14 أكتوبر تقدم جمال جميل
[c1]* أتهم باغتيال جعفر العسكري رئيس الأركان العراقي وحكم عليه بالإعدام[/c] لقاء/ ذكرى النقيب:بدأ الحديث في ذلك المنزل العابق برائحة النضال والكفاح وحب العدالة والسلام الحالم بالغد الأفضل لكل اليمن ولكل اليمنيين رجالاً ونساءً شعرنا بمشاعر الفرح والابتهاج كوننا التقينا أولاد ذلك الشهيد الذي قدم من أرض العراق لخدمة اليمن ومواطنيه في عهد كانت اليمن لاتزال تعيش في مرارة البؤس والحرمان والفقر والظلم والاضطهاد بعيدة عن الحياة المدنية وأبسط مقومات العيش الكريم.كما لا ننكر مشاعر التقصيرتجاه هذه الأسرة وتجاه أسر جميع الشهداء الذين صنعوا الدولة اليمنية وأعادوا للإنسان كرامته وللأرض قيمتها واسسوا لدولة لها كيانها وسيادتها على المستوى الدولي والإقليمي.شعرت بأن تاريخنا لم يكتب بعد بطريقة علمية باستثناء بعض المحاولات لكتاب قلائل ولمراكز توثق بعض الندوات التي تترك أشجان أخرى عن الماضي، ومن ناضل ليصنع الغد الأفضل للأجيال اليمنية، تاريخ سيذكر الجميع الشباب والأطفال والطلائع ويحكي قصص وبطولات من قدموا أرواحهم في سبيل ان تحيا اليمن كريمة، وفي سبيل أن ينعم أبناءها بغدٍ أفضل، تاريخ يقدر هؤلاء ويضعهم في المكانة التي يستحقونها. بالإضافة إلى تقصير الصحافة اليمنية في تقديم هؤلاء إلا فيما ندر وللبعض فقط.سعادة أبناء الشهيد واحتفائهم بصحيفتنا أعادت للنفس أشياء كثيرة وزرعت حماس أكبر لتتبع هذا التاريخ وأسر الشهداء وتقديم مادة للقارئ يستفيد منها ويتجه بعدها للعمل والإعمار.ووجدت نفسي أشكر بامتنان الزميل عبدالله بخاش الذي أوجد فكرة اللقاء وعانى الكثير حتى وجد أول خيط يوصلنا بأبناء الشهيد وأجرى العديد من المكالمات الهاتفية التي مكنتني من إجراء هذا الحوار نتيجة للجهد الحثيث والجاد الذي بذله الزميل.. فله التقدير والتحية.بدأت الحوار ذو الشجون الكثيرة مع اسرة الشهيد والبداية كانت مع الدكتورة التي قدمت نفسها للقارئ في هذه البطاقة:[c1]* [/c] د. سميرة جمال جميل شقيقة السفير السابق جميل جمال جميل والدكتور محمد جمال جميل وكيل وزارة النفط سابقاً.[c1]* [/c] أستاذ مشارك في كلية الهندسة ـ جامعة صنعاء ـ قسم الهندسة المعمارية.[c1]* [/c] أول مهندسة معمارية في اليمن وأول دكتورة في قسم الهندسة بجامعة صنعاء.[c1]* [/c] من مواليد 1948مأرادت الدكتورة أن تستمع في البدء إلى الأسئلة التي وضعتها.. فقاطعها الأستاذ جميل بقوله من الأفضل أن يكون الحديث عفوياً وأيدته الرأي بحجة اننا نريد أن نعرف ويعرف القارئ معنا تفاصيل قصة الشهيد جمال جميل كاملة.فلتكن البداية من العراق ومن دعاه إلى اليمن فأخذ الاستاذ جميل حديثه عن تلك البدايات بقوله: كان هناك اتفاق ثقافي عسكري بين اليمن والعراق أيام الإمام يحيى حميدالدين وهذا الاتفاق جاء بتبادل الخبرات العسكرية بين البلدين ومن ضمن الاتفاق استخدام فرقة أو بعثة عسكرية لتدريب الجيش اليمني في تلك الفترة (جيش الإمام) فاختيرت هذه البعثة من شباب عراقيين على رأسها العقيد إسماعيل صفوت الذي كان من أكبر ضباط الجيش العراقي وآخرين والشهيد جمال جميل، الذي كان مشاركاً قبلها في حركات عسكرية ضد النظام العراقي في تلك الفترة وأهمها حركة 1936م التي قام بها أو قادها اللواء بكر صدقي وكان الشهيد جمال جميل المرافق العسكري الخاص لبكر صدقي.في عهد الملك (غازي) فسقطت حكومة وقامت أخرى برئاسة نوري سعيد، وهذا الشخص كان معروف بميوله للانجليز، فكان يومها رئيس الأركان جعفر العسكري (الذي هو زوج لأخت نوري سعيد) فأتهم جمال جميل باغتياله ضمن خطة تنفيذ حركة بكر صدقي التي قامت بها مجموعة من الشباب الذين كانوا من صغار الضباط والذي شارك فيها الشهيد وكان حينها بدرجة نقيب فحوكم وجرد من كل الرتب العسكرية وحكم عليه بالإعدام ولكن التفاف الشباب حوله ودعمهم لم تستطع الحكومة العراقية برئاسة نوري سعيد من تنفيذ حكم الإعدام فنقل من الجيش إلى قوة نهرية صغيرة تتبع الجيش (عبارة عن قوة صغيرة تحرس الحدود أو المجرى المائي) للتقليل من قيمته ونوع من العقاب للردع، ومكث في هذا العمل فترة قصيرة جداً وبعدها جاءت فكرة بعثه إلى اليمن بعد الاتفاق الثقافي العسكري الذي تم بين اليمن والعراق (وجاءت فكرة بعثه إلى اليمن لاتقاء شره) كان هذا عام 1940م .[c1]بداية عمل الشهيد في الجيش اليمني[/c]وتضيف الدكتورة سميرة عن هذه المرحلة تحديداً بما طرحته في سياق السطور القادمة حيث قالت:تم تنصيب الوالد لتدريب الجيش الدفاعي ومعلم في الكلية الحربية (كانت الكلية الحربية صغيرة وبسيطة للغاية في تلك الفترة).أحب اليمن واختلط باليمنيين وساهم في مساعدة الناس وتزوج من اليمن وانجب أربعة أبناء (جميل، محمد، فيصل ـ توفي ـ سميرة) وكانت له مواقف جريئة في تلك الفترة فكان الشهيد لا يتدخل في شيء غير مجال اختصاصه، في غير إصلاح المؤسسة العسكرية، وكان يطالب بمطالب إنسانية للجيش كالأحذية واللبس والأكل النظيف والرواتب والتقاعد.. الخ فالتف الشباب حوله لدرجة أنه عندما انتهت مدة عمل البعثة العسكرية ابقاه الإمام يحيى بطلب رسمي نتيجة لان الكل طلب بقائه. ويرجع الحديث للأستاذ جميل وعن هذه المرحلة فيضيف:عندما فكر العلماء والمشايخ والسياسيون وأهل الحل والعقد في تغيير النظام، وكانوا يجتمعون ويفكرون في من يستعينوا به في قطاع الجيش تتفق الآراء عند جمال جميل رغم استعراض الكثير من الأسماء إلا أن الاتفاق كان عند جمال جميل لعلاقته الطيبة بالناس وفي الوقت نفسه علاقته بالسلطة لم تكن سيئة وكان صوته يسمع فحاولوا الاستفادة منه.فكانت الاجتماعات قائمة فقرروا مفاتحته حيث طلب منه الشهيد حسين الكبسي، الفضيل الورتلاني وآخرين اللقاء وحدثوه عن رغبتهم بالقيام بثورة على النظام الظالم وبدأوا يلمسوا جانب العاطفة عنده فقالوا له مساعيك ومواقفك السابقة تؤهلك لأن نطرح عليك المطلوب ونطلب أن تكون يد حانية لمساعدتنا من انقاذ البلد من أوضاعها على الذين طغوا وتمادوا في طغيانهم.حيث تقول الدكتورة سميرة: لان الشعب كان يعيش فترة تجهيل فكان يعتقد ان الدنيا تنتهي عند نهاية قمم الجبال فلا حياة بعد (الجبال).وفي هذا الموضوع يذكر الأستاذ الكبير محسن العيني في كتابه (خمسون عاماً في الرمال المتحركة) في فصل بداية العمل الوطني مقولته (وسمعنا من اساتذتنا احمد المروني، احمد الحورش، احمد البراق، محمد الحلبي، ومن أصدقاءهم السيد احمد الشامي والرئيس جمال جميل الضابط العراقي معلم الجيش اليمني.سمعنا كلمات الظلم والطغيان والاستبداد، والحرية والتعليم والإصلاح والعدل).ففي تلك الفترة 1948م كانت البلدان العربية بالرغم من انها تعيش تحت وطأة الاستعمار إلا أن شعوبها تنعم بالعلم والثقافة ويعيشون حياة عادية وكان الطلاب اليمنيين المبعوثين إلى الخارج (للدول العربية) يصدموا بالفارق الكبير بين اليمن وتلك البلدان التي تعيش بأحسن المرات أفضل بكثير بل بمئات المرات وربما الآلاف، فكان الشهيد جمال جميل يتألم على ذلك كثيراً،ً وعلى حياة الناس فعندما سمع عن رغبة المناضلين الأحرار بالتغيير تفجر بالمخزون (مخزون الألم) الذي رآه ولامسه بنفسه ولكنه كان يسأل الكثير من الأسئلة.وتلك الأسئلة كانت نابعة من حرصه على نجاح الثورة (فيحيى حميد الدين كان يعيش أسطورة مقدسة بالنسبة للمجتمع وكان في قمة الذكاء.وكان من جملة ما يطرحه الشهيد من أسئلة أن المجتمع ليس مؤهلاً لا فكرياً ولا نفسياً لتقبل فكرة الثورة والأفكار الحديثة، وصوت الإعلام الخارجي (فكان الذي يملك راديو في صنعاء كان يدخل بيته ويغلق الأبواب والنوافذ ليسمع نشرة الأخبار) ولو مرت طائرة من فوق صنعاء كان الناس يصعدوا إلى اسطح المنازل عرايا ليشاهدوا المعجزة. فكان يقترح ان تسبق الثورة حركة توعية أوسع.[c1]التحذير من السياسية الأمريكية[/c]كان الشهيد يرسل رسائل للإمام يحيى حميد الدين يحذره من التقارب من السياسة الأمريكية التي ستبتلع المنطقة لأن السياسية الأمريكية منفذة للسياسة الصهيونية فكان يقول حافظوا على عروبة اليمن وصوت اليمن العربي، لأن عبدالله ابن الإمام كان حينها يميل إلى ربط اليمن بالسياسة الخارجية الأمريكية وقام بزيارة إلى أمريكا عام 1945 وحذره من الزيارة ونتائجها.وعودة إلى حركة التوعية التي اقترحها الشهيد، والتي رد عليها الفضيل الورتلاني (شخصية جزائرية جاءت إلى اليمن تحت ستار التجارة، وشخصية مرموقة وله علاقة بالتيار الإسلامي وخطيب مفوض) فكان الفضيل يدفعهم دفعاً قوياً للقيام بالثورة، وفي هذا أورد العزي صالح السنيدار في كتابه عند موقف جمال جميل منه دفع الفضيل الورتلاني (والله ان الفضيل الورتلاني يدفعنا إلى مجزرة) لكن عندما حدثت المواجهة بالإسراع أو بالتمهل فقال الفضيل لجمال جميل (أجبنت يا رئيس جمال) رد عليه لم أجبن وإذا كنت تنظر إلى رأي على أني جبان فانا معكم من الآن وسأحمل البندقية وسأخرج لاقوم بالثورة معكم، واتفق على القيام بالثورة وكان الشهيد جمال مسؤول على الجناح العسكري بكامله فبدأ التحضير للثورة وكل واحد أخذ موقعه.[c1]ثورة 1948م[/c]وتم تدبير حادث اغتيال الإمام يحيى بقيادة احمد القردعي كان عصر يوم الجمعة سنة 1948م وفي المساء كانت القواعد العسكرية جاهزة واستلمت مواقعها وشكلت وزارة وأعلن الميثاق الوطني المقدس ونصب عبدالله الوزير إماماً دستورياً للبلاد (بدلاً من الملكية المطلقة).وابتدأت محاربة الثورة عند الناس البسطاء بتشويه الدستور على أنه رجل وانه حمار فبدأت المؤامرة على الثورة بعد أسبوع من قيام الثورة من الداخل والخارج فوصلت القبائل إلى صنعاء بعد 25 يوماً من قيام الثورة، كما وصل وفد من جامعة الدول العربية ليلة سقوط صنعاء، وهذا السقوط كان كارثة فأبيح للقبائل نهب البيوت وترويع الناس.[c1]مصير أسرة الشهيد[/c]دخلوا بيت الشهيد واخرجوا زوجته عارية من ثيابها ورموا بالدكتورة سميرة أبنة الشهر او الثلاثين يوماً من نافذة الدور الثاني للدار إلى الحوش وسبحان الله كتب لها عمر ولم تمت فلجأت الأم لأسرة الحبشي التي مكثت عندها أطول فترة في رحلة الانتقال والهروب من أعوان الإمام من بيت إلى آخر من اسر صنعاء بعد ما نهبوا البيت وبيوت الكثيرين فكانوا يلقوا الفراش وفيه أطفال رضع نائمين فعندما يوصلوا ويفتحوا الفراش يجدوا أطفال قد ماتوا وإذا وجدت امرأة وبيدها ذهب فمن شدة استعجالهم يقطعوا يدها مع الذهب، أما المنازل التي لم تنهب فوضعوا عليها علامات فخافت الأم على صغارها وحاولت ان تحميهم من القتل خاصة جميل ومحمد إلى أن تمكنت من تهريبهم إلى العراق في اشد واحلك الظروف.[c1]القاضي عبدالله العمري[/c]ويعود الأستاذ جميل ليسرد قصة عبدالله العمري صاحب الفكر التنويري الذي كان ينصح الإمام بالتغيير، والذي كانت الثورة تريد ان تحافظ عليه لانه رجل وطني وكانت النية ليست مفاتحته بالثورة ولكن تحذيره بعدم الخروج مع الإمام يوم الجمعة فكان الشهيد مكلف بإبلاغه فذهب إلى منزله 6 مرات ولم يجده فالقدر كان يترصده ومات مع الإمام.فادخل الشهيد جميل جمال السجن مع بقية زملائه وحوكموا جميعاً وصدرت الأحكام بالإعدام على الكثير والبعض بالسجن وكان من نصيبه الإعدام ونفذ الحكم في صنعاء بعدما احضروهم من سجون حجة (حينها علمت زوجة الشهيد برغبة الإمام بحضور أولاده ساعة قتل ابيهم هربت أولادها إلى العراق)، كان ذلك في 12 رمضان أي إعدام الشهيد، فأعدموا وهم صائمين، وتم ذلك بعد ان اخرجوا طلابه من الكلية الحربية ليتأملوا المنظر وجعلوه يمشي بين صفين من طلابه فكان يخطب فيهم لا يغرنكم دمي ولا تخافوا واجعلوا رياح الثورة تصفو في صدوركم أنتم الأمل أنتم المستقبل.. إلى أن وصل إلى ميدان التحرير وقبل تنفيذ الحكم وهو يتحدث إلى طلابه ومريديه جاء إسماعيل ابن الإمام راكب الفرس وفي يده عصا ضرب بها الشهيد إلى أن سال الدم وقال له اليوم يا إسماعيل وأنا أسير.. وفي هذا الموقف كتب الشاعر إبراهيم الحضراني قصيدة.وفصل رأسه عن جسده فعلقوا رؤوس الشهداء في ذلك اليوم على نوافذ وزارة الصحة (مبنى أمانة العاصمة اليوم) إلى قبل المغرب فانزلت الرؤوس ووضعت في جاري وحفروا حفرة في منطقة التحرير ودفنوا فيها ولم يستطع احد تحديدها في اليوم التالي.. وسبحان الله ليلة قيام ثورة سبتمبر أخذ الإمام إسماعيل الضربة نفسها من عبدالله جزيلان وقال له هذه من جمال جميل.الجدير بالذكر ان عبدالله الشماحي ذكر في كتابه (اليمن الإنسان والحضارة) بأن الإمام عبدالله الوزير انغلق على نفسه في الخمس الأيام الأخيرة من سقوط الثورة (ثورة 1948م) فقرر الثوار ان يكون هناك مجلس إمامة ويكون على رأس هذا المجلس جمال جميل.وفي آخر اللقاء أفصحت الدكتورة سميرة عن أمنية كبيرة في نفسها فتقول ياليت أبي يصحا ولو ليوم واحد ليرى اليمن اليوم وليتأمل ان دمه لم يرح هدر ودم كل الشهداء اليمنيين، فاليمن اليوم في تقدم مستمر، اليمن في تغيير والوضع أفضل بكثير من السابق.[c1]كيف عاملت ثورة 1962م أسرة الشهيد[/c]لقد عانت أسرة الشهيد وزوجته الكثير منذ 1948م إلى 1963م في العراق فخصص لها مبلغ بسيط من العم فكانت الأم تدبر محاولة توفير متطلبات ابنائها وتحرص على تعليمهم فقد كانت أم تعرف القراءة ومثقفة تتابع كل اخبار العالم في آسيا وأفريقيا.كما أن الحكومة العراقية لم تخصص أي مبلغ أو راتب لإعالة أسرة الشهيد لانها كانت تعتبره ألد أعدائها.وهنا تذكر الدكتور سميرة هذه الحادثة التي تعرضت لها وهي طالبة صغيرة في الصف السادس عندما عاقبتها المعلمة وشعرت بانها مظلومة فعبثت بغرفة المعلمة وردت عليها: (أنت مجرمة مثل والدك)، فحزنت وعادت إلى أمها لتسألها.. لماذا قالت لها المعلمة مثل هذا الكلام عن والدها فبعثت الأم برسالة لحاكم الموصل طالبة منه مخاطبة الحكومة اليمنية عن مصير الشهيد جمال جميل هل هو مسجون أم أنه أعدم، فجاء الرد بانه أعدم عام 1948م.هذه الأم التي أولت أبنائها العناية والرعاية والتربية الحسنة والأخلاق الفاضلة فتدرجوا في مراتب العلم إلى أن وصل جميل إلى مركز السفير ووصلت سميرة إلى مركز دكتوراه في مجال الهندسة المعمارية المجال الذي يصعب اقتحامه على المرأة ووصل محمد ليكون الطبيب الذي يعمل في أكبر المستشفيات الأمريكية وقبلها كان في موقع حساس في أهم وزارة اقتصادية في البلد وزارة النفط والمعادن، الأم التي حرصت على تثقيف نفسها سياسياً وغرس هذه الثقافة لدى أبنائها.[c1]العودة إلى اليمن[/c]في عام 1963م ذهب الرئيس عبدالله السلال إلى العراق وإلى زيارة هذه الأسرة وكان حينها الأستاذ جميل طالب في سوريا فأخذ الأم ومحمد وسميرة واعادهم إلى اليمن معززين مكرمين فاهتمام الحكومة اليمنية بالأسرة كان شيء ملموس فقد استقبلتهم استقبال حسن والدور الآخر الدور الأكبر أنصب على كفاح ومثابرة أبناء الشهيد في ان يوجدوا لهم مواقع بجهدهم، ونظير تفوقهم وعانوا حتى وصلوا إلى المراكز التي يشغلونها اليوم، كما ان خروج الأسرة من العراق كان وسط رفض جماهيري ورفضت الجوازات (جوازات السفر اليمنية التي اعطيت للأسرة) في المطار. في نهاية هذا الحوار اتفقت أسرة الشهيد على حبهم العميق لليمن وانتمائهم الأول لها فلا يمكن لأي بلد أن تعوضهم عن اليمن حتى لو كانت العراق التي تعد بلد ومسقط رأس والدهم الشهيد فتظل اليمن عابقة بحبهم وموطنهم الأصيل، أما الوسام الذي حصلت عليه هذه الأسرة فيتمثل في حب الشعب لهم وذكرهم للشهيد جمال جميل فذكر سيرة كفاح الشهيد هي أعظم وسام لهذه الأسرة فتكفي محبة الناس وتقديرهم لدور والدهم البطولي وذكراه والاحتفاء به دائماً، فكما تقول الدكتورة سميرة يكفيني ان أسأل أي طفل يمني من هو جمال جميل فيجيب انه الشهيد الذي قرأت عنه في كتاب التاريخ فهو في قلوب كل الناس، إلا أنه لم يحصل على وسام الثورة إلى اليوم وعندما التقطت صورة لصورة الشهيد سألت نفسي لماذا لم يكرم هذا الرجل بوسام الثورة إلى اليوم؟ هل يا ترى نسته الجهات المعنية أم ماذا؟ سؤال أتمنى ان تنظر فيه هذه الجهات، ونقول لها من صحيفة 14 أكتوبر إذا لم نكرم الناس في حياتهم ولا بعد مماتهم وقد مضت هذه السنوات الطويلة فمتى ستمنح هذه الأسرة هذا التكريم الذي يعد أقل بكثير مما خسرته أسرة الشهيد بوفاة والدهم وعائلهم ومن ضحى بحياته في سبيل أن تحيا اليمن ويحيا المواطن فيها بالحياة الكريمة والآمنة.فحقاً كان الشهيد ومن معه من الشهداء اليمنيين الأحرار فاتحة الخيرة للثورة اليمنية التي انتصرت على الظلم والطغيان.أخيراً تقول أسرة الشهيد: إن تكريم الشهيد هي محبة الناس له.