ادنبره/ 14 أكتوبر/ رويترز: استهل البابا بنديكت زيارة لبريطانيا أمس بدعوتها إلى حماية جذورها المسيحية وتقاليد التسامح في مجابهة تهديدات مغالاة العلمانية وتطرف الالحاد.وتجمع زهاء 125 ألف شخص في شوارع ادنبره عاصمة اسكتلندا لمشاهدة موكب البابا (83 عاما).ويتعين على بنديكت توخي الحذر في انجلترا واسكتلندا في العلاقة مع الكنيسة الانجيليكانية بعد أن عرض في أكتوبر الماضي تسهيل التحول إلى المذهب الكاثوليكي للانجليكان الذين أساءهم السماح بترسيم النساء وذوي الميول الجنسية المثلية في مراتب الأساقفة.وقد استقبلته الملكة إليزابيث وهي من الناحية الرسمية رئيسة كنيسة انجلترا التي أنشئت عندما انفصل الملك هنري الثامن عن كنيسة روما عام 1534م. وانتقل البابا عقب اللقاء إلى صميم رسالته في أول خطاب يلقيه في بريطانيا بصفته زعيم الكنيسة الكاثوليكية.وتحدث عن « الجذور المسيحية العميقة الحاضرة في كل مناحي الحياة في بريطانيا «.ومن بين الجماعات التي تعتزم الاحتجاج على زيارة البابا وهي ثاني زيارة في التاريخ يقوم بها زعيم للكنيسة الكاثوليكية لبريطانيا ملحدون ومنظمات علمانية ومن يريدون أن يتحمل البابا المسؤولية القانونية عن فضائح الانتهاكات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية.وكان بنديكت اقر في حديثه إلى الصحفيين على متن الطائرة في طريقه إلى اسكتلندا بأن الزعماء الكاثوليك لم يتحلوا باليقظة الكافية على مدى عقود تعرض خلالها بعض الأطفال لانتهاكات جنسية.ودعا البابا الذي سعى لكسب واحدة من أكثر دول أوروبا علمانية البريطانيين إلى أن يحذروا التطرف قائلاً: إن محاولات الأنظمة الشمولية في القرن العشرين للقضاء على الدين ينبغي أن تكون «درسا يبعث على الصحوة» بشأن التسامح.وقال «تسعى المملكة المتحدة جاهدة لتكون مجتمعا حديثا ومتعدد الثقافات. وفي هذا المسعى الشاق يا ليتها تتمسك دوما باحترامها لهذه القيم التقليدية والتعبيرات الثقافية التي لم تعد الصيغ العلمانية الأكثر بروزا تعتبرها ذات قيمة أو حتى تقبل وجودها. فلا تدعوها تحجب الأساس المسيحي الذي يدعم حرياتها».وتحدثت الملكة عن التراث المسيحي المشترك للانجليكان والكاثوليك واعتقادهم المشترك بضرورة عدم تبرير العنف بالدين وان بمقدور الحوار أن يسمو على «الشكوك القديمة».