[c1]فكِّر بغيرك[/c]وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ[لا تَنْسَ قوتَ الحمام]وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ[لا تنس مَنْ يطلبون السلام]وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ[مَنْ يرضَعُون الغمامٍ]وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ[ لا تنس شعب الخيامْ]وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ[ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام]وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ[مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام]وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك[ قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام ]____________________[c1]حين تطيل التأمل[/c]حين تُطيل التأمُّلَ في وردةٍجَرَحَت حائطاً، وتقول لنفسكَ:لي أملٌ في الشفاء من الرمل /يخضرُّ قلبُكَ...حين تُرافقُ أُنثى إلى السيركذاتَ نهارٍ جميلٍ كأيثونةٍ ....وتحلُّ كضيفٍ على رقصة الخيل /يحمرُّ قلبكَ ...حين تعُدُّ النجومَ وتُخطئُ بعدالثلاثة عشر، وتنعس كالطفلفي زُرقة الليلِ /يبيضُّ قلبُكَ ...حين تَسيرُ ولا تجد الحُلْمَيمشي أمامك كالظلّ /يصفرُّ قلبك ...____________________[c1]لا أعرف الشخص الغريب[/c]لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ...رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش،مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً. لمأجد سبباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟وأين عاش، وكيف مات [ فإن أسبابالوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة].سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرىعَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أعلم أنهلن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كييُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة[ ما الحقيقة؟] رُبَّما هُوَ مثلنا في هذهالساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحدهالشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح،ولم يَرَ الموت المحلِّقَ فوقنا كالصقر...[ فاًحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتىنيام هادئون وهادئون وهادئون ] ولمأَجد سبباً لأسأل: من هو الشخصالغريب وما اسمه؟ [ لا برقيلمع في اسمه ] والسائرون وراءهعشرون شخصاً ما عداي [ أنا سواي]وتُهْتُ في قلبي على باب الكنيسة:ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌأو سارقٌ، أو قاتلٌ ... لا فرق،فالموتى سواسِيَةٌ أمام الموت .. لا يتكلمونوربما لا يحلمون ...وقد تكون جنازةُ الشخصِ الغريب جنازتيلكنَّ أَمراً ما إلهياً يُؤَجِّلُهالأسبابٍ عديدةْمن بينها: خطأ كبير في القصيدة____________________[c1]الآن في المنفى[/c]الآن، في المنفى ... نعم في البيتِ،في الستّينَ من عُمْرٍ سريعٍيُوقدون الشَّمعَ لكفافرح، بأقصى ما استطعتَ من الهدوء،لأنَّ موتاً طائشاً ضلَّ الطريق إليكمن فرط الزحام.... وأجّلكقمرٌ فضوليٌّ على الأطلال,يضحك كالغبيفلا تصدِّق أنه يدنو لكي يستقبلكهُوَ في وظيفته القديمة، مثل آذارَالجديدِ ... أعادَ للأشجار أسماءَ الحنينِوأهمَلكْفلتحتفلْ مع أصدقائكَ بانكسار الكأس.في الستين لن تجِدَ الغَدَ الباقيلتحملَهُ على كتِفِ النشيد ... ويحملكْقُلْ للحياةِ، كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس:سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّوكيدهنَّ. لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ:هَيْتَ لَكْ / ما أجملَكْ!سيري ببطءٍ، يا حياةُ ، لكي أراكبِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ فيخضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُسرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ!قُلْ للغياب: نَقَصتنيوأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ!____________________[c1]إن مشيت على شارع[/c]إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاويةقُل لمن يجمعون القمامة: شكراً!إن رجعتَ إلى لبيت، حيّاً، كما ترجع القافيةبلا خللٍ، قُلْ لنفسك: شكراً!إن توقَّعتَ شيئاً وخانك حدسك،فاذهب غداًلترى أين كُنتَ، وقُلْ للفراسة: شكراً!إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى«مَنْ هناك؟» فقل للهويّة: شكراً!إن نظرتَ إلى وردةٍ دون أن توجعكْوفرحتَ بها، قل لقلبك: شكراً!إن نهضت صباحاً، ولم تجد الآخرين معكيفركون جفونك، قل للبصيرة: شكراً!إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك،كن ولداً طيباً!ليقول لك الربُّ: شكراً!____________________[c1]كمقهى صغير هو الحبّ[/c]كمقهى صغير على شارع الغرباء -هو الحبُّ ... يفتح أبوابه للجميع.كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ:إذا هَطَلَ المطرُ ازداد رُوّادُهُ،وإذا اعتدل الجو قلُّوا وملُّوا...أنا ههنا - يا غربيةُ - في الركم أجلس[ما لون عينيكِ؟ ما اسمكِ؟ كيفأناديك حين تَمُرِّين بي، وأنا جالسفي انتظاركِ؟ ]مقهى صغيرٌ هو الحبُّ. أطلب كأسينبيذٍ وأشرب نخبي ونخبك. أحملقبّعتين وشمسية. إنها تمطر الآن.تمطر أكثر من أي يوم، ولا تدخلين.أقول لنفسي أخيراً: لعل التي كنتأنتظرُ انتظَرَتْني ... أو انتظَرتْ رجلاًآخرَ - انتظرتنا ولم تتعرف عليه / عليَّ،وكانت تقول: أنا ههنا في انتظارك.[ما لون عينيكَ؟ أي نبيذْ تحبُّ؟وما اسمكَ؟ كيف أناديك حينتَمُر أمامي]
أخبار متعلقة