إذا كانت هناك مشكلة سكانية في مجتمع ما، سواء أكانت ناجمة عن زيادة السكان او ارتفاع معدل الخصوبة كما هو الحال في الدول النامية، او كانت ناجمة عن نقص السكان وتراجع معدل الخصوبة( في بعض الدول الأوروبية) فإن الأسرة هي المكان الذي ينبغي أن يبحث فيه عن أسباب وعن نتائج مثل هذه المشكلة ان الأسرة الخلية الأولى والأساسية في أي مجتمع، وبالتالي فهي المرأة التي تنعكس عليها كافة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وعلى رأسها المشكلات الديموغرافية والسكانية وإذا كانت الاسرة هي العنصر الاساسي في تكوين المجتمع فإن الانسان هو العنصر الاساسي في تكوين الاسرة ويبدأ الاهتمام بهذا الانسان ليس فقط من كونه طفلاً ولكن من كونه جنيناً في بطن أمه، مروراً به خلال مراحل تطوره المختلفة بدءاً من الطفولة المبكرة، الى الطفولة المتأخرة الى المراهقة والبلوغ ثم النضج لتبدأ مرحلة جيدة وهي التفكير في الزواج وتكوين الاسرة ولذلك تختلف أشكال الاسرة ووظائفها باختلاف مستوى النمو الاقتصادي والاجتماعي فالأسرة مؤسسة اجتماعية تبعث عن ظروف الحياة الطبيعية، وهي نتاج بشري صادر عن الإنسان وتتأثر به فتبدل النظم الاقتصادية وتطور الاحتياجات والاعراف والممارسات الاجتماعية يتحكمان في تكييف الشكل الذي تقوم عليه الاسرة وفي تحديد الروابط بين افرادها، وفي تطوير وظائف والطبيعة الاجتماعية من اهم الوظائف الاساسية للأسرة هي الوظيفة البيولوجية، والمتمثلة في ارضاع الطفل من الثدي لمدة عامين وتمنحه من خلال ذلك الشعور بالدفء والاطمئنان وحنان الوالدين والوظيفة الثقافية من حيث ان الاسرة هي صلة الوصل بين الفرد والمجتمع وهي الاطار العام الذي يحدد تصرفات الافراد عن طريق نقل القيم المتوارثة والعادات والأعراف والتقاليد وقواعد السلوك والاداب العامة وهي المعلم الاول والذي يقوم بتكييف الافراد اجتماعياً للوظيفة الاقتصادية من حيث اعتبارها مؤسسة إنتاجية استهلاكية في وقت واحد وللوظيفة النفسية والاجتماعية من حيث قيام الاسرة بتزويد الاطفال بمختلف الخبرات الضرورية بما في ذلك اللغة والدين والمركز الاجتماعي وهي الوسط الملائم لاقامة الكيان النفسي السليم المتوازن لعناصرها ولكي تستطيع الاسرة ان تقوم بوظائفها البيولوجية والاجتماعية خير قيام لابد التقييد بجملة من القواعد التي باتت معروفة باسم ( تنظيم الاسرة) وذلك من اجل ان تكون الاسرة سواء من حيث الكم (عدد الافراد) او من حيث الكيف (نوعية وخصائص هؤلاء الافراد الصحية والثقافية )عنصراً فاعلاً ومؤثراً في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية بصورة عامة وفي العملية التنموية بصورة خاصة.د.فهد محمود الصبري
الأسرة والمجتمع
أخبار متعلقة