سول /14 أكتوبر/ رويترز :قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم أمس الجمعة إن موسكو تأمل ألا تعيق الصراعات السياسية الداخلية الامريكية التصديق على معاهدة ستارت الجديدة وأن تتم هذا العام الموافقة على الاتفاقية التي تقضي بخفض الاسلحة النووية.وقبل أسبوع من قمة بين روسيا وحلف شمال الاطلسي قال لافروف أيضا ان روسيا قد تتعاون مع الحلف بشأن الدفاع الصاروخي -وهي القضية التي تثير انقسامات بين روسيا والغرب منذ فترة طويلة- اذا كانت الشراكة متكافئة.والتصديق على معاهدة ستارت الجديدة والتعاون المحتمل بشأن الدفاع الصاروخي أساسيان في جهود تحسين العلاقات بين روسيا والغرب التي وصلت الى أدنى مستوياتها بعد الحرب الباردة حين شنت موسكو حربا ضد جورجيا عام 2008 .وعبر لافروف للصحفيين على هامش قمة مجموعة العشرين عن قلقه من أن المعاهدة النووية التي وقعها ميدفيديف والرئيس الامريكي باراك أوباما في ابريل نيسان قد تقع فريسة للسياسة الحزبية في الولايات المتحدة بعد المكاسب الكبيرة التي حققها الجمهوريون في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي جرت في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني.وأضاف «لا أستطيع سوى أن أعبر عن أملي المخلص في الا تطغى الرغبة في هزيمة حزب منافس بالكونجرس الامريكي وفي الميدان السياسي بالكامل على فهم الولايات المتحدة لمصلحتها الوطنية المتأصلة».ويجب أن يصدق مجلس الشيوخ الامريكي المكون من 100 عضو ومجلس الدوما الروسي على المعاهدة حتى يبدأ سريانها. وبموجب المعاهدة يتم خفض عدد الاسلحة النووية المنشورة المسموح بها في الترسانتين الروسية والامريكية بنسبة نحو 30 بالمئة واعادة احياء اجراءات التحقق.ويريد أوباما أن يقرها مجلس الشيوخ خلال الدورة الحالية التي تبدأ الاسبوع القادم وهي فترة انتقالية بين المجلسين القديم والجديد لان مكاسب الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ قد تجعل من الصعب الحصول على 67 صوتا لازمة حين يجتمع المجلس المنتخب حديثا العام القادم.وأوضح ميدفيديف أن مجلس الدوما يجب ألا يصدق على المعاهدة لحين التأكد من موافقة مجلس الشيوخ.ومعاهدة الاسلحة النووية عنصر رئيسي في حملة أوباما «لاعادة ضبط» العلاقات مع روسيا التي تدهورت في عهد سلفه جورج بوش.وتبنى الكرملين هذه الجهود ورد بتصعيد الضغط على ايران بشأن برنامجها النووي وفتح طرق عبور تساعد العمليات الامريكية في افغانستان.وأوضح لافروف موقف روسيا قبل اجتماعات ميدفيديف مع زعماء حلف الاطلسي في 20 نوفمبر تشرين الثاني في لشبونة وهي اول قمة منذ حرب روسيا مع جورجيا في أغسطس آب 2008 .وقال لافروف «نستطيع أن نقول إن فترة عدم التيقن بعد الحرب الباردة انتهت» وأضاف «لن نضع خطا تحت هذه الفترة وحسب لكننا سنحدد مهاما للشراكة الاستراتيجية».ومضى يقول للصحفيين «حلف الاطلسي ليس تهديدا لكن أحد المخاطر هي رغبة الحلف في استعراض قدراته العسكرية خارج اراضيه».