مقاتلو حزب الله يدمرون ثلاث دبابات إسرائيلية في اشتباكات جديدة بالجنوب
بيروت/ وكالات: خرقت إسرائيل تعليق القصف الجوي لجنوب لبنان بشن غارات جوية قرب قرية الطيبة جنوب لبنان دعما لجنود العدوان الإسرائيليين في اشتباكات متواصلة مع المقاومين اللبنانيين . وقالت مصادر بحزب الله إن اشتباكات عنيفة بين مقاتليه والقوات الإسرائيلية تدور على محور بلدتي كْفَركِلا والعديسة مما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين وتدمير ثلاث دبابات. وقد وقع ذلك عندما حاول رتل من الدبابات الإسرائيلية التقدم باتجاه البلدتين فتصدى له مقاتلو حزب الله ودمروا ثلاث دبابات. وقالت الشرطة اللبنانية إن اشتباكات عنيفة تجري بالقطاع الشرقي من الجنوب حول تلة العويضة التي تبعد 700 متر عن الحدود بين البلدين، وهي تقع بين العديسة وكفر كلا جنوب غرب مرجعيون. وأقر جيش العدوان الإسرائيلي أن طيرانه نفذ غارة جوية قرب قرية الطيبة بنفس القطاع الذي تقع فيه بلدتي العديسة وكفر كلا، لدعم قواته البرية، في إشارة إلى تقدم الدبابات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية. كما قصف سلاح البحرية الإسرائيلي موقعا للجيش اللبناني عند جسر القاسمية شمال مدينة صور مما أدى إلى مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين. وطالت الغارات الإسرائيلية عدة بلدات بالقطاع الشرقي لجنوب لبنان من بينها بلدة كفر شوبا وأطراف كفر حمام. وفي ظل التوتر الحذر الذي ساد بالساعات الأولى أمس عقب زعم إسرائيل تعليق القصف الجوي لمدة 48 ساعة، استؤنفت أعمال الإغاثة بحثا عن ضحايا المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال أمس الاول في بلدة قانا. وقد سقط بتلك المجزرة أكثر من 60 شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء. ومعظم شهداء المجزرة من أسرتين التجأتا لمنزل على سفح تلة للاحتماء من القصف الإسرائيلي.وكانت أعمال الإغاثة توقفت الأحد مع حلول الليل، وقد سمحت بانتشال 30 جثة غالبيتها لأطفال. وواصل عمال الإغاثة أمس البحث تحت الأنقاض عن الجثث الباقية. من جهته يحاول فريق من الصليب الأحمر انتشال جثث نحو 50 قتيلاً في بلدة صريفا شرقي مدينة صور. وقد تمكنوا حتى الساعة من انتشال 26 جثة. وتعود هذه الجثث لقتلى سقطوا بقصف إسرائيلي للمدينة يوم 19 يوليو. على صعيد آخر ترك عشرات آلاف الجنوبيين أمس قراهم واتجهوا شمالا في اليوم الـ20 من العدوان على لبنان. وقد تواردت أنباء عن إطلاق مقاتلي حزب الله أربعة صواريخ على منطقة كريات شمونة، إلا أن السلطات الإسرائيلية نفت تلك الأنباء. وكان حزب الله قد أطلق أمس الاول 150 صاروخا باتجاه شمالي إسرائيل استهدف معظمها مستوطنة كريات شمونة. وخلفت تلك الصواريخ خسائر مادية فادحة. كما أعلن حزب الله أن مقاتليه تصدوا لقوة من لواء غولاني الإسرائيلي تسللت عبر مشروع الطيبة، وقتلوا ثمانية من أفرادها. وأضاف بيان للمقاومة الإسلامية -الجناح العسكري للحزب- أن المروحيات الإسرائيلية "عجزت عن نجدة القوة الغازية، فيما يسيطر المجاهدون بشكل عام على المنطقة ويلاحقون أفراد القوة من نقطة إلى أخرى". في هذه الأثناء، أعلن قائد العمليات في رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي ايسنكات أن الجيش "سيقيم حتى يوم الأربعاء منطقة أمنية بعمق كيلومترين لن يكون فيها أي بنية أو اثر لوجود حزب الله" في جنوب لبنان. وأعلنت إسرائيل التعبئة في صفوف آلاف الاحتياطيين لكنها نفت رغبتها في إعادة احتلال لبنان. وأكدت الشرطة اللبنانية مقتل 65 مدنيا بينهم 37 طفلا في الغارة التي استهدفت قانا فجر الأحد وخلفت دمارا هائلا في المباني ودفنت الكثير من القرويين تحت الانقاض. وأعلنت بهية الحريري, النائبة عن جنوب لبنان, أن 15 من الأطفال القتلى كانوا معوقين. وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى مساء الأحد إعلانا أعرب فيه "عن أسفه العميق للخسائر في الأرواح البشرية" في القصف الإسرائيلي على قانا (لبنان)، لكنه لم يصدر إدانة، كما لم يطالب بهدنة فورية، بسبب معارضة الولايات المتحدة. وجاء في الإعلان الذي تلاه السفير الفرنسي جان-مارك دو لا سابليير الذي يرأس مجلس الأمن لهذا الشهر، أن المجلس "يشعر بصدمة واضطراب كبيرين جراء قصف قوات الدفاع الإسرائيلية مبنى سكنيا في قانا (جنوب لبنان) تسبب في مقتل عشرات المدنيين وخصوصا من الأطفال وأدى إلى إصابة كثيرين آخرين". وأضاف الإعلان الذي أقر بالاجماع لكنه لا ينطوي على طابع الزامي، أن المجلس "يعرب عن أسفه العميق لهذه الخسارة في الأرواح البشرية البريئة ومقتل مدنيين في النزاع الراهن ويكلف الأمين العام (كوفي انان) أن يقدم له تقرير خلال أسبوع حول ظروف هذا الحادث المأساوي". وبناء على إلحاح الولايات المتحدة, ألغيت صيغ أشد حزما كانت واردة في نسخ أولية للإعلان، ومنها تلك التي وصفت القصف على قانا بأنه "عمل غير مقبول". وقال السفير الأمريكي جون بولتون في تصريح صحافي "نعترض على كل صيغة تستخلص نتائج مبكرة مما حصل". كذلك حملت واشنطن التي تريد منح إسرائيل مزيدا من الوقت لضرب حزب الله, مجلس الأمن على الموافقة على سحب فقرة من الإعلان تطلب "الوقف الفوري للأعمال الحربية". وأعرب عدد من الدبلوماسيين عن أسفهم لخلو الإعلان من صيغة أشد حزما، وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين "رغب بعض الأعضاء في صدور إعلان أشد حزما, ورفض آخرون. لكن هذا النص مرض". وقال السفير الفرنسي "كنا نفضل عبارات أقوى... لكن النص هو نتيجة تسوية ومقبول". واعتبر بولتون أن الإعلان خلال مناقشات المجلس عن أن إسرائيل ستعلق غاراتها الجوية طوالـ 48 ساعة, أدى إلى تأثير إيجابي على المناقشات. وقال "هذا مؤشرا إلى حسن نية". وقال نهاد محمود مسؤول وزارة الخارجية اللبنانية للصحفيين انهم كانوا يتطلعون إلى تحرك أقوى وصيغة أعنف لكنه أبدى الاعتقاد بان البيان كتب بشكل يلزم المجلس بمزيد من الإجراءات. من جهة اخرى امتدح وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إيران في تصريحات له أمس ببيروت، وقال إنها تلعب دورا فريدا وجديرا بالاحترام في الشرق الأوسط. وذكر بلازي بعد وصوله بيروت لبحث تطورات الهجوم الإسرائيلي مع مسؤوليها، أن بلاده لن تقبل بضرب الاستقرار في لبنان لأنه يقود إلى ضرب استقرار المنطقة بأسرها. وأضاف أن هناك دولة كبيرة في المنطقة كإيران "وشعبها وحضارتها العظيمين اللذين يحظيان بالاحترام"، يمكن أن تلعب دورا داعما لاستقرار المنطقة. ووصل بلازي إلى بيروت قبل ساعات من وصول نظيره الإيراني منوشهر متكي إليها لبحث تطورات الهجوم الإسرائيلي مع المسؤولين اللبنانيين. في هذا السياق قالت روسيا إنها ترى أن وقفا "فوريا" لإطلاق النار بات ضروريا أكثر من أي وقت مضى بعد مجزرة قانا التي تشكل "انتهاكا فاضحا" للقانون الإنساني. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين في أول رد بعد مجزرة قانا إن مأساة البلدة "تؤكد مجددا ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية وإراقة الدماء وأعمال العنف في لبنان".