الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون خلال مؤتمر في كوبنهاجن يوم 18 ديسمبر 2009.
الأمم المتحدة /14 أكتوبر(رويترز) :القى الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون ظلالا من الشك على مصداقية التحقيقات الإسرائيلية والفلسطينية في مزاعم المنظمة الدولية بحدوث جرائم حرب خلال حرب 2009-2008 في قطاع غزة.وفي رسالة صيغت عباراتها بحذر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة قال بان إن إسرائيل والسلطة الفلسطينية حققتا في سلوك الجنود الإسرائيليين والمقاتلين الفلسطينيين امتثالا لقرار أصدرته الجمعية المكونة من 192 دولة في نوفمبر تشرين الثاني.لكن بان لم يقدم حكما حول ما اذا كانت التحقيقات “مستقلة وذات مصداقية وتتماشى مع المعايير الدولية.”وقال في الخطاب الذي أرفقه بوثائق قدمها له الاسرائيليون والسلطة الفلسطينية حول تحقيقات الجانبين “لا يمكن الحكم على تنفيذ الاطراف المعنية للقرار.”ووصف مسؤول غربي كبير خطاب بان بأنه “جامد الوجه واجرائي.” ولم يتضح على الفور ماذا ستفعل الجمعية العامة ان كانت ستفعل شيئا ردا على الخطاب.وكان أكثر من 1400 فلسطيني و13 اسرائيليا قتلوا بعدما شنت اسرائيل عملية الرصاص المصبوب على غزة في محاولة لوقف اطلاق الصواريخ على مدنها. وقال منتقدون ان اسرائيل استخدمت القوة العسكرية بشكل مفرط وبدون تمييز لكن اسرائيل اتهمت المقاتلين بالاحتماء بالمدنيين.وجاء قرار الجمعية العامة ردا على تقرير تابع للامم المتحدة أصدرته في سبتمبر أيلول لجنة تحقيق رأسها القاضي ريتشارد جولدستون وهو من جنوب افريقيا.وأفاد تقرير جولدستون بأن الجيش الاسرائيلي والفلسطينيين ارتكبوا جرائم حرب أثناء الصراع الذي امتد من أواخر ديسمبر كانون الاول عام 2008 الى منتصف يناير كانون الثاني 2009 لكنه ركز بشكل أكبر على اسرائيل.وأضاف أنه اذا لم تجر تحقيقات ذات مصداقية من جانب اسرائيل والفلسطينيين فان الامر يجب أن يحال الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.ونفت اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة ارتكاب جرائم حرب.وقال بان في رسالته “دعوت كل الاطراف الى اجراء تحقيقات داخلية ذات مصداقية. أتمنى أن تتخذ مثل هذه الخطوات كلما كانت هناك مزاعم تتعلق بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان.”وتلقى بان الاسبوع الماضي وثيقة من اسرائيل تدافع فيها عن تعاملها مع الشكاوى بشأن سلوكها خلال حرب غزة.وقدمت السلطة الفلسطينية التي لا تسيطر على غزة ولم يكن لها دور مباشر في هذا الصراع للامم المتحدة تفاصيل تحقيق أجرته لجنة شكلتها وبعض النتائج الاولية التي توصلت لها.وقالت حماس انها قدمت للامم المتحدة ردا على تقرير جولدستون رفضت فيه الاتهامات الموجهة الى مقاتليها. ولم تتضمن رسالة بان الى الجمعية العامة تقرير حماس.ورفضت اسرائيل التعاون مع جولدستون كما رفضت ما توصلت اليه لجنته. ووصف ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي التقرير الاسبوع الماضي بأنه “مشوه ومنحاز وغير متوازن.”لكن بعد ان دعت الجمعية العامة اسرائيل والفلسطينيين في نوفمبر الى التحقيق في الاتهامات التي يتضمنها تقرير جولدستون وطلبت من بان رفع تقرير لها بشأن التحقيقات في غضون ثلاثة أشهر قررت اسرائيل تزويد الامين العام للمنظمة الدولية بالمعلومات.وعلى الرغم من غضبها من تقرير جولدستون دفعت اسرائيل الشهر الماضي 10.5 مليون دولار للامم المتحدة نظير الدمار الذي لحق بممتلكات للمنظمة الدولية خلال حرب غزة.