أضواء
ما زالت المحاولات والدعوات مستمرة لكي يلبي القطاع الخاص التزاماته في العلاقة التي تربطه بالمجتمع، تحت العنوان العريض المسؤولية الاجتماعية، فالقطاع الخاص الذي يتمتع بسخاء القوانين ورخاء الأمن والفرص الاستثمارية ما زال بخيلا وفقيرا في تعامله مع مسؤولياته المجتمعية، والأرباح التي يجنيها في ظل البيئة الذهبية للاستثمار التي توفرها النظم الاقتصادية المعمول بها في الدولة تدخل جيوب هوامير القطاع الخاص من دون ان يدفعهم الواعز الوطني للمشاركة في عجلة تنمية المجتمع في كافة مستوياتها وقنواتها.. الا البعض. وهذا البعض قليل، من الذين لديهم اشراقات واضحة، واسهامات في هذا المجال، وهم اغلبهم تجار واساطين اقتصاد من ابناء البلد، اما البقية فلا تربطهم بهذا الامر رابط سوى الربح «والتكويش» على اكبر ثروة استغلالا لكل اشكال العطاء والرخاء الاستثماري. دعوات الحكومة لم تنقطع لهوامير القطاع الخاص من اجل تلبية الجانب الأهم في العلاقة بالمجتمع، وفي دعم مؤسساته باختلاف تخصصاتها، وما تدعو اليه الحكومة «لا يعني شحاتة» من القطاع الخاص، ولكن تفعيل نداء الواجب الوطني، فهذه المؤسسات بقدر ما يتم التسهيل لها، مطلوب منها ان ترتبط بالمجتمع الذي هو حقل استثمارها، والعملية عطاء حضاري متبادل، بقدر ما تأخذ عليك ان تعطي، وعليك ان تتفاعل مع هذا المحيط وان تنتمي اليه وينتمي اليك. هو هكذا ببساطة شديدة. ثم ان هذا النوع من العطاء لا تذهب نتائجه سدى و في مهب الريح، ولا لصالح طرف واحد، وانما كلا الطرفين مستفيد، فالتاجر الذي يدعم معرضا خيريا يعود عليه بالنفع لأنه يضع علامته التجارية في الواجهة والصدارة، ويحقق ارباحا من اعلانه واعلامه ويحقق مكانة بارزة في قبول المجتمع وافراده، وهذا ما يبحث عنه اي تاجر، ان يوسع قاعدة انتشاره وان يكون حاضرا في السوق، فما بالنا بالحضور في حياة المجتمع. «مسؤولية».. البرنامج الوطني للمسؤولية الاجتماعية اطلق خمس مبادرات يقال عنها مبتكرة في مجال المسؤولية الاجتماعية هدفها ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية وتفعيل مشاركة القطاع الخاص وتبنيها البرامج التنموية والاجتماعية والاقتصادية في المجالات الصحية والتعليمية والبيئية والثقافية والعمل التطوعي للفئات المحتاجة من شرائح المجتمع وترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية والإنسانية. هذه المبادرات هي دعوة مضافة إلى دعوات سابقة وعديدة، وصوت يضاف إلى الأصوات التي انطلقت لتكشف عن تقاعس القطاع الخاص وهواميره عن اداء واجبهم تجاه المجتمع ومؤسساته وافراده.. الأمل هو أن يتنبه هؤلاء إلى تقصيرهم، وإلى انعزالهم وابتعادهم عن المشاركة والتفاعل. [c1]*عن/جريدة ( البيان ) الاماراتية[/c]