أضواء
لم أصدق حالي مساء الخميس الماضي وأنا أصطحب بعض أقاربي إلى مركز الملك عبد العزيز الثقافي بجدة لمشاهدة الفيلم السينمائي السعودي «مناحي»، بعد أن ظللت أحلم بمثل هذه الخطوة سنوات طويلة، فالسينما كفن جميل بقيت غائبة عن حياتنا الثقافية عبر مجموعة من الذرائع تمكنت من إبقاء هذه النافذة الثقافية مغلقة.. كانت قاعة العرض تعج بأكثر من ألف مشاهد، وضعف هذا العدد ظل ينتظر دوره في الخارج، وفايز المالكي «مناحي» نجم الفيلم وسط إعجاب الجمهور يحتفل بنجاحه.هؤلاء الناس الذين جاؤوا من مختلف أنحاء المدينة، ومن مدن مجاورة على مدى عشرة أيام ليشهدوا الولادات الأولى للسينما السعودية عبروا بحضورهم الكثيف عن التوق لهذا الفن العظيم.. ولو رأى الذين يتحفظون على إقامة دور سينمائية في بلادنا فرحة الناس، وعفويتهم، وتلقائيتهم، وهم يتابعون أحداث الفيلم لأدركوا كيف يمكن أن نستفيد من السينما هذه الأداة السحرية لإيصال الكثير من المفاهيم الثقافية والقيم الاجتماعية إلى الأجيال الشابة، فالسينما أداة من الأدوات يمكن تكييفها لخدمة مختلف غاياتنا.والحديث عن السينما لا ينبغي أن يأخذني عن الحديث عن موهبة الممثل الفطري فايز المالكي «مناحي»، الذي أخاله أحد أهم نجوم الكوميديا في السعودية، فهذا الفنان الشاب في كل المسلسلات التي شارك فيها ـ باستثناء مسلسل «إخواني أخواتي» الذي عرض قبل سنوات ـ لم يجد العمل الدرامي التلفزيوني الذي يفجر طاقاته الفنية الكاملة، فهو يمتلك إمكانات إبداعية هائلة لم تأخذ مداها في غياب النصوص الجيدة والرؤية الدرامية العميقة، ورغم ذلك فرضت شخصيته المميزة ذاتها، واستطاع أن يلفت أنظار الكثيرين.اليوم ينتقل فايز المالكي «مناحي» إلى تجربة جديدة، هي تجربة العمل السينمائي، وهي دون شك أهم وأعظم، ومن حسن الحظ أن فيلمه «مناحي» ـ من إنتاج «روتانا ستوديوز» ـ هو الفيلم السعودي الأول الذي وجد طريقه إلى العرض الجماهيري في السعودية، والذي أعطى مؤشرات إيجابية مشجعة لإمكانية قيام صناعة سينما سعودية ذات جدوى اقتصادية إذا ما توفرت دور العرض.لمناحي أمنيات بحجم موهبته، ولـ«روتانا ستويوز» تعظيم سلام على مبادراتها في التأسيس لصناعة سينما سعودية رغم كل المعوقات والمحاذير. [c1]* صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية[/c]