* لا يشك اثنان ، ولا يختلف فضلان ، في أن الزكاة ركن من الأركان الخمسة للإسلام ، لا يقبل إسلام امرئ مع إنكار فرضها ، عمداً وجحوداً .. وقرر ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : “ بُني الإسلام على خمسٍ : شهادة أن لا إله إلاَّ الله .. وأن محمداً رسول الله ، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان “ !! ولما أمتنع المرتدون أول عهد أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ عن دفعها اعتقاداً منهم بسقوطها بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاتلهم عليها أبوبكر وقتل فيها زعيمهم مسيلمة الكذاب وقتل فيها من الصحابة كثير ، أغلبهم حفاظاً للقرآن .. وقال حينها أبوبكر ـ رضي الله عنه ـ : “ لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقاتلتهم عليه ، والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة “ !!وعرفت هذه الحرب بحرب الردة ، وانتصر فيها خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش مسيلمة ، وأعلى الله به منار الدين كما جمع به كلمة المسلمين !!وكتَابُ “ الزكاة في الفقه الإسلامي : ، كتابُ جمُ الفوائد والمسائل ذات الصلة ، ويحوي أبواباً مهمة في مرجع الطالبين في مسائل الزكاة ، ويجمعها السلطان ، ويبعث عُماله وسعاته لجبايتها من أهل فضول الأموال على الا يرتشوا ولا يقبلوا عطاء أو إهداء زيادة على ما قسم الله لهم من نصيب الأسهم الثمانية .. وعندما جاء إبن اللتيبية بشيء فقال : هذا لكم ـ أي الزكاة ـ وهذا أُهدي إلي!! قال حينها الرسول صلى الله عليه وسلم: ما بال الرجل نستعمله على عمل ونجعل له جعلاً، ثم يأتي ويقول: هذا لكم وهذا أُهدي إلي!! افلا قعد الرجل في بيت أبيه وأمه، فنظر ايهدى إليه أم لا !! وذلك لأن الله سبحانه وتعالى جعل للسعاة سهماً وسماهم “ العاملين عليها “ .ولما آلت الخلافة لذي النورين “ عثمان بن عفان” ـ رضي الله عنه ـ جعل أمرها إلى أصحابها بعد أن قويت شوكة الإسلام ، وتربى الصغير وهرم الكبير على استيعاب فرضها ومصارفها !! .. وتقوم بعض الحكومات الإسلامية بجبايتها عبر أجهزة رسمية أنشأتها لهذا الغرض ، وتعرف في اليمن بـ “ مصلحة الواجبات الشرعية “ إلا أن قصوراً وخللاً ملحوظين “ بالعين المجردة “ قد شوه جمال هذا الفريضة “!” ومالأ النفوس عليها “!” وجعلها موضع استفهام دائم “!” حول الغرض الشرعي ـ الحق ـ منها والأساس الذي يقوم عليه تصرف اغلب سعاتها غير اللائق بها “!!” والمصارف الستة تؤول إليها “!!!” .. وأين دور العلماء فيها ومنها “!!؟”.وما هي أدلة بعض البنود الذي تؤخذ الزكاة عليها ؟ .. ومن هم العلماء ـ ولو واحد ـ الذين أجازوا أخذ زكاة الفطر بعد رمضان “؟؟!” إلى غير ذلك مما يطرحه الواقع بإلحاح ؟!والذين تؤخذ منهم الزكاة هم مسلمون اقحاح “!” كابراً عن كابر، وأباً عن جد !! وليسوا أتباع “ مسيلمة “ ولا جاحد لها بينهم ولا مرتد ! كما ان سعاة جمعها ليسوا ـ بالتأكيد ـ جنود الصديق ـ رضي الله عنه ـ !!تُرى “!” هل من الفضيلة بمكان أن ترسل السعاة مشحونة بالجفوة ، مبرمجة على الجباية دون تقدير لظروف الكساد والركود والتهريب والتضخم وغلاء الرسوم والإيجارات والفواتير والضرائب و “ المكوس الأخرى “ الأمر الذي يجعل من مسألة تحصيل مسمى الزكاة محل طلب إعادة نظر وتقييم ، ونأمل من العلماء دراسة القضية وفحص الأصول الفقهية التي تعرضت للعبث من تأخير زكاة الفطر حتى ينقضي رمضان براتب المواطن الذي لا يكفيه إلى اليوم السابع على أفسح تقدير “!!” كما حدث في الأعوام السابقة ، وكذا زكاة الإيجارات مقدماً دون أن يحول على ما تبقى منها الحول كشرط شرعي لجبايتها ، وفي هذا العام أتحفتنا إدارة الواجبات بخصم زكاة خمسة أشخاص على الشخص الواحد وهو أمر ما أنزل الله به من سلطان وليس مفروضاً حتى في الجزية المفروضة على اليهود والنصارى والمجوس ، وعلى ولاة الأمر إحترام الشرع عند تطبيقه إذا أرادوا تعظيمه وإلا يدعوه معظماً في القلوب مصوناً من لوثات أيدي العابثين به عند تحصيل الزكاة . ولست في هذا الموضوع ضد أحد بعينه ، ولا تلك عادتي ، ولا ضد جهة ما ، ولكنها وجهة نظر ، كفلها الله والشرع والعُرف والقانون ، ولا يتحسس منها إلا من شذ عن هذه الكفالة ، ورأى نفسه عالياً فوق الآخرين .. وأرجو الا يكون له وجود ، أملاً في التصحيح ، وطمعاً في ما عند الله لقائل الحق “!” ، وتعاوناً على التقوى كي ينفع في يوم لا ينفع فيه الظالمين معذرتهم ..!! ولا حميم لهم فيه “ ولا شفيع يطاع “ !! .
من أجل إصلاح الزكاة !!
أخبار متعلقة