في كتابه "اصل الانواع" كتب دارون ان العين شديدة التعقيد الى حد ان تطورها من خلال الانتخاب الطبيعي يبدو صعب التصور ومنافيا للعقل، وقال دارون ان مفتاح اللغز يكمن في العثور على عيون متوسطة التعقيد في المملكة الحيوانية قد تظهر مرحلة وسطى بين العين البسيطة والعين الشديدة التعقيد.واليوم تكشف دراسة تفصيلية جدية اجريت في جامعة لوند السويدية لعيون قنديل البحر الصندوقي عن واحد من هذه المراحل الوسطى الاخاذة.وقنديل البحر الصندوقي كائن فريد شديد السمية، وهو ساحر الجمال ذو 42 عينا واربعة ادمغة متوازية وستين فتحة لاطلاق السموم.وتتوزع العيون على عناقيد تنتشر على النواحي الاربع لجسمه شبه المكعب، وست عشرة من هذه العيون هي ببساطة اشبه بندوب من صبغيات حساسة للضوء، لكن زوجا من العيون في كل عنقود معقد التركيب على نحو مدهش مع عدسة متطورة ، وشبكية، وقزحية، كل هذا في عين عرضها 1ر5 ملليمترات.وتركيب العدسة فريد نظرا لان معامل الانكسار وهو مدى كسرها للضوء يتدرج من ناحية الى اخرى، ولان الصورة تتكون خلف الشبكية فانها تظهر ضبابية وبالتالي فان عيون قنديل البحر الصندوقي قادرة على رؤية الاجسام الكبيرة الساكنة بينما تتجاهل العوالق من كائنات حيوانية او نباتية صغيرة معلقة في التيارات المائية، ويبدو ان تلك كانت المرحلة التي بدأ منها تطور العيون القادرة على رؤية الصورة واضحة. عبدالعزيز الدويلة
قنديل بحر متعدد الأعين قد يحل لغز دارون
أخبار متعلقة