فيما يطالب المتشددون بتسريح النساء العاملات وحبسهن في المنازل
مساهمت المرأة في المجتمع
رجاء سلاملم يعد خروج المرأة للعمل أمرا مستغربًا في الكثير من المجتمعات فمنذ فجر التاريخ والمرأة تشارك في أعباء المعيشة مع زوجها، بل في المجتمعات الريفية والبدوية نجدها تأخذ دورا صعبا يفوق أحيانا دور الرجل، ولا يتناسب مع إمكانياتها الجسمية والنفسية، تبذل جهدا مضاعفا، وتقسم وقتها بين العمل وخدمة الزوج والأولاد، وتأتي المجتمعات المعاصرة لتنادي بحرية المرأة ومساواتها بالرجل في العمل لتتحمل فوق طاقتها، ويضاف إليها عبء فوق عبء رعايتها لزوجها وأبنائها، ولا نملك إلا أن نقول: مسكينة هي المرأة .لقد تحول عمل المرأة في العالم العربي والاسلامي الى قضية حيوية تثير الجدل لدى المفكرين وذوي الرأي في المجتمع، وصار مطلبا بدعوى المشاركة في أعباء المعيشة، وتحسين مستوى الإنفاق على الأسرة، ودعم تعليم الأولاد وخاصة حين يكون دخل الزوج دون المستوى ،وتريد هي أن تشارك في ظل الضغوط المعيشية ،ورأينا بعض المنادين بتحرير المرأة يدعون باستقلالها ماديا حتى تكون نظيرة للرجل .ونجد بعضا ممن خاضوا التجربة واكتووا بنارها في ظل ظروف غير ملائمة للمرأة لا تتيحها المجتمعات لا في الشرق ولا للغرب، ويشككون في نجاح التجربة، بل يطالبون أن تترك المرأة العمل، وتحصل على نصف راتبها كحل لمشكلات نشأت نتيجة ارتباطها بموعد عمل منتظم ، وبالتالي قلت الرعاية التي كانت متوفرة قبل عملها لبيتها ، فتنشأ مشكلات ،على أثر عدم رعاية أبنائها بالقدر الذي كان، والاهتمام بجانب آخر غاية في الأهمية .. بأنوثتها وتنمية الجانب العاطفي ، والمعارضون يرون أن وجودها في مملكتها " بيتها " أفضل من استهلاكها في بيئة عمل لا تراعي هذه الجوانب، وإمكانياتها الخاصة جدا ،وظروفها القهرية التي تستهلك جانبا من قوتها ، ووصل الامر برئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للاصلاح الشيخ عبدالمجيد الزنداني الى المطالبة العلنية والصريحة عام 2003 بتسريح النساء العاملات وتوظيف الشباب العاطل من الذكور بدلا عنهن لحل مشكلة البطالة وحصر وظيفة المرأة في تنظيف البيت وتربية الاطفال وطبخ الطعام وامتاع الزوج !!!!
المرأة العاملة
[c1]بيتها تحت التهديد!![/c]عمل المرأة قد يهدد كيان الأسرة ويهدد أيضاً استقرار الأبناء ويمثل عبئاً ثقيلاً على كاهل الأم ، نعم استطاع راتبها أن يفتح مجالا كان مغلقا مثل تنمية الجانب الترفيهي للأسرة ،واقتناء بعض الكماليات ، ومساعدة الأبناء دراسيا، لكن لا ينكر أن طاقتها التي كانت موجهة لبيتها قلت، حيث تعود منهكة ،وبسرعة تسعى لتدبير أمور بيتها لانتظار عودة الزوج ، والأبناء .فهم يريدونها ـ في غالب الأسر ـ في حيوية وابتسامة دائمة ولا يراعون أنها تبذل جهدا مضاعفا ،وتزداد الأعباء لديها حين يلم بها المرض ،أو تعود بهموم ومشاكل العمل ، أو ليست في "المود " زوجة وأما .الكمال لله وحده ولأن من يريد العسل عليه أن يتحمل إبر النحل ولسعه، فرغم كل ما قيل أو يقال في عمل المرأة لكنه في النهاية يبقى ملاذا آمنا لها وللأسرة في حال إذا ما هبّت علي سفينة الأسرة ريح عاتية عصفت بعنصر الأمان بها ،فالمرأة تتعامل مع الأمور بافتراضات مستقبلية قد لا تتحقق، وأكثر مشكلاتها في تساؤلها : ماذا لو حدث كذا ؟. [c1]مشكلات جديدة[/c]يربط البعض بين عمل المرأة وبين الارتفاع الملحوظ في حالات الطلاق مع ما يرتّب ذلك من نتائج سلبية على الأولاد، وأيضاً في ظل ارتفاع أصوات هنا وهناك تدعو المرأة للعودة إلى البيت ورعاية أسرتها ووضع حدٍ لطموحاتها المهنية لأنها تتناقض ودورها كأم.فعندما خطت المرأة خطواتها الأولى في مجال العمل انبرت الأصوات المحذّرة من »خطورة« هذا التطور على بنيان الأسرة، وهي أصوات محقّة إذا ما أُدرجت ضمن السياق التقليدي لهذه المؤسسة ولتوزيع الأدوار فيها: المرأة تحضن، ترعى، تهتم بكل تفاصيل الأولاد والمنزل، والرجل يعمل ويؤمّن الدخل المادي، بمعنى آخر هناك دور فضفاض للأم في البيت وشبه غياب لدور الأب فيما عدا ربط حضوره بالسلطة واتخاذ القرارات الحاسمة التي لا تناقش ولا رجوع عنها.تلك كانت منظومة الأسرة التاريخية تواجدت منذ فجر التاريخ وأي تغيير في هذا الشكل يفرض تغييراً في النظرة الاجتماعية إلى عمل المرأة خارج المنزل، والمرأة وحدها لا تستطيع أن تقدم على هذه الخطوة بشكل فردي. إنها تجسيد لنضوج ثقافي طرأ على المجتمع الذي يتبنى تلقائياً، بكل مؤسساته ومكوّناته، هذا المبدأ ويهيئ له ظروف النجاح المادي.
شغل المرأة في الاعمال الخاصة
[c1]المرأة مدخل للتنمية [/c]ليس هناك شك في أن المرأة أصبحت تشكل خاصة في السنوات الأخيرة قوة اقتصادية يعتد بها خاصة بعد التحول في نوعية الوظائف التي كانت تتوافر لها من عمل يدوي بحت تستخدم فيه العضلات إلي وظائف ذات طبيعة فكرية أو دبلوماسية أو غيرها. و إذا كانت المرأة تشكل تقريبا 50 من القوة العاملة في الولايات المتحدة مثلا، فإنها في الصين تشكل أكثر من ذلك، ما بين 60 إلى 80، خصوصا في مجالات الصناعات التي تصدّر إلى الخارج كصناعة الأقمشة والملابس، وقد أوضحت بعض الدراسات أن الشركات والمؤسسات التي تتبوأ فيها المرأة مراكز تنفيذية تحصل على نسبة أعلى من الأرباح من الشركات والمؤسسات التي توجد بها نسبة أقل في مراكز القرار. المساواة ليست في صالح المرأة ويرجع البعض - كما أوردت صحيفة الحياة اللندنية - السبب في ذلك إلي قدرتها على التواصل مع الآخر، والعمل ضمن فريق وليس بشكل فردي ، لكن رغم كل هذه النجاحات والإحساس بالاكتفاء الذاتي والتحرر النفسي والمادي، إلا أن المرأة بدأت تشعر بأن نجاحها جاء على حساب أشياء أخرى كثيرة. فخروجها للعمل لم يخدمها في كل شيء والمساواة لم تكن دائما في صالحها، وهذه المشاعر تسري على المرأة في المجتمعات المتقدمة وغيرها من المجتمعات. ففي لبنان على سبيل المثال لا الحصر، ونتيجة الحاجة الاقتصادية، أصبح لزاما عليها العمل المساهمة في احتياجات البيت والأسرة، لكن مسؤولياتها خارج البيت لم تلغ مسؤولياتها بداخله، وبالتالي تضاعفت جهودها على حساب راحتها النفسية والجسدية، والمقابل امتيازات لا توازي الجهد المبذول. فالمرأة التي طالبت بالخروج إلى العمل، في أغلب الأحيان تكون هي الوحيدة المسؤولة عن الواجبات الأسرية، من جهة تربية الأولاد ومتابعتهم والقيام بالأعمال المنزلية، أو على الأقل الإشراف عليها إذا استطاعت الاستعانة بخادمة ،كل ذلك يجعلها تحلم ببعض الوقت الذي تلتقط فيه أنفاسها .[c1]المرأة العاملة أكثر وعياً[/c]تؤكد تقارير الأمم المتحدة السنوية حول التنمية البشرية أن المرأة هي مدخل التنمية الأساسي فالمرأة العاملة هي امرأة على درجة عالية من الوعي تساهم في تنظيم الأسرة وزيادة دخلها وبالتالي تأمين ظروف حياة أفضل لها.وتؤكد التقارير أن المخرج للنهوض بمجتمعات العالم الثالث من الفقر والتخلُف والبطالة وارتفاع نسبة النمو السكاني هو في تحسين ظروف النساء الصحية والاجتماعية وإيجاد فرص العلم والعمل لهن فالأسرة التي ترعاها امرأة منتجة هي أفضل حالاً من أسرة تعتمد بشكل أساسي علي دخل الرجل فقط ، والمرأة العاملة تتمتع من خلال التجربة الواقعية بوعي أفضل لمفهوم الوقت ولمعنى الجهد الذي يبذل لانجاز العمل. وبالتالي تعي قيمة الدخل الذي تتقاضاه، ما يكسبها تمرساً في كيفية التصرف به فينتظم سلّم الأولويات لديها وينعكس ايجابياً على الأسرة. لذلك فالربط بين عمل المرأة وارتفاع عدد الزيجات الفاشلة ربط غير واقعي ويفتقر إلي الدقة وينطوي على تحليل غير موضوعي لأسباب فشل الزواج، فالمراقبة الميدانية تظهر واقعاً مغايراً.
عمل المرأة في المجال الصناعي
[c1]نسبة الطلاق تستوي[/c]تقول الإحصاءات أن نسبة الطلاق في العائلات التي لا تمارس فيها النساء أعمالاً خارج البيت لا تقل عن نسبة الطلاق في العائلة التي تضطلع فيها المرأة بعمل أو مهنة. بل إن عمل المرأة بات في حالات كثيرة يشكل عامل استقرار مادي يعزز من مناعة الأسرة وترابطها.إن وعي المجتمع لحاجته إلى عمل المرأة في رفع مستوى دخل الأسرة وتغطية النفقات المتزايدة مع تطور الحياة العصرية، فضلاً عن دوره في إنضاج شخصيتها ومصالحتها مع عصرها، كل ذلك ساهم في إيجاد صيغ متعددة تساند المرأة في الاضطلاع بمسؤولياتها كزوجة وأم وامرأة عاملة.لقد تقلّصت المسافة بين ما يخصّ الرجل وما يخصّ المرأة في رعاية شؤون الأسرة فباتت المشاركة فعلاً حقيقياً يعزّر روابطها ويحمل المتعة والتقارب لكل أطرافها: الزوج والزوجة والأولاد. [c1]تماسك الأسرة وعي وتفاهم [/c]لا يتعارض عمل المرأة إطلاقا مع تماسك الأسرة إذا ما ارتكزت العلاقة بين طرفيها، الرجل والمرأة، على التفهم والوعي والمشاركة والإرادة الجدية في الحفاظ على روابطها، بل ان دخلاً إضافياً يؤمنه عمل الزوجة، يحمل إلى هذه المؤسسة الشعور بالأمان المادي والبحبوحة.لكن هذا لا ينفي وجود مخاطر جدّية تهبّ من اتجاهات أخرى، تهدد بنية الأسرة وتماسكها: الظروف الاقتصادية الضاغطة وتفشي البطالة وتنامي الفقر واتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء وغياب الأفق السياسي الواعد، عوامل تتضافر كلها لتهدّد ليس الأسرة في تماسكها وجوهر تكوينها بل أيضاً المجتمعات والأوطان في كينونتها ومسلّماتها، وفي قدرتها على الحفاظ على قيمها وعلى إنسانيتها، فتدفعه إلى اليأس والتنكّر لكل مؤسساتها وفي طليعتها الأسرة.ربما كانت أغلب الأصوات المضادة لعمل المرأة و والمنادية بضرورة عودة المرأة للمنزل بحجة أن عمل المرأة يهدد استقرار الأسرة أغلبها أصوات رجالية وذلك نظراً لأن المرأة تمكنت خلال مسيرة طويلة من النضال خلال القرن الماضي من إحراز خطوات متقدمة على هذا الصعيد. فقد خرجن إلى العمل وحصلن على حقوق حجَبَها عنهن المجتمع الذكوري طويلا تحت غطاء التقاليد والأعراف، بل وبدأن ينافسنه في الكثير من المجالات، بدليل دراسات أجريت في المجتمعات المتقدمة تشير إلى أن الإناث يحققن نسبا أعلى من الذكور في المدارس والجامعات، مما يخول لهن الحصول على وظائف مهمة بسهولة اكبر. [c1]عملها يرفع دخل الأسرة [/c]وقد أكدت التجارب أن عمل المرأة في رفع مستوى دخل الأسرة وتغطية النفقات المتزايدة مع تطور الحياة العصرية، عامل مهم في إنضاج شخصيتها ومصالحتها مع عصرها، وساهم كذلك في إيجاد صيغ متعددة تساند المرأة في الاضطلاع بمسؤولياتها كزوجة وأم وامرأة عاملة.وقد توصلت أحدث الدراسات حول مردودية عمل المرأة على أسرتها أن هذا الأخير جعل الرجل أقرب إلى يوميات الأسرة وإلى المعاناة المباشرة للمرأة، ما دفعه تلقائياً لأن يتقاسم معها مسؤوليات البيت من دون أن يشعره ذلك بأي انتقاص في رجولته ، فلم يعد يعاني من الإحراج في دخول المطبخ أو رعاية الأطفال بكل ما يتطلب الأمر من صبر ودراية.و تقلّصت بالتالي المسافة بين ما يخصّ الرجل وما يخصّ المرأة في رعاية شؤون الأسرة فباتت المشاركة فعلاً حقيقياً يعزّز روابطها ويحمل المتعة والتقارب لكل أطرافها: الزوج والزوجة والأولاد. إذن من حيث المبدأ والممارسة، لا يتعارض عمل المرأة مع تماسك الأسرة إذا ما ارتكزت العلاقة بين طرفيها، الرجل والمرأة، على التفهم والوعي والمشاركة والإرادة الجدية في الحفاظ على روابطها، بل إن دخلاً إضافيا يؤمنه عمل الزوجة، يحمل إلى المؤسسة الأسرية الشعور بالأمان المادي .بل ويفيد المرأة في أحيان كثيرة وهذا ما أكدته إحدى الدراسات البريطانية الحديثة التي أشارت إلي أن جمع المرأة بين عملها وكونها زوجة أو لها شريك حياة وأطفال يساعدها على تمتعها بصحة جيدة.حيث اكتشف العلماء القائمين علي الدراسة أن النساء اللائي لعبن أدوارا متعددة في الحياة انخفض لديهم خطر المعاناة من مشاكل صحية أو البدانة في منتصف العمر بالمقارنة بربات المنازل أو الأمهات اللائي يعشن دون شريك حياة أو النساء دون أطفال.[c1]المرأة العاملة أم ناجحة [/c]اكتشف الباحثون أن النساء اللائي كن ربات منزل في معظم أوقات حياتهن كن أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل صحية. وجاء في المرتبة الثانية الأمهات اللائي يعشن بلا شريك حياة والنساء اللائي لم ينجبن.بل أكدت الدراسة علي أن ربات المنازل كن أكثر عرضة لزيادة الوزن وهذه الفئة اكتشف فيها أعلى معدل للبدانة بنسبة 38 % بينما كان المعدل في ادني درجاته لدى النساء العاملات والزوجات والأمهات.بل أضافت الدراسة أن جمع المرأة بين العمل والأمومة ورفيق الحياة يؤدي إلى تمتعها بصحة أفضل، و لكن الدراسة لم تؤكد إذا كان الجمع بين العمل وإنجاب الأطفال سببه تمتع النساء بصحة جيدة ، أم أن الجمع بين العمل والأطفال هو سبب التمتع بصحة جيدة ، لكن علي أي الأحوال فعمل المرأة بات أمراً ملحّاً خاصة في المجتمعات النامية التي تعاني من انخفاض دخول الأفراد فيها ، وبالتالي تكون حاجة الآسرة لدخل المرأة والرجل معاً .