إسلام أباد/ 14 أكتوبر/رويترز :طالب الرئيس الباكستاني برويز مشرف المتشددين الإسلاميين الذين يتحصنون في المسجد الأحمر أمس السبت بالاستسلام أو الموت فيما تزايد الشعور بالقلق على مئات النساء والأطفال داخل المجمع المحاصر في العاصمة الباكستانية. وقال مشرف في أول تصريحات علنية بشأن المواجهة الدموية في إسلام آباد "إذا لم يستسلموا فأنني أقول هنا أنهم سيقتلون." وتحاصر مئات القوات المجمع الحصين الذي يضم المسجد الأحمر ومدرسة دينية للفتيات منذ ان بدأت الاشتباكات بين الطلاب المسلحين وقوات الأمن يوم الثلاثاء في أعقاب شهور من التوتر. وارتفع عدد القتلى إلى 20 بعد مقتل جندي من أفراد الأمن صباح أمس السبت رغم ان رجل الدين الذي يتزعم حركة المسجد الأحمر التي تسير على نهج طالبان قال إن عدد القتلى أكبر بكثير. وأفادت روايات غير مؤكدة عن قيام المدافعين عن المسجد بدفن المزيد من الجثث أمس السبت. وأدت انفجارات إلى حدوث ثقوب في الجدران الخارجية للمجمع كما احتدمت المعارك المسلحة ولكن لم يقع اي هجوم. ويتوقع المسؤولون أن هناك ما بين 50 و60 متشددا يقودون المعارك. وقال مشرف للصحفيين أثناء زيارة إقليم بلوخستان الذي ضربته الفيضانات "أظهرنا صبرا كبيرا لأننا لا نريد قتل مواطنين." وأضاف "كان بإمكاننا فعل كل شيء. الحكومة لديها القوة ولكن هناك نساء وأطفال." وقال عبد الرشيد غازي رجل الدين الذي يقود المتشددين في المسجد انه يفضل "الشهادة" ورفض اتهامات الحكومة بأنه يحتجز نساء وأطفالا كدروع بشرية. وقال غازي انه وأتباعه على استعداد لإلقاء السلاح لكنهم لن يقبلوا أبدا اعتقالهم. وقال غازي وهو يتحدث وسط أصوات طلقات البنادق "أتمسك تماما بموقفي..ليس هناك مجال للاعتقالات." وأضاف ان ثلاثة طلاب قتلوا الجمعة وان إجمالي عدد القتلى بلغ 80 شخصا لكن الحكومة نفت ذلك الادعاء. وقطعت المياه والغاز والكهرباء عن المسجد وقيل ان الطعام أصبح شحيحا. ونشرت قوات من الجيش أمس السبت حول المسجد لتحل محل قوات الأمن التي قادت الحصار. واحتلت قوات الأمن أيضا مدرسة دينية أخرى بالمدينة مرتبطة بالمسجد الأحمر. ووقعت سلسلة انفجارات بعد ظهر أمس فيما وقع تبادل لإطلاق النار عدة مرات منذ الصباح الباكر. وحال إطلاق النار الكثيف دون ذهاب وفد سياسي إسلامي من خمسة أعضاء إلى المسجد الأحمر للمطالبة بالسماح للأطفال بالخروج. وانحوا باللائمة على قوات الأمن لان غازي كان قد أعطى لهم الأمان للزيارة. وقالت سامية راهيل كازي وهي نائبة برلمانية "لا تسمح قوات الأمن لنا بالدخول وتفتح النار." وغادر نحو 1200 طالب المسجد بعد بدء الاشتباكات ولكن عشرين فقط خرجوا الجمعة بينهم صبي قال ان الطلاب الأكبر سنا يجبرون الطلاب الأصغر على البقاء. وخرج أمس السبت صبي واحد فقط من المجمع وسلم نفسه. ويقول مسؤولون أنهم لا يعرفون عدد الأشخاص الذين ما زالوا بالداخل لكنهم يعتقدون أنهم بالمئات. وبدأت تتصاعد حدة التوتر في يناير كانون الثاني عندما شن طلاب المسجد الأحمر حملة ضد الرذيلة شملت عمليات خطف وترهيب لفرض الشريعة الإسلامية. وحث ساسة معتدلون وأجهزة الإعلام الرئيس الباكستاني على اتخاذ إجراءات مشددة في وقت سابق عن ذلك وعلى الرغم من إراقة الدماء أظهرت مقالات الرأي في الصحف تأييدا واسعا لقرار استخدام القوة أخيرا. وفي تذكرة بطالبان في أفغانستان المجاورة تدل حركة المسجد الأحمر على زحف التشدد الديني على المدن الباكستانية من المناطق القبلية الحدودية. وبالأمس أطلق مسلحون النار من فوق سطح مبنى يقع تحت ممر الرحلات الجوية من مطار إسلام آباد العسكري أثناء تحليق طائرة مشرف لتفقد الأضرار الناجمة عن الفيضانات في الجنوب رغم ان الهجوم بدا غير متقن.