في مباراة منتخبنا الأولمبي أمام المنتخب الفلسطيني :
كتب / جميل عبدالوهاب لا أنوي هنا الخوض في ( رصد سردي ) لمباراة منتخبنا الأولمبي أمام المنتخب الأولمبي الفلسطيني في اطار مباريات دور الذهاب للتصفيات التمهيدية المؤهلة إلى اولمبياد بكين ، والتي أقيمت على ملعب الفقيد علي محسن مريسي في العاصمة صنعاء ، يوم الاربعاء الماضي .. وفي الاتجاه ذاته لا أنوي ايضاً الخوض في ( تحليل فني ) لسير المباراة .. ولكني هنا أخوض في الاتجاه المهم لسير المباراة .في د (12) وبعد دقيقة واحدة ( فقط ) من تسجيل ياسر باصهي لهدف السبق لمنتخبنا .. عادل النتيجة ، الفلسطيني معن عبيد من ضربة راسية ، وبوجود ثلاثة من لاعبينا بجانبه .. لم يحركوا ساكناً في لحظة غير احتراسية .. عتمة أغشت أبصارهم ، وشلت تفكيرهم !! محمد شوبير حارس مرمى المنتخب الأولمبي الفلسطيني تصدى لتسديدات لاعبي منتخبنا على ( دفعتين ) ولمرات عديدة .. وكان بإمكان لاعبي منتخبنا ترجمة مثل هكذا تصدي إلى أهداف ، ولكن غياب المتابعة والاندماج التنويمي حالا دون ذلك .. وعليه فحارس المنتخب الأولمبي الفلسطيني – من المستحيل _ أن يذكرني بأحمد شوبير حارس مرمى الأهلي والمنتخب المصري ( سابقاً ) .. كيف ذلك وحارس الأولمبي الفلسطيني فشل في التصدي لكرة أوسام السيد والذي سددها من خارج خط الـ ( 18) مسجلاً الهدف الثاني لمنتخبنا بالطريقة نفسها كاد يسجل عبدالرزاق العشبي الهدف الثالث لولا تصدي القائم الايمن للمنتخب الفلسطيني .. وقبل ذلك تصدى الحارس الفلسطيني لهجمات – صحيح – مكثفة ، ولكنها افتقدت لكل سمات الخطورة .. كان حارس مرمى المنتخب الفلسطيني أشبه ( بعصفور ) وبالمقابل افتقد لاعبو منتخبنا لسمات ( الصياد الماهر ) .!! إجمالاً ظهر المنتخب الاولمبي الفلسطيني بعيدا عن كافة أشكال الجاهرية .. منتخب مثخن بالجراح ممزوج بالألم .. من هنا هاجم منتخبنا الاولمبي بضراوة وقام بغزوات متلاحقة لمرمى المنتخب الفلسطيني ، ومن كل الاتجاهات – وتحديداً – خلال شوط المباراة الثاني .. ولكن ماذا تفيد ضراوة الهجمات إذا كانت أشبه بذئب لا يستطيع أن يكشر عن أنيابه .. وما جدوى الغزوات المتلاحقة الأشبه بجرو يرضع ، ويرغي ولا يلدغ مثل الثعبان .. فكرة القدم الحديثة باتت لدغ شباك ، الركض لتسجيل الأهداف .. وليس الركض لمجرد الركض .. ولاعبو منتخبنا الأولمبي فشلوا في عزف نشيد الأهداف ، مارسوا التحليق الصامت . !!ومع قرب انتهاء الوقت الأصلي للمباراة ، وكذا الوقت بدل الضائع .. كاد الخوف يعميناً بسكاكينه ، ارتجفنا خوفاً من السقوط في العتمة .. إثر ثلاث كرات فلسطينية مرتدة كادت تحول فوزنا المثقل بالهموم ، إلى تعادل بطعم المنفى والضنك !!المباراة أثبتت معاناتنا الحقيقية في ترجمة هجومنا الكاسح إلى أهداف .. وهذا يفسر عدم استفادتنا من (19) ضربة ركينة لأن التعامل مع هذا الكم الهائل من الضربات الركينة دون التسجيل ولولمرة واحدة .. يعني أن لاعبينا ظهروا بشكل أشبه ( بالغبار ) والذي لا يغلبه إلا ( ضباب البحر ) .!!نهاية المطاف أضعنا في المباراة معانقة الأهداف عبر بوابة ذهبية كانت مفتوحة أمامنا ، أضعنا الأمان والطمأنينة في انتظار مباراة الإياب التي ستقام الأربعاء القادم في دولة الإمارات الشقيقة .. وأشد مانخشاه أن تتحول هذه البوابة الذهبية المفتوحة إلى بوابة سوداء تنغلق بلا انتهاء في وجه لاعبينا !!