اقواس
شفاء منصرلاشيء تبذل على صعيد طرق تدريس اللغة العربية في مدارسنا، نفس الطريق التقليدية القديمة التي ظل المعلمون ينتهجونها ويتعاطون معها منذ أجيال لاتتغير ولاتتبدل بل تتكرر بطريق مملة تنفر الطلاب من الاقبال على تعلمها ومحبتها والمشهد ذاته يتكرر في (حصة اللغة العربية) المدرس يتحدث والطالب يصغي ويكتب مجرد مستمع سلبي _ وتلك الطريقة النمطية في تدريس اللغة العربية عن طريق الاستماع والكتابة فقط تؤكد على مدى الغبن الواقع على اللغة العربية (وعاء ثقافتنا البديع) وعلى الطالب الذي يجد نفسه مرغماً على الإنصات طوال الوقت ومحروم من التعرف على المهارات الأخرى التي تمتلكها لغتنا العربية حافظة تراثنا الفكري والحضاري ونحن للأسف نهمل عند تدريس مادة اللغة مسألة الربط بين عنصري (الاستماع والتحدث) وهذه مسألة في غاية الأهمية ولنأخذ مثلاً المدارس الأجنبية التي تكرس 75 من عملية تدريس اللغة للاستماع والمحادثة معاً) بينما مدارسنا لاتهتم كثيراً بتعليم طلابها هذه المهارات والنتيجة أن اغلب طلابنا يتعثرون في تعلم واستيعاب لغتهم الأم ولايحسنون التعبير بها.وحتى الأسرة لاتمنح أبناءها تلك الفرصة في المنزل ولاتخلق الجو الملائم ليتدرب الطالب على فن المحادثة والتعبير عما يجيش في نفسه من أفكار ومشاعر ليستفيد من تلك المهارة في مستقبل أيامه.بل تحرص الاسره والمدرسة معاً على أن يكتب التلميذ من أول يوم في المدرسة وأن يؤدي واجباته كتابه بينما المفترض أن لايكلف التلاميذ الصغار خلال سنواتهم الدراسية الأولى بمثل ذلكم التكليف الثقيل الذي يؤدي الى عكس مانتوقع الى شعور التلميذ بالضيق والنفور من تعلم مادة اللغة العربية والسبب عقم مناهج تدريس تلك المادة بفروعها المختلفة.ويحضرني في مثل هذه العجالة أراء صائبة قرأتها لأحد الكتاب وهو يتعرض في مقاله له عن مسارب الأخطار التي تتعرض لها اللغة العربية ومن ضمنها مناهج التدريس حيث يقول: (لقد وجدت الأجيال العربية الحديثة صعوبات شتى في استيعاب قواعد اللغة العربية ونحوها وصرفها وبيانها في المدارس الرسمية والأهلية التي تربوا فيها وذلك بسبب ضعف المناهج التدريبية في مواد اللغة العربية ونتيجة لذلك كله فلقد غدا المثقف العربي الجديد عدواّ لدوداّ لنحو لغته وصرفها وبيانها ودفعه ذلك إلى الايغال في استخدامه كل ماهو غريب وهجين وعامي فيها أن أحد الأسباب الأساسية في حدوث هذا النكوص المخيف هو عقم المناهج لتدريس اللغة العربية في معظم المدارس العربية وهكذا قاد ضعف المناهج الى ضعف في التكوين اللغوي والثقافة العربية)