مؤسسة 14 أكتوبر
في مايو 2004م قيض لمؤسسة وصحيفة 14 أكتوبر التي كانت آيلة إلى غرفة الانعاش - قيض لها - أن تحظى بمكرمة القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - حفظه اللَّه - الذي أعان المؤسسة بتعيين الأستاذ / أحمد محمد الحبيشي رئيساً لمجلس الإدارة - رئيساً للتحرير .أتذكر حينها بأن العديد من الزملاء تنفسوا الصعداء واستبشروا خيراً بأن مؤسسة و صحيفة 14 أكتوبر حتماً ستشهد وثبة مهنية وتقنية وإدارية يئس الكثيرون من مجرد التفكير أو الحلم بها فيما تشاءم قلة من عديمي الملكات الصحفية المهنية والمستفيدين من سنوات الركود التي عادت على جيوب هؤلاء بمصالح غير مشروعة وكان جميع هؤلاء أشبه بدراكولا شفط المال العام لادراكهم بأن حنفية شفط المال بدون حق مشروع ستغلق حتماً ولا ريب .ولازلت أتذكر انه في أول اجتماع ترأسه استاذنا / الحبيشي وضع على الطاولة مسودة المشروع الدولي لمكافحة الفساد مذكراً الجميع بأن فخامة الرئيس دائماً ما يشدد وبكل جدية على ضرورة محاربة الفساد المالي والإداري بكافة صنوفه وعلينا العمل بكل جدية وجراءة في إطار محاربة الفساد وتجفيف منابعه دون مواربة أو وجل وعلى الجميع أن ينبذوا الخوف وأن يبتعدوا عن التعامل السطحي مع شعار محاربة الفساد .فالوطن يكاد يختنق بوباء الفساد فلماذا الخوف من التضحية في سبيل القضاء على هذا الوباء ولمزيد من التأكيد وكسر حاجز الخوف والتوجس المسيطر على الكادر الصحفي والإعلامي في مؤسسة وصحيفة 14 أكتوبر أصدر الأخ رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير توجيهاته الفورية بطباعة مسودة القانون الدولي لمكافحة الفساد بالألوان وصدر كملحق للصحيفة أثار اهتمام وإعجاب الكثيرين مع تناولات كتابية تبين أهمية القانون وخطورة عدم التعاطي الايجابي معه وقد أوكلت عملية الاشراف الصحفي للعبد لله فيما أوكلت عملية الاشراف الفني للزميل العزيز / نبيل مقبل مدير التجهيزات الفنية لمرحلة ما قبل الطباعة .أمر التوجيه الجرىء هذا نزل على رؤوسنا كالصاعقة فكل الأجهزة الحكومية والإعلامية الرسمية وغير الرسمية لم يسبق لها مجرد التطرق لمثل هذا القانون بل أجزم اننا نحن في 14 أكتوبر لم يسبق لنا مجرد السماع به .بل أن كل من كان يجرؤ على الكتابة أو الحديث عن مكافحة الفساد لا يخرج طرحه عن التناولات السطحية في أكثر الأحيان جرأة فما بالكم لو يتعلق الأمر بقانون دولي وما يتمخض عنه من مصادقات موثقة ولأن الحبيشي قد تمرس سنين طويلة في مختلف أطر القيادات الإعلامية والصحفية ولتاريخ الرجل النضالي والسياسي فقد أستطاع بحنكته انه يزيل أراجيف الخوف ويشجعنا على خوض غمار المغامرة وبالفعل بعد فترة وجيزة رأى العدد النور وبالألوان وقد احتوى نص مسودة القانون ما دار من نقاشات ومجادلات وتحفظات عليه مع افتتاحية تحليلية له وكتابات لبعض الزملاء منهم العزيز / نصر باغريب .بعد مرور ثلاث سنوات تناهى إلى مسامعنا أن جامعة عدن تعد العدة لعقد ورشة عمل حول التنظيم الدولي لمكافحة الفساد وهي مبادرة تثلج الصدور حقاً .. لذا كان لا مناص أمامنا من التذكير بأن صحيفة 14 أكتوبر كانت هي السباقة في هكذا إطار مسترشدة بالجرأة المهنية والفطنة الثاقبة لرئيس مجلس إدارتها - رئيس التحرير الأستاذ / أحمد محمد الحبيشي وهو أمر يصعب تجاوزه أو نسيانه بقدر ما يتطلب إنصافاً للحقيقة الاشارة ضمن أوراق الندوة المقدمة إلى مثل هذه المبادرة المهنية الجريئة وإتاحة الفرصة لقيادة المؤسسة والصحيفة لتقديم مداخلتها في هذا الإطار .واللَّه من وراء القصد .[c1]* أحمد علي مسرع[/c]
