الجميع يتفق على ان المدارس هي الموقع والمحك العملي والميدان التربوي والجبهة التعليمية الحقيقية التي فيها تكافح ادارة المدرسة والمعلمون والعاملون الكفاح المضني والشاق في ظل شحة الحاجات والمتطلبات والمستلزمات الدراسية.. وبما يعانيه فلذات اكبادنا من ظاهرة التدني الملازم في مجمل المحصلات العلمية والمعرفية وبالذات بين ابنائنا التلاميذ الصغار في السنوات الدراسية الدنيا من (1- 4) بالتحديد!.. حيث لم يتمكن تلميذ اليوم من كتابة الاحرف وقراءة العبارات بالدقة وبالطلاقة التي كان عليها تلميذ الامس!!.. ولازلنا في عدن نتذكر مع انفسنا ومع آبائنا وأجدادنا الوضع التربوي والتعليمي قبل الاستقلال .. واهتمام دائرة المعارف آنذاك بالمراحل الاساسية للسنوات الاربع الابتدائية وفق السلم التعليمي المعمول به حينذاك واعطاء الاهمية والاهتمام الخاص لهذه السنوات الدنيا ومراعاة للمستويات العلميةوالنفسية للنمو العقلي والجسماني لتلاميذ هذه السنوات.. ولقد كانت لهذه الفترة المزدهرة نتائج تربوية وتعليمية مشهود لها تاريخياً وقدمت اجيال متتابعة قابلة للتطور وللتغيير في مراحل سنوات عمرها اللاحقة والمستقبلية ومانشهده في وقتنا الحاضر من بصمات ملموسة لكوادر تلك الفترة في كافة مجالات الحياة العملية دليل على قوة ومتانة أساسها التربوي والتعليمي..وعليه .. نضع عدداً من المقترحات المتواضعة للوصول الى مايمكن الوصول اليه من مثل هذه المستويات المثالية ان امكن لنا ذلك.* تسخير كافة الامكانيات المتاحة والتعامل الخاص مع مدارس التعليم الاساسي للسنوات الدنيا (1-4) وإعطاؤها الاولوية في خطط وبرامج مكاتب التربية واعتبار هذه المرحلة الهامة والحساسة بمرحلة الصناعة الاولى عبر معامل ( العجينة) التي تتشكل فيها بدايات تفتح العقل التعليمي والمعرفي وتصاغ النفس التربوية للتلاميذ الصغار..* تخصيص معلمي ومعلمات هذه السنوات الدنيا من اعلى وافضل المستويات والكفاءات في علوم مراحل النمو البايولوجي والسيكولوجي والنفس التربوي.* اطلاق العنان للصلاحيات المباشرة لجهاز مكتب التوجيه التربوي واسناد المسؤولية الكاملة له عن الحصة الدراسية والتخصصات العلمية واعتباره ( مكتب مهندس البناء التعليمي ) .* الاعتماد العلمي الصادق على الكفاءات والخبرات التربوية النزيهة عند اختيار القيادات التربوية والمدرسية بعيداً عن مجالس الشللية والانتماءات الحزبية.* التفرغ النظري والعملي للقيادة التربوية في المحافظة للتخطيط والبرمجة والتحليل والتقييم والتمويل والتوجيه والمعالجة عبر دوائرها وأقسامها الفنية والادارية المالية وتوفير الدعم الكامل وتهيئة المناخات وتعميم الاستقرار الدراسي والتي بدونها يستحيل تحقيق اي تطور او تقدم.* إعتبار المكاتب التربوية في المديريات همزة وصل عاملة وليست مكتبية شكلية وكما هو عليه الآن !!* إعطاء استقلالية ادارية وفنية لمدراء المدارس ولكن بعد إعادة النظر في كفاءة وقدرة معظمهم في تحمل مثل هذه المسؤولية القيادية الجسيمة في بناء هذا الاساس التعليمي..نأمل من الاخ المحافظ الاهتمام الشخصي والدفع المسؤول بهذا الاتجاه مع قيادة مكتب التربية بعدن كبداية نموذجية مأمولة استجابة لدعوة الاخ الرئيس في الاصلاح والتغيير ولو من اجل مصلحة أبنائنا التلاميذ الصغار ( فلذات الاكباد) !والله الموفق.
لنبدأ بالطلاب الصغار
أخبار متعلقة