استطلاع/ بشير الحزمي -فايزة مشورةالأخت/ نعمة الزغروري - أمين عام الجمعية قالت: إن المعاق إنسان ينبغي أن يحصل على جميع حقوقه لكي يصبح قادراً على العطاء والبناء والإبداع ومن ثم يحيا حياة تليق بإنسانيته وكرامته، ومن أجل ذلك أنشئت الجمعية لتلبية احتياجات الأطفال المعاقين الذين لم يستطيعوا الالتحاق ببرامج التأهيل والتدريب والتعليم التي تقدمها مراكز التأهيل التعليمي والتدريب المهني لذوي الاحتياجات الخاصة، وقد تأسست الجمعية بأمانة العاصمة في 10 مايو 1999م كجمعية خيرية اجتماعية تنموية بذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف الفئات “البدنية - الحسية - الذهنية” وتركز جل اهتمامها على رعاية وتأهيل المعاقين ذهنياً كمرحلة أولى، وتقدم الجمعية لمنتسبيها برامج رعاية وتعليمية وتأهيلية لكل بما يتناسب والقدرات والإمكانات المتاحة وفقاً للحاجة فالمعاق هو إنسان قبل كل شيء وإن كان يعاني من عجز أو قصور فقد أثرت على حياته وتعوقه عن مسايرة أقرانه من الأسوياء الأمر الذي يلزمنا كمجتمع بضرورة الاهتمام وتوفير المناخات الاجتماعية والنفسية الملائمة ليتمكن من خلاله التغلب على إعاقته وإطلاق إبداعاته ومهاراته من أجل ذلك اخترنا العمل مع هذه الفئة باعتبارها أكثر فئات الإعاقة صعوبة من حيث النوع وشدة درجتها، ونحن نسعى معهم على التغلب من إعاقتهم ومنحهم الأمل والثقة بالنفس في حياة أفضل وذلك من خلال قيامنا بتهيئة الظروف المحيطة بهم أسرياً واجتماعياً وبتوفير العوامل المساعدة في إطلاق مهاراتهم وإبداعاتهم.[c1] مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة[/c]وأضافت أن الجمعية تضم مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة وهذه المدرسة مكونة من “ثلاثة عشر” فصلاً من فئة التخلف الذهني وعدد الملتحقين بها “170” طالباً وطالبة منهم “130” ذكراً، “40” إنثا، وتتكون هيئة التدريس فيها من “33” مدرسة وأخصائية ومشرفة وقد تم مؤخراً إفتتاح قسم تمهيدي للأطفال المعاقين ذهنياً من عمر 4 - 7 سنوات ويضم هذا لقسم “ثلاثة” فصول، وفيه “26” طالباً وطالبة.[c1]أهداف الجمعية[/c] وعن أهداف الجمعية قالت: إن هناك مجموعة من الأهداف التي تسعى الجمعية لتحقيقها ومن أبرزها الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة بتوفير الرعاية الصحية والعلاجية الكاملة والتأهيل العلمي الجيد وتقديم الخدمة الاجتماعية التي تليق بمستواه وكرامته كإنسان، العمل على إدماجهم مع بقية شرائح المجتمع، الإسهام في تقليص ظاهرة الفقر والبطالة بين ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال إنشاء المشاريع الصغيرة المدرة للدخل، القيام بإنشاء مكتبة متخصصة ومتكاملة مرئية ومسموعة ومقروءة يستفيد منها ذوو الاحتياجات الخاصة بصورة عامة وطلاب وأعضاء الجمعية بصفة خاصة، السعي لدى الجهات المعنية في مجال التربية والتعليم للوصول معها إلى تأهيل وإعداد الكادر المتخصص من المدرسين والمدرسات في مجال تربية ذوي الاحتياجات الخاصة، والتعاون مع كافة المراكز والجمعيات النشطة في مجال خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على تمكينهم من حقوقهم بما يوفر لهم ولأسرهم الحد الأدنى من الاستقرار الاجتماعي والنفسي.[c1]أنشطة وفعاليات[/c]وعن الأنشطة التي تنفذها الجمعية لهذه الشريحة قالت إن الجمعية تقوم بالعديد من الأنشطة والفعاليات التي منها تنظيم الدورات التدريبية والتأهيلية لرفع كفاءة وقدرات المدرسين والمدرسات العاملين في حقل ذوي الاحتياجات الخاصة، تنظيم الندوات واللقاءات وورش العمل والحلقات النقاشية لتدريس ومناقشة مجمل القضايا المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة وهمومهم وقضاياهم وتدارس المعوقات التي تحول دون إمكانية إدماجهم في المجتمع وعدم تمكينهم من الحصول على كافة حقوقهم التي كفلتها لهم المواثيق والقوانين المحلية والدولية، وكذا القيام بإجراء الدراسات والبحوث الميدانية المتعلقة بكافة أنواع الإعاقات وقضايا المعاقين، تنظيم دورات تدريبية تأهيلية خاصة بالمبدعين لتنمية مهاراتهم الفنية وتحسين قدراتهم المهنية وتطوير كفاءتهم العلمية والإبداعية، بالإضافة إلى نشر الوعي بحقوقهم، وتنظيم الرحلات الترفيهية لطلاب المدرسة وذوي الاحتياجات الخاصة من أعضاء الجمعية، وتنظيم رحلات جماعية بالتنسيق مع جمعيات أو مراكز أخرى بهدف خلق حالة تعارف بين ذوي الاحتياجات الخاصة وتوثيق الصلة، تنظيم مسابقات علمية وثقافية مع مدارس أهلية وحكومية هدفها إزالة النظرة القاصرة تجاه المعاق وفي ذات الوقت لزرع الثقة لدى المعاق نفسه بإمكانية الإبداع وتفوقه كأخيه السوي.[c1]تصنيف حسب نوع الإعاقة[/c]وحول وضع الأطفال المعاقين ذهنياً الملتحقين بالمدرسة في الجمعية وكيفية استقبالهم قالت: نحن نقوم باستقبال جميع الطلاب من كل الفئات ونقوم بتصنيفهم حسب نوع إعاقتهم، وبعد تصنيفهم نقوم بعمل البرنامج اللازم لهم بحسب نسبة إعاقتهم ودرجة الفهم لديهم، والإعاقة الذهنية ليست درجة واحدة لأن هناك إعاقة شديدة وإعاقة متوسطة حسب ما تم تقييمه لكل حالة ونحن نتف اجأ أن هناك طلاباً من عمر 12 - 15 سنة قد لا يعرفون كيف يغسلون أيديهم أو يدخلوا الحمام من أنفسهم وهؤلاء نضعهم في فصل المبتدئين حتى وإن كان عمرهم كبيراً، وهذا الفصل يعتمد على التدريب واكتساب المهارات المختلفة في شتى المجالات الحياتية والبسيطة ثم ينتقل للفصل تمهيدي “1” وبعدها تمهيدي “2” ثم يتم انتقاله إلى الفصل المتوسط لتعليم الحروف والأرقام والكلمات والأشكال، وبعد ذلك ينتقل إلى فصل متقدم ومن ثم الفصل الأول.[c1]صعوبات ومعوقات[/c]وعن الصعوبات والمعوقات التي تواجه الجمعية قالت إن من أبرز المعوقات هي عدم وجود مدربة أو معلمة خاصة تقوم بالتدريب والتوجيه للمدرسات والإشراف أولاً بأول على الطلاب المعاقين ذهنياً وإعداد التقارير لكل حالة إلى جانب إعداد البرامج الخاصة بكل حالة، ومن الصعوبات أيضاً عدم وجود التقرير الطبي لبعض الحالات الملتحقين بالجمعية وفي هذه الحالة يتم تحويل الحالة إلى مستشفى الثورة لعمل التقرير الطبي وهذا التقرير هو بالنسبة لنا مهم لمعرفة نسبة عجز الطالب ولكي نعرف ماذا يحتاج كل طالب ويتم تحديد نسبة الذكاء عن طريق مدرسات داخل الجمعية، وما نعانيه أيضاً هو انعدام الإشراف الطبي والصحي إلا أننا نتابع عبر وزارة الصحة أن يكون هناك طبيب متخصص ومنتدب أسبوعياً أو شهرياً ليكون الطلاب تحت إشراف متخصصين، والجمعية ليس لديها الإمكانيات اللازمة لتحمل أعباء أخرى فالطالب قد يحتاج إلى علاج طبيعي فنقوم بإرسال الطلاب إلى مراكز الأطراف عبر مذكرة من صندوق المعاقين. أي أننا محتاجون لآلات ومدربين للعلاج الطبيعي داخل الجمعية، فالمكان متوفر لكن تنقصنا الإمكانيات إلى جانب ذلك فالطالب أو الطالبة لديه نسيان بنسبة عالية ويستوعب بصعوبة وعقله مشتت ونحن لا نعرف ما تحتاجه هذه الحالة هل تدريب أو تعليم … ألخ.فنحن بحاجة لمعرفة ما يحتاجه الطالب لكي يتم تزويده وتدريبه بكل ما يحتاجه، فهناك طلاب هم بحاجة لتدريب مهني كالنجارة والأشغال اليدوية وغيرها.[c1]زيارة الأهالي وإرشادهم[/c]أما الأخت/ شمس الرداعي - أخصائية اجتماعية في الجمعية قالت: إن أول شيء عندما يلتحق الطالب بالمدرسة نتأكد من أعاقته من خلال التقرير الطبي وإذا لم يكن عنده هذا التقرير نعمل له إرسالية إلى مستشفى الثورة لكي يعملوا له تقريراً طبياً وبالتالي نتأكد من الإعاقة، فإذا كانت إعاقة ذهنية يتم قبوله بالمدرسة وإذا كانت إعاقته غير ذهنية نقوم بتحويله إلى جمعية أخرى بحسب نوع الإعاقة، وعملي في المدرسة كأخصائية اجتماعية هو النزول إلى البيوت لمعرفة حالات الطلاب في المنازل ومعرفة كيفية تعامل أهاليهم معهم، ونقوم بإرشاد الأهالي إلى كيف يتعاملوا مع أبنائهم المعاقين بحيث أنها تكون معاملة طيبة ومتساوية مع معاملتهم مع أخوانهم الأسوياء ونحرص على أن لا يكون هناك تمييز بالدلال ولا بالقسوة لأن غالبية الناس يتعاملوا مع أبنائهم المعاقين بالقسوة، وأكثر شيء لكي تعرف تتعامل معه هو أن تتعرف على حالته النفسية، في الأسرة، فالأغلبية العظمى من الأطفال الموجودين معنا يعانون الحرمان من الحنان، فعندما يأتي إلى الجمعية ويلتحق بالمدرسة نحاول تعويضه وذلك بتعاملنا معه بحب وحنان، وكذلك يشعر الطفل بالراحة والاطمئنان ويبدأ يتقبل الإرشاد وتحدث الاستجابة منه. غير أن أكثر الصعوبات التي نواجهها مع الأطفال الموجودين معنا هو أن الاستجابة من قبل بعض الأسر غير موجودة، ومن هنا نؤكد أن دور الأسرة مهم جداً وهو الأساس في الأول والأخير ولا يمكن للطفل أن يستجيب أو يتحسن لأن دور الأسرة مغيب.[c1]قسم خاص للروضة[/c]ومن جانبها تقول الأخت/ صنعاء محمد المشدلي مشرفة الروضة في مدرسة الجمعية لقد تم افتتاح قسم جديد في المدرسة وهو قسم الروضة وهذا القسم كان في السابق عبارة عن فكرة عامة وبدأت تتحقق في أرض الواقع برعاية الأستاذة منى باشراحيل رئيسة الجمعية والأستاذة نعمة الزغروري أمين عام الجمعية الذي كان لها الدور الفعال والفكرة الأكبر لهذه الروضة وقد افتتح بداية ليكون أساس فصلين أو ثلاثة فصول ونحن الآن في طور البداية في هذا القسم وإن شاء الله في العام القادم يتطور ويتوسع، وطبعاً نحن في هذا القسم نستقبل الطلاب 7-4 سنوات ويتم توزيع الطلاب في هذا القسم إلى أقسام بحسب الاختبارات التي نقوم بها لهم وفقاً لما أخذناه في الدورات التدريبية حيث وقد أخذنا عدة دورات تدريبية للقيام بهذا الأمر، وأعتقد أن هذا القسم يمثل أهمية كبرى لأنه في السابق لم يكن استقبال الطلاب في المدرسة يتم إلا وهم في أعمار متقدمة وقد اكتسبوا ثقافة أو مهارات لم يكونوا يعرفوها. أما الآن في قسم الروضة فنحن نبدأ معهم من الأساس فالطفل كلما كان أصغر كلما كان استيعابه للأشياء أكبر، ونحن طبعاً نعلمهم في المهارات الأساسية الحياتية التي يحتاجوها هم كأطفال من آجل أن يكون المستقبل داعماً لهم ولأسرهم فيخفف العبء عنهم وعن أسرهم.[c1]الصبر هو الأساس في التعامل[/c]بدورها تقول الأخت/ أميرة علي عبده حنش مدرسة في الروضة نحن ندرس في قسم الروضة للمعاقين ذهنياً حيث نعطيهم خمس مهارات وهي (ذهنية، لغوية، استقلالية،اجتماعية،سلوكية) وطبعاً نتعامل مع الطلاب المعاقين ذهنياً بنوع من البساطة ونمنحهم الحب والحنان والرعاية ونتحلى بالصبر في تعاملنا معهم وعملنا معهم يسير بشكل جيد وفي الحقيقة عامل الصبر هو الأساس في التعامل مع هؤلاء الأطفال وبحكم تعاملي مع إخواني من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث لدي ثلاثة إخوان معاقون تولدت لدي خبرة ولذلك فأنا لا أواجه صعوبة في تعاملي مع هؤلاء الطلاب ،وطبعاً المعاق بحاجة إلى رعاية واهتمام من نوع خاص فالمعاق هو إنسان قبل كل شيء وإن كان يعاني عجزاً أو قصوراً أفقده أو أثر على حياته وأعاقه عن مسايرة أقرانه من الأسوياء الأمر الذي يلزمنا بضرورة الاهتمام به وتوفير المناخات الاجتماعية والنفسية الملائمة له ليتمكن من التغلب على إعاقته وإطلاق إبدعاته ومهاراته من أجل ذلك اخترنا العمل مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين ذهنياً باعتبارها أكثر فئات الإعاقة صعوبة من حيث النوع وشدة درجتها ونحن نسعى من خلال عملنا معهم للتغلب على إعاقتهم ومنحهم الأمل في حياة أفضل وذلك من خلال قيامنا بتهيئة الظروف المحيطة بهم أسرياً واجتماعياً بتوفير العوامل المساعدة لهم في إطلاق مهاراتهم وإبداعاتهم.وأؤكد هنا أهمية دور الأسرة لتحقيق ذلك لأن دور الأسرة مهم جداً ونجاح هذه الجهود لن يتحقق ما لم تكن الأسرة حاضرة وتؤدي دورها المكمل لدور الجمعية والمدرسة بالشكل المطلوب. [c1]للأسرة دور أساسي ومهم[/c]أما الأخت/سميرة محمد مشوره مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة في الجمعية فقد تحدثت وقالت: أنا أول مرة أدرس فيها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وقد اخترت هذا العمل عن قناعة وحب ورغبة في فعل الخير والمساهمة في تقديم الرعاية والاهتمام لهؤلاء الأطفال الذين ينبغي أن يحظوا بكل الرعاية والاهتمام اللازمين وأن يحصلوا على جميع حقوقهم وأن يحيوا حياة تليق بإنسانيتهم وكرامتهم،وطبعاً في بداية عملي في هذه المدرسة واجهت صعوبة في التعامل مع هؤلاء الأطفال لكن مع مرور الأيام تكيفت معهم وأصبح تعاملي معهم سهلاً والآن أحس أني أنجز شيئاً مهماً في حياتي وهو مساعدة هؤلاء الأطفال والأخذ بأيديهم نحو مستقبل أفضل وكلنا يلمس تحسن هؤلاء الأطفال واستجابتهم لبرامج التأهيل والتدريب والتعليم وهذا بشهادة الأهالي أنفسهم،وهنا لابد من الإشارة إلى أن دور الأسرة في تنمية ذوي الاحتياجات الخاصة هو الأساس ودور المدرسة هو تكميلي لأن المعاقين ذهنياً بحاجة إلى معاملة خاصة وبجهود المدرسات في المدرسة وتعاون الأهالي سيحصل تجاوب واستجابة من هؤلاء الأطفال وسيكون هناك تحسن كبير يلاحظ في سلوكهم.[c1]فصل لذوي الإعاقة الشديدة[/c]وأخيراً تقول الأخت/هنية هادي قبان مربية في فصل المبتدئين إعاقة شديدة نقوم بتشخيص حالات الطلاب وبعد التشخيص نقوم بإعادة المهارات الخاصة بهم سواء كانت مهارات حركية أو استقلالية أو اجتماعية أو معرفية وكل طالب يختلف عن الآخر حتى في الفصل فتختلف الإعاقة من شخص لآخر،وفي بعض الحالات يمكن تدريسها .ودورنا أن نشجع هؤلاء الأطفال وندربهم ونعطيهم ألعاباً متنوعة حتى لا يملوا إذا ما كانت لديهم لعبة واحدة ونوليهم الاهتمام الكافي،فالطالب عندما يأتي إلينا يكون بحاجة إلى رعاية واهتمام كبير وتعامل خاص.وطبعاً متابعة أولياء الأمور لهؤلاء الطلاب أمر مهم.