واشنطن /14 أكتوبر/ رويترز/ من سو بليمنج:قال دبلوماسي أمريكي رفيع إن الولايات المتحدة ستدفع نفقات قوة الأمن الناشئة للحكومة الصومالية مع سعي واشنطن لتعزيز عملية السلام الهشة في البلاد.وقال فيليب كارتر القائم باعمال مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الإفريقية أول من أمس الخميس ان حكومة الرئيس باراك اوباما تريد التركيز على امن الصومال على المدى الطويل وفي الوقت نفسه محاربة ظاهرة القرصنة قبالة سواحله بعد ان شهدت هذه المنطقة هجوما صارخا على سفينة حاويات ترفع علم الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.ويمثل كارتر الولايات المتحدة في مؤتمر لمانحي الصومال يعقد في 23 من ابريل في بروكسل سيناقش مشكلة القرصنة وغيرها من المخاطر الأمنية إلى جانب أفضل السبل التي يمكن بها للمجتمع الدولي المساعدة في تحقيق استقرار الصومال.وقال كارتر لوكالة «رويترز» :«يجب أن نعمل لتحقيق استقرار الصومال من خلال حكومة فعالة تعالج المشكلات الأمنية والتي كان من بين أعراضها مشكلة القرصنة.»وترى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى الان حكومة الرئيس الإسلامي المعتدل شيخ شريف أحمد خير سبيل لتحقيق السلام في الصومال بعد 18 عاما من العنف. وكانت هذه القوى تخشى من قبل عواقب تولي الإسلاميين الحكم في الصومال.وانتخب أحمد في يناير في ظل عملية مصالحة تشرف عليها الأمم المتحدة وهي المحاولة الخامسة عشرة في الصومال لتشكيل حكومة مركزية منذ عام 1991.وقال كارتر «هذه على الأرجح أحسن فرصة سنحت للصومال منذ وقت طويل لتحقيق سلام دائم ووضع البلاد على نوع من طريق التنمية لكن الأمر محفوف بالمخاطر.»وقال كارتر إن واشنطن تتعاون مع حكومة رئيس الصومال للمساعدة في بناء قواتها الأمنية التي سيبلغ عددها في نهاية الأمر 5000 فرد. وتقوم الأمم المتحدة أيضاً بتدريب قوة شرطة جديدة.وقال كارتر «اننا نركز جهدنا على ما يمكننا فعله لتوفير الموارد لقوات الامن المشتركة.» وكان يشير بذلك الى قوة خاصة تضم رجال الميليشيات والعشائر.واضاف كارتر قوله «يجب دفع نفقاتهم ويجب ايواؤهم وتوفير المياه والطعام لهم. هذه هي النفقات الاساسية التي نعمل للمساعدة في دفعها. وهي نفقات تغطيها الحكومة الان لكن مواردهم تتقلص ونحن نتطلع الى مساعدتهم.»وتراجع إدارة اوباما الإستراتيجية الأمريكية تجاه الصومال لكن كارتر قال انه يتوقع تخصيص ما بين خمسة ملايين وعشرة ملايين دولار للمساعدة في دفع أموال لقوات الأمن المحلية وإطعامها وتدريبها.وتدرس الولايات المتحدة التي تساعد كذلك في دفع أموال لقوات الاتحاد الأفريقي في الصومال آلية مالية تضمن إنفاق الأموال بشكل شفاف للمساعدة في دعم الحكومة الجديدة في مقديشو.وتتعاون واشنطن مع البنك الصومالي المركزي ومحاسبين مقرهم كينيا وآخرين لإنشاء هذه الآلية. وقال كارتر إن هناك أملا في أن يودع مانحون غربيون وعرب أموالهم في هذا الحساب أو الآلية وهو ما سيتم بحثه في اجتماع بروكسل.وأضاف كارتر أن الولايات المتحدة تفكر كذلك في سبل لمساعدة الحكومة الجديدة دون أن يدلي بمزيد من التوضيح.وزار وزير الخارجية الصومالي الجديد واشنطن الشهر الماضي للاجتماع مع كارتر ومسؤولين أمريكيين آخرين لمناقشة الكيفية التي يمكن أن تقدم بها الولايات المتحدة المساعدة.وكان آخر تدخل أمريكي في الصومال انتهى نهاية مأسوية واضطرت القوات الأمريكية للانسحاب. وقال كارتر إن واشنطن تخطو بحذر تاركة القيادة للأمم المتحدة.وقال كارتر «تعلمنا الكثير منذ التسعينات. الدور الحقيقي لنا هو دور داعم وأن نكون مفيدين بقدر ما نستطيع بأسلوب تحفيزي حتى يستطيع الصوماليون أنفسهم التقدم بعملية السلام إلى الأمام.»وقتل 18 جنديا أمريكيا وأصيب 73 آخرون في «معركة مقديشو» في أكتوبر تشرين الأول عام 1993 . وكانت المعركة التي جسدها الفيلم الروائي (سقوط طائرة بلاك هوك) هي بداية النهاية لقوة حفظ السلام المشتركة بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة التي غادرت الصومال عام 1995 .
أخبار متعلقة