إذا كنت داخل المشكلة فلا يمكن ان ترى حجمها الطبيعي.. إذا كنت طرفاً فيها فسيكون من الصعب ان تتفهم مواقف الأطراف الأخرى.. لابد ان تخرج من ذاتيتك وتجلس على مقعد المشاهدين فربما فهمت للمشكلة ثلاثة أطراف: الأبنة والأهل والرجل المتزوج ولكل طرف منهم رؤية مختلفة عن الآخر.فالابنة ترى ان القدر ظلمها ومن تحب فرض عليه زوجة لا تفهمه وفرض عليها أهلاً لا يفهمونها هي لم تختر أهلها ولم تختر حبيبها فهم قدر الزمان وهو قدر القلب.. الأهل بشكل عام يرون أن طفلتهم قد ابتعدت عن الطريق الصحيح الذي رسموه لها.الرجل المتزوج إذا افترضنا تورطه في العلاقة فهو أما صادق في مشاعره تجاه الفتاة فيذهب إلى تحميل زوجته مسؤولية فشل العلاقة الزوجية بينهما وأما "دون جوان" يحب أن يرضي غروره.. فهذا النموذج من التفكير السائد بين فتيات هذا الجيل ليس حالة مرضية وانما هو نزعات غير ناضجة.. فالكل إنسان تركيبة شخصية أدت إليها أسباب لا حصر لها ويمكنك ان تجد أربعين فتاة أحببن أربعين رجلاً متزوجاً ولكل حالة منهن اسبابها الخاصة كما أن هناك تفاعلات عديدة تؤدي إلى ذات النتيجة.ولو هناك تصرف سليم لما كانت هناك مشكلة فلكل حالة ظروفها الخاصة اعترف بأنه يوجد في المجتمع ظاهرة ملاحقة الفتيات للرجل المتزوج وأنا في حياتي لم اتعرض لهذه العلاقة ربما لانني ارفضها تماماً وانفر منها .. فهي ظاهرة موجودة واثارها المدمرة تنعكس على حياة ونفسية عدد كبير من الزوجات والأولاد والسؤال لماذا؟ هل لان الرجل المتزوج أكثر جاذبية في نظر الشابات أم لانه مستقر مادياً ويملك تحقيق احلام الصبايا.. لماذا؟الجواب هو ان الرومانسية تراجعت والمشاعر والعواطف ضمرت وسيطر العقل على المواقف هو الذي يتدبر ويتفكر ويبحث عن أحسن الظروف وبالتالي عقل الفتاة يقودها للبحث عن الزوج الجاهز الذي يوفر لها حياة رغدة وسهلة ومريحة.. فالحياة في نظرها أقصر من أن تكافح مع شاب أمامه مشوار طويل ربما هذه مشاعر عامة تنعكس على كل مظاهر حياتنا الاتكالية.. فالأرض تعطي بمجهود قليل والنهر يجري بتراخي فيمد الفلاح باحتياجاته والدولة تستورد من الدول النشيطة فلماذا أذن لا تبحث الفتاة هي الأخرى عن الزوج الجاهز.فنحن جميعاً مشتركون في قتل الرومانسية لاننا لا نقدم إلا النماذج الجاهزة في أعمالنا ونغفل عن النماذج الإيجابية القوية المكافحة ولا نفسح للعواطف مساحة كبيرة في أعمالنا .. إن الآراء تختلف سواء في الأسباب أو في النتائج، وخلاصة القول في هذا الموضوع ان التدخل المباشر من الأهل مع تضخيمهم للمشكلة قد يفسد الأمور وكذلك تجاهلهم للأمور وتسطيحها.. ان الحل الوحيد المتاح هو في إقامة حوار بينهم وبين بناتهم.* داليا عدنان صادق
قد تواجه هذا الموقف!!
أخبار متعلقة