ان هدم القيم الإنسانية من أولوية أهداف النظرية الرأسمالية (الإمبريالية الصهيونية). إن الإدارات الرأسمالية كأفراد وجماعات قديمها وجديدها تدافع عن نظريتها في ما يمارس ويتجلى كتعبير حي لروح النظرية تارة بنسب ما يتجلى من ممارسات الى أفراد وإدارات وتارة أخرى تدفع البشرية الى صراعات فيما بينها تحت مسميات عدة منها: الدينية، القومية، أثنيات ...إلخ لكي تموه وتلهي البشرية من الوصول إلى معرفة ووضوح بأن العدو لإنسانية الإنسان وكل ما هو قيمي هي نظرية الرأسمالية كنظرية إباحية إرهابية.إنها تشن حرباً أيديولوجية منظمة ومتواصلة مستترة وغير مستترة منذ نشأتها ضد الثقافات والديانات في العالم وضد الفكر الإنساني السليم عموماً. وقد تمكنت خلال القرون والحقب التاريخية الماضية من أن تدمغ الشيء الكثير في الثقافات والديانات والأفكار الإنسانية بمفاهيمها وأفكارها الإباحية الإرهابية.إن ما نشر من إساءات للرسول صلى الله عليه وسلم في الصحافة الدنماركية والنرويجية وما تبعها من نشر في الصحافة الفرنسية وما سيتبعها من نشر لإساءات متنوعة ومتعددة ضد الديانات جميعها ومنها الدين الإسلامي الحنيف الذي يعبر عن محتواه الرسول صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين في حديثه القائل: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".لا غرابة في ذلك لمن يعرف ويدرك الأهداف التي ترتكز عليها مجمل نشاطات الإدارات الرأسمالية وفي المقدمة منها الإدارات الأمريكية قديمها وجديدها التي تستهدف القيم الإنسانية لأن من أهم الأهداف النظرية الرأسمالية ومنظريها سحق القيم الإنسانية. والديانات بمجملها تدعو الى السمو بإنسانية الإنسان وتسخير كل تقدم علمي لما يخدم ذلك وهذا لا يتناسب مع الأهداف الرأسمالية (الإمبريالية الصهيونية) التي تقوم عليها مصالح المالك المطلق والحاكم المطلق.إن من أهداف هذه النظرية الربح والربح المطلق، السوق الاحتكار، ومن هذا المنطلق فإن القيم الإنسانية التي تميز الإنسان عن سائر المخلوقات التي تدعو اليها جميع الديانات السماوية والطبيعية وكل جهد فكري إنساني سليم لا تتفق مع تلك الأهداف الشريرة التي هي ضدإنسانية الإنسان لا تفرق بين الآلة والحيوان والإنسان فهدفها الأول هو الربح والربح المطلق لا سواه مهما حاولت بإرهابها الإعلامي والفكري المكثف أن تدافع عن روح النظرية بنسبها ما يبرز من أفعال في واقع الممارسة إلى أفراد أو إدارات متعاقبة بأن تقول أشياء جميلة فإن ذلك إغواء وسراب لا نجد له في الواقع إلا العكس مما يروج ويقال.فعلينا بل على البشرية كلها أن لا تتعلق بأوهام وسراب الدعاية والإعلام الرأسمالي الذي يقلب الحقائق رأساً على عقب مستخدماً الشمولية وكثافة الإعلام (الإرهاب الإعلامي المتناسق مع الإرهاب الاقتصادي والعسكري)، إن تناقضات الرأسمالية بين القول والعمل في واقع الفعل الممارس في الحياة الاجتماعية الذي أصبح أكثر وضوحاً في العقود الأخيرة للقرن العشرين وبداية الألفية الثالثة في سلوكياتها ومعاييرها في كل بقاع العالم بما فيها تعددياتها وديمقراطياتها التي لا محتوى لها سوى الضجيج الإعلامي. مثال: ديمقراطياتها ودستورها في العراق وأفغانستان ورؤيتها لذلك في فلسطين ولبنان كنماذج حية وأكثرها قرباً للإيضاحمن منطلق ما أسلفنا الإشارة اليه كاتجاهات عامة فالإدارات الرأسمالية أدركت أنها أصبحت وجهاً لوجه أمام ممارساتها وأفعالها التي أصبحت أكثر وضوحاً لدى معظم سكان كوكبنا وعليه فإنها ستعمل بكل الوسائل والطرق للدفاع عن النظرية التي تنطلق في ممارساتها منها. فلديها من الإمكانيات الهائلة التي تعتبرها من العوامل المساعدةعلى التمويه تجاه كل ما أصبح ظاهراً واضحاً لدى التجمعات البشرية في كل أنحاء العالم وذلك من خلال الدفع بصراعات متعددة بين الأديان والقوميات... الخ من الأعراق لكي تجر ممثلي الديانات والقوميات والأعراق والاثنيات الى صراع وهمي يبعدها عما أصبحت تعدركه من أهداف ومحتوى للنظام الرأسمالي (الإمبريالي الصهيوني) الذي أصبح واضحاً جلياً في ممارسات فعلية في كل بقاع العالم ولديها تجربة بذلك طويلة منذ النشأة - أي الأنظمة الرأسمالية- ولكن في الحقب الماضية كانت لديها مبررات وتمويهات كثيرة منها: الصراع مع الشيوعية التي على أساسها جرت البشرية الى تنفيذ مشاريعها في مواقع كثيرة من العالم ومنها جر أمتنا العربية والإسلامية بعيداً عن قضيتها المركزية (فلسطين المحتلة) من قبل دمية النظام الرأسمالي العالمي الى حرب افغانستان التي دفع فيها العرب والمسلمون الكثير من الجهد والدم والمال والذي وصل الى ما يقارب (87) مليار دولار.فعلى البشرية وعلى وجه الخصوص أمتنا العربية والإسلامية الاستفادة من تجارب الماضي وهي كثيرة جداً فقد جعلتنا نتآمر ونمول مخططات ضد جسد الأمة وضد كل ما هو حي فينا وبإمكانياتنا. إن على البشرية المحبة لإنسانية الإنسان وأمتنا العربية والإسلامية في المقدمة أن لا ينقادوا لمخططات تخدم مصالح واستراتيجية الأنظمة الرأسمالية في المقدمة منها الإدارة الأمريكية.إننا نعتقد بأن ماينشر في الصحف الرأسمالية من إساءات الهدف منها إلهاء البشرية بصراعات دينية وإلهائنا كعرب ومسلمين بصراع بين الدين الإسلامي الحنيف والدين المسيحي والديانات الأخرى لإبعادنا ضمن هذا المخطط عن الصراع الحقيقي مع الإدارات الرأسمالية وفي المقدمة منها الإدارة الأمريكية بعد أن أصبحت أهدافها وممارساتها أكثر وضوحاً لنا ولغيرنا.لقد عجلت الإدارات الرأسمالية في مشروعها الاستفزازي الواضح لمشاعر العرب والمسلمين فيما نشر في الصحف الرأسمالية من إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم كما اسلفنا الغرض إلهاء وتمويه وفي جعلنا أداة لهذا المشروع في التغطية كما كنا أداة في الكثير من مشاريعها في جرنا إلى حرب إعلامية واسعة الأديان والتجمعات السكانية المؤمنة بتلك الأديان وإذا ما جرتنا إلى ذلك فسنكون سرنا إلى ما إرادة أن تقودنا إليه.يجب أن تكون الحرب الحقيقية بين مجموع الديانات في العالم وكل محبي الإنسانية والمدافعين عنها من جهة وبين الرأسمالية (الإمبريالية الصهيونية) ممثلة بالإدارة الأمريكية من الجهة الأخرى بعد أن أصبحت رؤيتها الإباحية والإرهابية القائمة على النظرية الرأسمالية (الإمبريالية الصهيونية) أكثر جلائاً ووضوح للبشرية جمعاء. وهذا هو ما نعتقد جازمين بأنه الهدف الأول في المعركة القادمة للبشرية كلها. للخلاص من الشر الشيطاني الذي يهددنا بالفناء (الإمبريالية الصهيونية).أحمد قحطان الجنيد
|
تقرير
هدم القيم الانسانية
أخبار متعلقة