بعد تزايد الكوارث الطبيعية
القاهرة/14اكتوبر/ عبد الرحيم الليثي: أكد خبراء أن تغير المناخ بات ظاهرة واقعية تسارعت وتيرتها وأصبحت هدد العالم أجمع. حيث إن المناخ والطقس يؤثران في حياة الإنسان وصحته في أنحاء العالم سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.. كما أن الخسائر البشرية من جراء ا لكوارث الطبيعية المترتبة على تغير المناخ تفوق مثيلتها في الحروب والأمراض الحساسة للمناخ تعد من أكبر العوامل القاتلة ·وقال د/ حسين الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط إن الصحة من أكثر المجالات التي تتأثر بالتغير المناخي وظهر ذلك التأثر للملأ ، فالأرض شهدت إرتفاعا ملحوظا في درجة الحرارة وهذا الارتفاع يتزايد بشكل متسارع نتيجة الأنشطة البشرية وإذا تعذرت السيطرة على الارتفاع في درجات الحرارة عما هي عليه الآن فإن البشرية ستواجه المزيد من الإصابات والأمراض والوفيات الناتجة عن الكوارث الطبيعية وموجات الحر الشديد كما ستواجه معدلات عالية من الأمراض المنقولة المبكرة والأمراض المرتبطة بتلوث الهواء، بالإضافة إلي أن عددا كبيرا من سكان الأرض سيواجهون التشرد بسبب ترتفاع مستوي البحار وبسبب تأثرهم بالجفاف والمجاعات ، كما أن ذوبان الأنهار الجليدية يسفر عن تحولات في الدورة الهيدرولوجية وتغيرات في إنتاجية ومساحة الأراضي الصالحة للزراعة. وأضاف الجزائري أن الآثار المادية للتغير المناخي ستتفاوت في مختلف المواقع الجغرافية كما أن الآثار الصحية البشرية الناجمة عن التغير المناخي ستتشكل بفعل أمور أخري مثل مستوي التنمية والفقر والبيئة الأساسية للصحة ومن المتوقع أن يصيب هذا التغير البلدان النامية بأشد التأثيرات لأنها أقل البلدان قدرة علي التأقلم مع الأحداث الفجائية أو مواجهتها .وطالب بالبدء من الآن في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الصحة من خلال تقليص إنبعاث الغازات الدفيئة وتعديل النظم الصحية ، فالمياه النظيفة وسلامة الغذاء وكفايته وترصد الأمراض والإستجابة لها والمكافحة المأمونة والفعالة لنواقل الأمراض والتأهب لمواجهة الكوارث كلها عناصر أساسية للحفاظ على الصحة ومسايرة التغير المناخى .[c1]تحديات [/c]من جانبه أكد د · إبراهيم الكرداني المتحدث الرسمي لمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط أن التغير المناخي من أهم التحديات التي تواجه البشرية ، حيث إن التذبذب الملحوظ والقصير الأجل في الطقس قد تكون له آثار ضارة بالصحة فالحرارة الشديدة قد تؤدي إلي حالات مميتة مثل الإجهاد الحراري أو الهبوط الحراري وكذلك البرد القارس ، فضلا عن زيادة معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأمراض النفسية فدرجات الحرارة العالية غير المعتادة التي شهدها العالم في صيف عام 2003 أسفرت عن وفيات تتجاوز ما كانت عليه في عام 2002 بنحو خمسة وثلاثين ألف حالة وفاة في أوروبا وحدها.وأشار إلي أن هناك العديد من الظروف المناخية الأخري التي تتسبب في أضرار بشرية مثل الأمطار الغزيرة والأعاصير والفيضانات فقد شهد العالم في نهاية القرن الماضي وفاة حوالي ستمائة ألف شخص بسبب الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ والتي وقع 59 % منها في البلدان الفقيرة .وقال د/الكدوراني : إن تغير أنماط الطقس والظروف المناخية تؤثر علي الأمراض المنقولة بالماء والحشرات مثل الناموس والبعوض فالأمراض التي تحدث بسبب المناخ تكون قاتلة حيث إنها تؤدي إلي الإصابة بالملاريا والإسهال ، كا أن سوء التغذية بالبروتين أدي إشلي وفاة ما يقرب من ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف شخص في العالم سنة 2000م كان من بينهم 92 % من سكان قارة أفريقيا.وأضاف : أن الصحة تعتمد بشكل أساسي علي مياه الشرب المأمونة وكفاية الغذاء والمأوي الصحي والظروف الاجتماعية الجيدة ، حيث إن التغير المناخي يؤثر علي كل هذه الأبعاد ، كما أن ارتفاع درجات الحرارة وتفاوت سقوط الأمطار قد يقلل من إنتاج المكونات الأساسية في الغذاء في الدول الفقيرة ، ومن المتوقع أنه بحلول عام 2020 م سينخفض إنتاج قارة أفريقيا من المحاصيل الغذائية إلي النصف بسبب التغير المناخي وما يصاحبه من تداعيات .