مدارات
[c1]محمد الأمير[/c]أستطاعت الجمهورية اليمنية أن تثبت حضوراً سياسياً ودبلوماسياً فاعلاً في جميع الأوساط والمحافل الدولية. وأن تجعل من تفاعلها السياسي الهام والمؤثر على المستوى الاقليمي والدولي نقطة ارتكاز ينقلها إلى دولة يحسب لها حسابات في القرار والتقرير للأوضاع والتوازنات السياسية.فالجمهورية اليمنية التي تستند في سياساتها الخارجية على مبادئ الثورة اليمنية وأهدافها الاستراتيجية وثوابت الأمة في الحفاظ على مصلحة الوطن والوقوف إلى جانب القضايا العادلة للأمة العربية وتوطيد الصلات بين الدول الشقيقة والصديقة والحياد في حل النزاعات والعمل على تجنب الصراعات واللجوء للحلول السلمية.ولقد مكن نهج الحوار والتعايش والاعتماد المتبادل والحفاظ على التوازن الجمهورية اليمنية من أن تكسب مكانتها وموقعها المحسوب بين الدول في عالم اليوم رغم ان هذه الدولة الفتية قد تزامنت ولادتها وسط ظروف اقليمية ومتغيرات دولية غاية في التعقيد إلا ان المرونة السياسية وانتهاج المصداقية والشفافية مكنها من تجاوز هذه الظروف وتكيفها مع الظروف الدولية السائدة في العالم. ومعرفتها بطبيعة المتغيرات الحديثة والتي شهدتها بداية الألفية الجديدة مع دخول العالم إلى مرحلة العولمة.وهذا مما جعل الجمهورية اليمنية ترسخ علاقاتها الدولية على جميع الأصعدة وتوثقت صلاتها مع معظم دول العالم خلال السنوات الستة عشر والتي تعد زمناً قياسياً قصيراً ولم يكن بالإمكان تحقيق هذه النجاحات السياسية للجمهورية اليمنية خلال هذه السنوات القصيرة وخلق هذا المدى من ورابط العلاقات الدبلوماسية مع أغلب دول العالم لو لم تكن الجمهورية اليمنية قد حققت نجاحات موازية على المستوى الداخلي.فقد ساعدت اليمن منذ إعلان الوحدة الكثير من العوامل والأنشطة السياسية الداخلية على إنجاح سياستها الخارجية بشكل خلاق وفاعل بدءاً من دستور الجمهورية اليمنية الذي يؤكد على حقيقة الإنتماء العربي والإسلامي للشعب العربي في إطار جغرافي يمثل وحدة لاتتجزأ. والشعب اليمني جزء من الأمة العربية والعالم الإسلامي وعلى هذا الأساس يمكن فهم السياسة الخارجية اليمنية في حركتها الدؤوبة لمد جسور متينة من العلاقات الوثيقة مع الدول الشقيقة العربية والإسلامية بشكل يبدو فيها التميز شبيهاً بكل دولة على حدة في إطارات ثنائية تشهد الكثير من أشكال التعاون المثمر والعمل على توحيد المواقف والصفوف إزاء مجمل القضايا والمعالجات الموضوعية إزاء التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية تحتم التنسيق والتواصل والتشاور المستمر بين أبناء هذه الأمة لمواجهة هذه التحديات والعمل على صيانة الأمن العربي من المؤمرات الأجنبية والتعامل مع القضايا القومية بجدية وحزم.وقد أثبتت السياسة الخارجية للجمهورية اليمنية في إطارها العام إنها ذات توجه قومي يستهدف تحقيق الغايات والأهداف الوطنية .