذهل في شتى فروع المعرفة واستخدامه في التأليف للأطفال.ونستطيع القول إنّ الأدب الكلاسيكي المدرسي بموضوعاته وصوره قد أشار إلى نجاح السلوك المهني التربوي في مساره الذي دأب عليه الكُتاب من المؤلفين والمربيين عندما تبنوا مسألة تقديم كل جديدٍ وممتعٍ ومفيدٍ ابتدأ من الاقتباس من كتب الكبار ومروراً بالتأليف للصغار – وعلى سبيل المثال – فليس هناك قصة للطفل، أو أدباً للطفل العربي مستقلاً، فكليلة ودمنة وحكايات ألف ليلة وليلة من أدب الكبار، ونوادر جحا وبخلاء الجاحظ، وأخبار الحمقى والمغفلين من قصص الأدب العربي، بل أنّ جوانب كثيرة من الحكايات والأقاصيص أصبحت جزءاً من التراث الثقافي للطفل العربي ومعظمها تجسد من خلالها رؤى كتب القراءة المدرسية التي يتفاعل معها الأطفال ويدورون في فلكها.وقد اتسم التأليف للأطفال في بعض كتب الأدب الكلاسيكي المدرسي آنذاك ببعض الخصائص المرحلية.[c1](أولاً)[/c] في السنوات الأولى من السابعة إلى الثامنة: عالم محدود تتحرك فيه الأم والأب والإخوة وبعض الأقارب والجيران والباعة، بل وينشغل الطفل بالدمي التي يلهو بها والحيوانات الأليفة التي تعيش قريبة منه، كذلك لباس الطفل وطعامه وما يؤثر فيه من الظواهر الطبيعية كالبرد والحر والنور.في هذه المرحلة يكون خيال الطفل محدوداً ومرتبطاً ببيئته، وهدف هذه الكتب فيما مضى هو محاولة تجسيد خيال الطفل في بيئته وفي شتى مقوماتها من خلال اللعب مثلاً، فتأتي حاجة الطفل في هذه المرحلة إلى اللعب والجري القفز والتسلق والاستماع إلى القصص ومحاولة تمثيلها.[c1]مثلاً:[/c]سميرة تقوم بتمثيل دور الأم.سامي يقوم بتمثيل دور الأب.فاطمة تقوم بتمثيل دور القطة.[c1]السؤال :[/c] ماذا تمثل سميرة؟ التي تلبس الثوب والحلي والأساور؟ تمثل دور ماما، وماذا تمثل فاطمة التي تموء؟ كالقطه وهكذا.بمعنى آخر أنّ كتب القراءة المدرسية اهتمت بتعزيز دور الأدب الكلاسيكي المدرسي والذي يقف كثيراً عند مجالات التمثيل اللعب، الأناشيد على سبيل المثال :أشرقت شمس الضحى[c1] *** [/c]في السماء في السماء أشرقت شمس الضحى[c1] *** [/c]في السماء الصافية فهي تعطي من صحا[c1] *** [/c]صحة وعافية [c1]أو /[/c] دجاجي يلقطوا الحب[c1] *** [/c]ويمشي وهو فرحانكأنّ عيونه خرز[c1] *** [/c]ويجري وهو جدلان والملاحظ أنّ بعض القصص والأناشيد ألفاظها قد تقوى حصيلة الطفل لغوياً، لذا يُقال إنّ لكل طفل قاموساً فهمياً وآخر كلامياً.وفي هذه المرحلة بالذات الطفل يتعلم الاسماء الموجودة في محيطه، ثم يتعلم الأفعال وتظهر الصفات مع الأفعال أو بعدها، والصفات المحسوسة تسبق الصفات المعنوية التي يجئ تعلمها في وقتٍ متأخر، أما الضمائر فتبدأ باستعمالها في نهاية هذه السنة على وجه التقريب وعندما تبدأ بذلك تدخل أدوات الربط والجر في لغته.أما الصفات الجسمية سهلة الإدراك يبرز فيها الحجم واللون والحركة؛ لأنّ الطفل في هذه المرحلة يجسد الجماد حتى اللغة المستخدمة في هذه الكتب بعضها يعتمد على لغة الطفل ونموه وكذا رسوماتها فهي تساعد الطفل على فهمها.. على سبيل المثال :[c1]باب دار ساميسامي سار، سامي ما سار[/c][c1]في المرحلة الثانية من التاسعة إلى العاشرة :[/c]يبدأ في هذه المرحلة التمييز بين القصص الخيالية الذي يستقي مضامينها من الأدب الشعبي ويعتمد على الخرافة والأسطورة وحكاية الجن وهو يختلف عن المرحلة الأولى من (السابعة إلى الثامنة)، والتي لا تفهم المعاني المجردة التي تتضمنها الخرافة أو الأسطورة والحكاية الشعبية، ولكن يمكن أن يقدم للطفل في هذه المرحلة قصصاً خرافية، الشخصيات الموجودة في محيط الطفل الواقعي كقصص (ميكي ماوس) وعالم الحيوان بالذات غني، ويمكن أن يستمد منه القصص التي تتقمص فيها الحيوانات شخصيات الأدميين وتحاكي تصرفاتهم.وفي هذه المرحلة بالذات يفضل الطفل القصص القصيرة والتي تكون فكرتها مضحكة كما يحب الطرائف التي تستند على التلاعب بالألفاظ والألغاز.مثلاً قصة الولد والحلاق، أو المسافر والقرود، كيمو في بلاد الدببة من نوادر جحا الأربعة العميان والفيل.[c1]وفي المرحلة الثالثة : بين الحادي عشر إلى الأثناء عشر :[/c]يفضل الطفل قصص البطولة والمغامرة حتى ذكرت كتب علم النفس هذه المرحلة تحت اسم مرحلة المغامرة يبتعد فيها الطفل عن الأمور الخيالية بغرض الابتعاد ويهتم بالحقائق والمعلومات، لهذا تهتم كتب الأدب الكلاسيكي المدرسي بالتمثيل والخطابة؛ لأنّ الطفل في هذه المرحلة يهتم بتقليد الحركات فيعزز اهتمامه بالمسائل التاريخية والبطولات الفردية إضافة إلى تزكية الجوانب الموضوعية في الرحلات كغذاء أدبي في هذه المرحلة.وللقصة أيضاً في هذه السن اهتمامها القرائي ولهذا يهتم الطفل بانتصار البطل في نهاية القصة أو المسرحية.[c1]هوامش:[/c]- للعرب كما لغيرهم من الأمم حكايات وقصص وأسمار تعبر عن حياتهم ونوازع نفوذهم، وقد أشرنا إلى سيرة عنترة، وهناك أيضاً قصة البراق، كما نقل العرب مجموعة من القصص من اللغات الأخرى، وأكثرها عن الفرس والهنود وأشهر ما نقلوه منمها :- كتاب ألف ليلة وليلة وهو مجموعة قصص متسلسلة ثم أضافوا إليها الكثير.- حكاية السندباد (من ألف ليلة وليلة الناسك والجرة (في هذا جزء من يعيش في عالم الأحلام والأوهام).. من ألف ليلة وليلة.- الرواة الشعبيين والمداحين : حاولوا الاستفادة من حكايات الأمم من دون مساس لروح الأمة وعقيدتها وبنيتها الاجتماعية.- على سبيل المثال : حكاية وريقة الحناء في الأدب الشعبي اليمني هذا النوع من القصص يسمونه القصة المتشابهة عند إجراء المقارنة مع / سندريللا/ أو رمادة في الأدب الأجنبي.- الدكتور علي الراعي تحدث عن التشابه بين الحكايات اليمنية والمصرية وأجرى مقارنته تلك بين حكايات “الجرجوف” مع حكاية أيزوريس”.- سيرة عنترة تدور حول سيرة بطل من أبطال الجاهلية وفرسانها، ولكن اختلط في قصته النثر والشعر والحقيقة بالمبالغة، ومع شجاعته؛ إلا أنّه كان يقاتل من أجل أن يحرر نفسه من الظلم والاستعباد، وهكذا نرى أنّ عنترة لم يكن يناضل من أجل جميع المظلومين.- معظم كتب الأدب الكلاسيكي المدرسي تقرها الإدارات المعنية، وتمثل بمضمونها القيم السائدة في المجتمع من قبل السلطة ويكون تأثيرها عاماً.- أما كتب القراءة الأخرى، القصص بأنواعها تختلف نظرة الكبار إليها؛ لأنّها غير مفروضة على الطفل.- كانت في الماضي جميع المدارس الرسمية في (عدن) تعتمد سلسلة القراءة العربية، القراءة التوجيهية، والمطالعة الرشيدة حدائق القراءة، النموذج في القراءة العربية، القراءة والتعبير.- صورة القهر قائمة (حتى) على العصا والفلكة، وحيث الفقي، المقرئ المعلم، يضرب من دون شفقة والأب يسلم ابنه له قائلاً : “اللحم لك والعظم ليّ”.[c1]مراجع:[/c](1) ألف ليلة وليلة.(2) من حكاياتنا الشعبية محمد صالح شهاب.(3) كتاب قصص مختارة.(4) مجلة العربي في أحد أعدادها القديمة.(5) الاتجاهات الجديدة في ثقافة الطفل النادي الثقافي العربي / لبنان.المراجع : الحكمة العدد 85.[c1]الهوامش:[/c]الريادة : ترتبط بتاريخ الجيل الأول لها، وحيث يبقى لأسمائهم الفضل كأصحاب المحاولات الأولى في كل من مصرَ ولبنان وسورية.
|
ثقافة
مصادر الحكايات الشعبية للأطفال
أخبار متعلقة