أكاديميون يتحدثون عن ثورة (26) سبتمبر وما تحقق من أهدافها ومتطلبات الحفاظ على مكتسباتها:
أجرى اللقاءات/ بشير الحزمي:بمناسبة احتفالات بلادنا بالعيد الثامن والأربعين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة .. التقت الصحيفة بعدد من الاكاديميين الذين شاركونا بطروحاتهم وتحدثوا عن الثورة اليمنية 26 سبتمبر وما تحقق من أهدافها ومتطلبات الحفاظ على مكتسباتها .. فإلى التفاصيل: أ. د. أحمد الكبسي ـ نائب رئيس جامعة صنعاء للشؤون الأكاديمية قال: نهنئ شعبنا اليمني بالذكرى السنوية لثورتي سبتمبر وأكتوبر (سبتمبر الأم ووليدتها أكتوبر) بعد ثمانية وأربعين عاماً على قيام ثورة 26 سبتمبر و47 عاماً من قيام ثورة 14 أكتوبر لدينا كشف حساب على ماذا تحقق من أهداف الثورة اليمنية، ونلاحظ أن الثورة اليمنية الأم 26 سبتمبر (ميلاد اليمن الحديث) .. ومن خلال أهدافها الستة نلاحظ أنه وجدت الكثير والكثير من العراقيل أمام تحقيق أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، إلا أنه وبرغم كل هذه التحديات فقد تحقق الكثير والكثير من الانجازات سواء كانت في المجال الاجتماعي أو في المجال الديمقراطي أو في مجال التنمية، وأيضاً تحقق الهدف الأكبر للثورة اليمنية ولحركة النضال الوطني وهو إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني في 22 مايو 1990م وحالما نرصد ماذا تحقق منذ يوم 22 مايو 1990م إلى يومنا هذا كمحصلة وكمنجز لثورتي سبتمبر وأكتوبر نجد أن الوحدة اليمنية تحققت ونجد الانجازات في المجال الديمقراطي وفي مجال مؤسسات المجتمع المدني وفي مجال الانتخابات وفي المجالات المختلفة سواء كان في الطرق أو المطارات أو في المجال التعليمي العام والجامعي، وبعد إنعدام وجود أي جامعة يمنية في اليمن قبل قيام الثورة نجد الآن أنه لاتكاد تخلو محافظة من المحافظات من جامعة أو مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي سواء كليات المجتمع أو المعاهد المهنية، وما إلى ذلك، بالإضافة إلى المكانة الدولية التي استطاعت اليمن ان تحققها، فاليمن لم تكن معروفة للعالم، وكانت تعيش في عزلة سلبية بعكس العزلة الايجابية التي عاشتها اليابان أو التي عاشها الاتحاد السوفيتي أو عاشتها الكثير من الدول المتقدمة، ولهذا كان الطريق طويلاً والنضال مستمراً وتحققت الكثير والكثير من المنجزات .وأضاف أن من أهم المتطلبات للحفاظ على مكاسب الثورة اليمنية هو الولاء.وقال كيف يمكن أن نتجه بولائنا للوطن اليمني وان يكون لليمن وليس للمحافظة أو القبيلة أو العشيرة أو للحزب، وأيضاً ان نلتزم باختيار الكفاءات التي تعمل، أو نسأل أنفسنا لماذا قامت الثورة .. قامت الثورة لإزاحة المظالم، ومن اجل المواطنة المتساوية، ونريد الجميع وأن لايقعوا في الخطأ الذي وقعت فيه الدول الأخرى والجماعات الأخرى وأن يحاولوا أن يتساءلوا لماذا قامت الثورة، فالثورة قامت من أجل بناء وطن، ومن أجل تجديد المسار الحضاري لليمن، ومن أجل تحقيق العدالة والمواطنة المتساوية والبعد عن العنصرية والمناطقية والبعد عن كل هذه الآفات التي قامت الثورة من أجلها، واعتقد إذا أخلصنا وإذا صدقنا التوجه فسوف نبني دولة عظمى، أما إذا أسأنا فسيوجد الكثير من الامتعاض والكثير من التمرد والكثير أيضاً من عدم الرضا وأيضاً سيوجد من يشكك في هذه الأمور، فلنعمل جميعاً ولنجسد أهداف الثورة اليمنية قولاً وعملاً.وأوضح أن مستقبل اليمن نحن من سيبنيه ونحن الذين نشيده، والشيء الذي نأمله ويأمله كل مواطن يمني مخلص أن يكون مستقبل إعادة بناء الدولة اليمنية الموحدة المتقدمة .. الدولة اليمنية التي تحقق فيها كل الانجازات والتي أيضاً تحتل مكانها في الوطن العربي وفي العالم سواء كان من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، وما إلى ذلك، نأمل أن نتجاوز العقبات سواء كان مثيروها ممن يحملون عقلية التخلف أو من تسيرهم قوى خارجية، لكن الإرادة هي أيضاً بناء الدولة اليمنية الحديثة والدولة اليمنية القوية التي يعتز بها ابناؤها وعندما يخرجون إلى العالم يخرجون مرفوعي الرؤوس.وبهذه المناسبة وعبر (صحيفة 14 أكتوبر) نرفع اسمى آيات التهاني لأبناء شعبنا العظيم وللقيادة السياسية وللحكومة، ولكل من يحافظ على منجزات الثورة وعلى وحدة الوطن اليمني، لأن وحدة الوطن اليمني هدف اكتوبري سبتمبري ولايمكن أن يشكك فيه إلا من عميت بصيرته ومن تشتت ولاءه أو من كان هدفه الدرهم والدينار ولم يكن هدفه تحقيق أهداف الحركة الوطنية والوفاء لدماء الشهداء الأبرار لثورة سبتمبر أو ثورة أكتوبر .. فهنيئاً للجميع هذه المناسبة العظيمة وكل عام والجميع بخير.[c1]الثورة تجسدت من خلال تحقيق أهدافها[/c]أما الدكتور/ أحمد محمد العجل ـ عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء فقد تحدث بالقول: الثورة اليمنية في عيدها الثامن والأربعين تعبر عن هموم ومشاعر اليمنيين ماضياً وحاضراً، ولاشك في أن أبناء اليمن استصحبوا في عواطفهم ومشاعرهم النضالات واستصحبوا العظماء الوطنيين والزعامات الثورية العظيمة، ومفاهيم واحدية الثورة اليمنية، قيم الثورة اليمنية، وأهداف الثورة اليمنية ولذلك عندما تطل علينا الثورة في عيدها في كل عام تتجسد يوماً عن يوم ويحصل ترسيخ لها مع أنها في استحضار كل وطني ومخلص دوماً ودائماً، الثورة اليمنية تجسدت بنسبة كبيرة جداً من خلال تجسيد أهدافها، نحن نلحظ الوحدة اليمنية التي تحققت بزعامة الأخ الرئيس وبعون الله قبل كل شيء، نلحظ أيضاً النهج الديمقراطي الذي حقق مكتسبات كبيرة والسياسة الحكيمة في مجالات الاقتصاد والتنمية التي هي عصب الحياة اليمنية، فتحققت نجاحات كبيرة، وتحققت قفزات نوعية، ومكتسبات على أرض الواقع يحس بها القاصي والداني، فعندما تذهب إلى المناطق النائية والبعيدة تجد المدرسة ومشروع المياه ومشروع الكهرباء، وتجد الوحدة الصحية ومركز الشرطة والطريق المعبدة وتجد الخدمات المجتمعية وتجد خدمات كثيرة جداً، لا شك في أن هذه ثمرة عظيمة من ثمار الثورة اليمنية وهي تعكس صلابة ونجاح الثورة اليمنية، ونحن نلاحظ أيضاً أن الشعب اليمني متشبع بروح الثورة اليمنية ومتألق في الحفاظ عليها، ونستحضر في حصار السبعين كيف وقف أبناء اليمن في الدفاع عن الثورة اليمنية وفي عام 1994م كيف وقف أبناء اليمن في الدفاع عن الوحدة اليمنية لأن الوحدة اليمنية هي الهدف الاستراتيجي للثورة اليمنية، ولأن واحدية الثورة اليمنية تحولت إلى واحدية الشعب اليمني، وأكدت الأصالة اليمنية وأكدت الحضارة الوحدوية لأبناء اليمن ولأرض اليمن السعيدة التي قال الله تعالى عنها (بلدة طيبة ورب غفور)، نلحظ أيضاً في الدفاع عن الثورة اليمنية كيف وقف الجيش وكيف آزره الشعب قاطبة في مواجهة فتنة الحوثيين ورأينا الرأي العام اليمني ومواقفه الموحدة في صف واحد يشكل لوحة يمنية كانت رسالة صادقة للدفاع عن الثورة اليمنية، ورأينا التجهيزات والتبرعات ورأينا تجهيز القوافل لمساعدة الجيش ولدعم النازحين وما ذلك إلا تعبير عن الرأي العام اليمني وعن همومه وعن مشاعره تجاه الدفاع عن الثورة اليمنية ومواجهة كل من يتآمر على الثورة اليمنية، وينبغي أن يكون هذا درساً للحوثيين ودرساً للآخرين الذين يعيثون في الأرض فساداً ويعتدون على الثوابت الوطنية.وأضاف: عندما نتحدث عن أهداف الثورة اليمنية سنجد أن الثورة عملت على استخراج الكثير من الثروات ولاشك في أنه كلما ترسخ الأمن والاستقرار نجحت اليمن في الجذب الاستثماري سواء في المجال الصناعي أو في مجال استخراج الثروات المعدنية من نفط وغاز وقد رأينا تقدماً مذهلاً في هذا الجانب، أو في مجال الثروات المعدنية المعروف بالمازل وهنالك احتياطات هائلة جداً في الجبال اليمنية، والشيء الذي أود أن أقوله .. كيف يتكامل أبناء الشعب صفاً واحداً مع الدولة ومع خطط الدولة .. كيف يتكاملون مع الدولة وجهودها في ترسيخ الثورة وقطف ثمارها الرائعة الجميلة .. كيف نقف صفاً واحداً أمام التحديات سواء التحدي الاقتصادي، وظروف مواجهته من خلال استيعاب البطالة، واستيعاب المهارات المتنوعة ومن خلال دعم الدولة وفي شبكة الأمان الاجتماعي، كيف ندعم هذا الجانب بالزكاة فلو أدى أبناء اليمن زكاة أموالهم وزكاة أنفسهم إلى الدولة لاستطاعت الدولة أن تعالج مشاكلها ومشاكل كل مواطن، وبكل اقتدار ومسؤولية كبيرة، وهنا ندعو أنفسنا وندعو أبناء شعبنا إلى ان يدفعوا زكاة أموالهم إلى الدولة لان هذا تفاعل إيجابي مع الثورة اليمنية، ندعو أنفسنا وأبناءنا إلى دفع الضرائب وان لا نتهرب عنها، فعندما يتهرب الشخص عن الضرائب فأنه يتهرب عن واجب وطني ويتهرب عن مصلحة وطنية وعن حقوق أمة، يريد أن يأكل ويشرب ويسرح ويمرح ويلبس وينطلق وهو لايشارك في التنمية يريد أن يكون عالة على المجتمع وهو أمر سيئ،.المبادرة هي أساس الإسلام وهي أساس الإيمان، (خير الناس أنفعهم للناس) قاعدة شرعية عظيمة والحديث الآخر (خيركم خيركم لأهله) .. كيف نكون خير الناس لأهلنا ولأبنائنا ولشعبنا .. أنا سأعطيك مثالاً صغيراً في هذا الجانب هو أحداث الـ 11 من سبتمبر حيث تفاعل الشعب الأمريكي مع الحكومة الأمريكية وكانت البلاغات بنسبة 80% عن مواطن الإرهاب أو الجرائم وبالذات الجريمة المنظمة الحديثة التي تعاني منها أمريكا وأوروبا، نحن نقول في الشريعة الإسلامية وفي الثقافة الإسلامية أن الأصل أن الحكومة في الإسلام تعتمد على المواطنين كل مواطن يكون جندياً بطريقة غير مباشرة والجندي المجهول هو الوطن العظيم، فعندما ابلغ الدولة وأسهم في منع الجريمة قبل حصولها فسأحظى برضوان ربي واحظى بثقة الناس جميعاً.، اختم كلامي بكيف نحافظ على ثورتنا وكيف نسهم في ترسيخها .. وأن نركز على الأسرة كيف تقوم بدورها .. وبواجباتها .. أنا أقول إن معظم من تم اختراقهم سواء مع الحوثيين أو مع الإرهابيين (القاعدة) أو مع دعاة الردة والانفصال والتشرذم أو مع غيرهم من الطابور الخامس إنما ذلك عبر اختراق الأسرة، ولو كانت الأسرة واعية لما حصلت تلكم السلبيات ولعلنا نذكر قول الأديب العربي (الأم مدرسة إذا أعددتها** أعددت شعباً طيب الأعراق) والأم هي تعبير عن الأسرة وعن دور الأسرة .. كيف نحمي الأسرة اليمنية من التصدع لأن التصدع يحدث لنا إشكاليات كعمالة الأطفال التي نشاهدها وتهريب الأطفال ومشاكل الأطفال والتغرير بالنشء والشباب كله يعود لأسباب أبرزها تصدع الأسرة، وكيف نحيي دور المدرسة في ترسيخ الولاء لله تعالى ثم للوطن بعيداً عن الولاءات الضيقة والمناطقية والطائفية والسلالية والحزبية الضيقة، ولاشك في ان التطورات توجب علينا أن نتفاعل مع دولتنا وأن نتفاعل مع السياسة للحد من الإرهاب والقضاء عليه إن شاء الله، نحن لانأمل الحد من الإرهاب فحسب ولكن نأمل تجفيف منابعه، فشعبنا قطع مسيرة كبيرة في الوعي وأنا أقول إن الوعي هو الاساس الذي يتولد عنه الشعور بمسؤولية والشعور بالمسؤولية يتولد عنه العمل والمشاركة والعمل والمشاركة هما أساس التنمية لأنه لا تنمية إلا بإرادة ولا إرادة أمة إلا بمشاركة شعبية والحمد لله رب العالمين.[c1]إضاءات مشرقة[/c]من جانبه يقول الدكتور/ قايد محمد عقلان ، نائب عميد المعهد الوطني للعلوم الإدارية لشؤون البرامج وتنمية التدريب: شكراً جزيلاً لصحيفة (14 أكتوبر) التي تضيء جنباتنا في الوطن بشكل مستمر في مختلف القضايا لاسيما في المناسبات الوطنية ومنها عيد السادس والعشرين من سبتمبر الذي يأتي هذا العام ويحمل رقم (48) الذي يقارب نصف قرن من عمر الثورة اليمنية .. أنا في موقعي هذا أرى أن مسألة التقييم بالنسبة لي هي صعبة إلى حد ما لكن في الواقع نستطيع أن نقول أن هناك إضاءات مشرقة وجوانب نعتز بها من ضمنها إذا اتخذنا معايير ثورة 26 سبتمبر، الأهداف التي وضعت لها نجد أنها كثيرة الأهداف وتحقق منها الكثير ولاسيما إعادة تحقيق الوحدة الوطنية على التراب اليمني هذا يكاد يكون هو الهدف الأبرز الذي ينشده كل الوطنيين على هذا الوطن ونتمنى أن تتسق بقية الأهداف تطوراً، نحن نقول مازال الطموح قائماً في التطوير سواء على المستوى التنموي أو على المستوى الثقافي أو على المستوى المعرفي، وكذلك على مستوى ترسيخ الوحدة الوطنية لأبناء الوطن، وبهذه المناسبة حقيقة يأتي الحدث الأبرز هو الوحدة اليمنية الذي نعزز ونؤكد من قيمتها بوصفها معطى استراتيجياً يجب ان تبقى كونها لصيقة باليمن منذ بداية عهد الثورة اليمنية التي ناظل من أجلها مختلف أبناء الوطن وقوائمه، كما نتمنى على مختلف اخواننا في ربوع اليمن ان يشكلوا جسداً واحداً في اللحمة اليمنية من اجل الدفاع عن الوحدة والتوعية بأهميتها، وكذلك في مختلف مسارات التنمية، فالوطن هو وطن الجميع وبفضل قيادتنا السياسية الحكيمة التي ترعى هذا الوطن نتمنى ان يكون هناك تناغم على مستوى القيادة وأبناء الشعب بأن نعزف معاً النشيد الوطني من روح وطنية حقة بما يحقق مكاسب عظيمة لهذا الوطن المعطاء.وأضاف أن دورنا كمواطنين من أجل الحفاظ على مكتسبات الثورة اليمنية هو التوعية بأهميتها وأهمية أهداف ثورة سبتمبر والتغيير الذي ننشده ما كان يصير قبل ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر سواء في الجزء الشمالي من النظام الكهنوتي الأمامي، أو في الجنوب المحتل، فقد عانينا الأمرين على مدى عقود من الزمن، والثورة أضاءت لنا الكثير من الجوانب سواء على المستوى المعرفي أوالتنموي أوالاجتماعي، فيجب ان نشد أيدينا بعضنا مع بعض في استمرارية هذا العطاء الثوري وعدم التقهقر إلى الوراء سواء من دعوات ماضوية أو ضيقة أو فئوية لاتخدم إلا فئة من الناس ضاق بهم الحال نتيجة لخسرانهم لمكاسبهم التي كانت إنانية وضيقة، فنحن نقول إن الثورة هي شريان رئوي يغذي كل أبناء الوطن وبالتالي يجب ان يلتقي كل أبناء الوطن في تغذية ودعم الثورة بكافة ابعادها الثقافية والاجتماعية والسياسية، ونأمل أن يكون جيل الثورة الآن جيلاً واعياً لأنه المعني بالدفاع عنها وصاحب القرار في المستقبل، وأعتقد أن هناك وعياً شعبياً كل يوم يزداد بأهمية الثورة لليمنيين والوطن.وأسترسل بالقول: نحن نقول أن المستقبل بيد الله لكن الآمال معقودة نحو الأفضل إن شاء الله لكن هذا لايؤخذ بالأماني وانما يجب أن تمهر هذه الأمنية بالعمل الجاد والنشاط سواء على مستوى الطالب البسيط بسعيه الجاد في نيل العلم بأصوله الحقيقية، أو الموظف البسيط ببذل قصارى جهده للنجاح بوظيفته، الفلاح أو ربة البيت .. كلنا يجب أن يكون عنواننا اليمن، واليمن لن ترتقي إلا برقي أبنائها، وبالتالي إذا ما أخذنا هذا الهدف قاسماً مشتركاً لنا كل في مجاله واختصاصاته فهذا هو المستقبل الذي نتحدث عنه بكل ثقة لكن إذا لم تكن لنا رؤية استراتيجية وإدراك واضح فلن يكون المستقبل إلا أماني والأماني ولا تؤخذ ببساطة، نحن نقول الأمنيات تمهر بالعمل .. بالعمل .. بالعمل فهذا العمل هو الأبقى لنا والأصلح وهو الذي سوف يصنع المستقبل، وآمل ان يكون هناك وعي على مستوى مختلف شرائح المجتمع، لكن تحديداً نقصد الشباب ورسالتي لهم ان يتلافوا القصور الذي نحن نعيشه أو عاشه آباؤنا واجدادنا وان نصحح من هذه الأخطاء والمسالك وان نرتقي بالوطن بأفكارنا وان اليمن هو للجميع والهوية والمعيار الأساسي في النهوض باليمن هو المواطنة بغض النظر عن العرق أو الاصل أو الدين أو الحزب أو الفئة، ويجب ان تكون في اطارها الموضوعي ولايجب أن تتعدى الوطن لأن الوطن هو ميدان الجميع ولا يجب أن تتم مقارنته سواء مع فئة أو مع قبيلة أو مع حزب .. لا .. بل يبقى خطاً مستقلاً الكل ينشده.[c1]إنجازات ماثلة للعيان[/c]من جهته يقول الدكتور/ عبدالباقي النهاري ـ نائب عميد كلية التربية لشؤون الطلاب بجامعة صنعاء: إن الثورة اليمنية بعد مرور ثمانية وأربعين عاماً لا وجه للمقارنة بينها وما قبلها باعتبارها جاءت على أمية وعلى تخلف وعلى خدمات غير موجودة سواء في التعليم أو الصحة أو الاقتصاد أو الزراعة وما تحقق حتى الآن يعد منجزاً من منجزات الثورة اليمنية ومكسباً من مكاسبها وهذه المكاسب والمنجزات تحققت بإرادة يمنية صادقة من هذا الشعب أن ينطلق إلى آفاق رحبة، إرادة الدولة اليمنية الحديثة (الجمهورية اليمنية) أن تكون في مصاف الدول ذات السيادة على أراضيها وعلى مياهها وهي القادرة على التغيير والتنمية والقادرة على بناء الإنسان اليمني بناءً يواكب العصر ويواكب التطور، ولنقل أن معظم المنجزات أو معظم الأهداف التي كان ينبغي على الثورة اليمنية أن تحققها وهي ماثلة للعيان .. التعليم .. التنمية .. الجيش اليمني القوي .. السيادة اليمنية الكاملة على الأراضي اليمنية، أما الوحدة فهي منجز المنجزات.أما متطلبات الحفاظ على مكاسب الثورة فهي تحصين الشباب بالوعي الوطني والوعي القومي وأن تعمل مناهج التربية والتعليم على التوثيق والتأصيل للشخصيات الوطنية في كافة المجالات الأدبية والعلمية والثقافية والزراعية والمعمارية وكافة المجالات الإبداعية التي ساهم بها الإنسان اليمني في بناء الثورة وساهم في بناء والجمهورية اليمنية، لذلك تتأصل الثورة اليمنية وتتجذر في نفوس وعواطف ومشاعر أبنائنا عبر السنين، ويعاب حقيقة على مناهجنا أنها تهمل هذا الجانب، أضف إلى ذلك أنه يجب أن تخلد بعض الشخصيات الخالدة من الشهداء، تسمى المدارس بأسماء الثوار والوطنيين والأحرار اليمنيين مع نبذة عن حياتهم، أيضاً ينبغي أن نعرف الأجيال بعمل مقارنة بين الماضي والحاضر .. كيف كنا وكيف أصبحنا، فقد لايصدق الجيل الجديد كيف كانت اليمن قبل الثورة فعلى مستوى العاصمة لم يكن فيها أبسط الخدمات الأساسية وأبسط الأشياء التي يفترض أن تكون موجودة، فيلاحظ الآن أن كل شيء موجود وبإمكانات يمنية ذاتية، والمستقبل حقيقة يبشر بخير كبير، إذا ما تضافرت الجهود وعلمت الأجيال أن من واجبها الحفاظ على الثورة وعلى الجمهورية وعلى الوحدة وعلى المكاسب.وأدعو الشباب ألا ينسوا تلك التضحيات وتلك الصفحات الخالدة التي قدمها الآباء والأجداد من أجل الثورة اليمنية وكيف ضحوا بأنفسهم من أجل أن يحيا الشعب وينعتق من الاستعباد ومن حكم الكهنوت وأن يتحرر من الاستعمار، ومن هنا أحث أبنائي وبناتي الطلاب على القراءة وعلى الإطلاع والاجتهاد والدراسة وتطوير الذات بكل الإمكانات المتاحة، فالحمد لله التعليم المجاني متاح والصحة متاحة وكل القضايا في متناول الجميع وكذا أن يساهموا في منظمات المجتمع المدني التي تخدم المجتمع.[c1]منجزات تنموية مهمة[/c]بدوره يقول الدكتور/ فازع خالد المسلمي ـ الأستاذ المساعد بقسم اللغة الانجليزية بكلية التربية جامعة صنعاء: إن الثورة اليمنية منذ قيامها بنيت على أهداف ستة أولها التحرر من الاستعمار وآخرها احترام مواثيق الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية، فأنا أعتقد أن اليمن مرت بعدة مراحل بعد قيام الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962م ومنها مرحلة ما بعد الثورة بحوالي عشر سنوات أو ثماني سنوات، التي كانت الثورة فيها قائمة شكلياً أكثر مما هي ومضموناً وبدأت أهداف الثورة تتجسد في أرض الواقع لاسيما بعد تولي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مقاليد الحكم، فرغم أنه كان هنالك الكثير من الحروب والمشاكل الداخلية إلا أنه كان هناك الكثير من الانجازات فبدأت كل الشوائب التي كانت بارزة بعد قيام الثورة اليمنية تنجلي وازيلت بصورة شبه كاملة وأيضاً هناك منجزات تنموية عديدة تحققت فهناك نهضة حقيقية في التعليم وفي المنشآت التعليمية والعديد من المؤسسات والطرقات والكهرباء وهناك العديد من المنجزات التنموية الهائلة والتعاون مع المجتمع الدولي والعلاقات الدولية وأصبحت اليمن منفتحة على الآخر بعكس ما كانت تعيشه في عصر الإمامة المتخلف حيث كانت منغلقة إنغلاقاً شبه كلي واصبح لليمن اسم في المجتمع الدولي واصبحت تحتضن العديد من المؤتمرات والفعاليات الدولية التي تنعقد في العاصمة اليمنية كل هذه الأهداف تحققت في عهد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح (حفظه الله).وأضاف أن هناك العديد من المتطلبات للحفاظ على مكاسب الثورة اليمنية منها ما ينبغي أن تقوم به الحكومة والدولة بشكل عام بأن تتبنى الحكومة رؤى واستراتيجيات واضحة للتعليم ونشر صورة جيدة للوحدة وللثورة وللجمهورية في المناهج التعليمية وإدخال بعض المفاهيم الأساسية إضافة إلى إقامة الندوات والورش لتربية النشء تربية سليمة وصحيحة بحيث يكون بعيداً عن التطرف والإرهاب ولايكون عرضة لأي دخيل على مبادئ وقيم الثورة اليمنية، ويجب علينا نحن أن نتسلح بالمعرفة وان ونحاول أن نقرأ التاريخ بعمق وأن نراجع الماضي حتى نؤدي رسالتنا للأجيال القادمة، ونحصنهم بالافكار السليمة ضد الافكار الهدامة التي يمكن ان تؤدي إلى الانقضاض على هذه الثورة.وقال: إن مستقبل اليمن بخير أن شاء الله ويجب أن نتفاءل بخير، وان ما يعيشه الوطن من مشكلات سببها اعداء الوطن الذين يريدون الانقضاض على الثورة والجمهورية والوحدة ستظل قائمة مادام الشعب اليمني حياً، والشعب اليمني من الشعوب التي لايمكن ان يستهان بها ويمكن ان يصد أي قوى متآمرة على الثورة والجمهورية والوحدة ومكتسباتها.