أضواء
إن مناسبة الحج تُعتبر تواجداً مهماً لتطوير مفاهيم المسلمين حول أهمية الحوار الذاتي إسلامياً، وأن الفرقة والجهل والغلو عقبات تهدد آمال المسلمين هي حقائق موجودة لكنه لم يتم الالتفاف حولها ولو حدث ذلك منذ مئات الأعوام لما تورط المسلمون بواقع الأوضاع الدموية التي فرقت بينهم وفرقت أيضاً ما بينهم وبين غيرهم، وليت أن ذلك باختلاف وجهات نظر ولكن من ناحية بعض المسلمين حدث ذلك بفعل ضراوة الانغلاق والجهل وعدوانية الرؤية إلى كل ذي وجهة نظر أخرى..الملك عبدالله بن عبدالعزيز رجل الثقافة والوعي والبناء التنموي لم يستغل المناسبة ولكنه أضاف إلى مهمة العبادة المطلوبة فقهياً ضرورة إدراك أهمية أن يتكاثر التوافد على المواقع المقدسة فيتحقق من ذلك تصعيد لقدرات المفاهيم وتكاتف جهود لذوي لغات مختلفة لكنهم ذوو ولاء لعقيدة واحدة كي يحقق العالم الإسلامي إيجابيات وجوده الثقافي والاجتماعي وزمالاته الدولية الإيجابية.. لقد تخطى الملك عبدالله بن عبدالعزيز التعامل التقليدي مع المناسبة الإسلامية السنوية الكبرى منذ أكثر من ألف عام لكي يضيف تنويراً فقهياً وعقلياً يجدد عند المسلم كل عام إدراكه لقدرات تطوير وجوده الإنساني بين الآخرين .. يحدث ذلك ونحن لا نملك كمسلمين أي تبرير منطقي لتجاوزات الإرهاب الإجرامية الخطيرة الامتدادات بتحول مخجل للخصومات، فالكل هو الضد حتى ولو كان مسلماً ما دام لا يتعمم ولا يقتل أو لتجاوزات وحشية عدوانية البحر التي تخصص بها قراصنة محسوبون على الوجود الإسلامي بحيث لم يملكوا أي رادع يوضح بشاعة الحرام الذي هم فيه.. ليس حلماً أن يتطلع الملك عبدالله إلى تحقيق وجود إسلامي يملك وعي التسامح والحوار ويبني الذات الإسلامية بقدرات التطور العلمي لأن شعوباً لم تملك تميزات الإسلام القادرة على النهوض وحماية الحقوق قد حققت ذلك في حين استغل منغلقون إسلاميون ظروفاً خاصة ومفاهيم خاصة كي ينشروا صوراً بذيئة عن الإسلام.. لن يكون ذلك حلماً متى أمكن تطوير المفاهيم وانفتاح العقل الإسلامي لاستيعاب جوهر ما دعا إليه الملك عبدالله من ضرورة الحوار مع الذات بل سيكون ذلك واقعاً مشرفاً متى تجاوبت أجهزة التأثير الديني والثقافي والعلمي باختلاف مستوياتها مع هذا التطلع النبيل الذي دعا إليه رجل الريادات النادر الملك عبدالله بن عبدالعزيز. إن المنصف عندما يتأمل كل أحداث التاريخ الحديث فيجدها مدفوعة بضراوة تنافساتها بدوافع الكسب أو العرقية أو الطائفية سيجد أن الحكم السعودي بدءاً بظروف عصر الملك عبدالعزيز الشحيحة وحتى الآن بذل كل الإمكانات لكي يكون الحج موسم تلاق وتفاهم بعد العبادات في أجواء من الأمن وتوفير ما يتطلبه الحاج، فهو حكم يدفع ويبذل وليس يستثمر ويكسب.. تخيلوا ماذا لو كانت المواقع المقدسة موجودة عند غيرنا؟[c1]* عن/ جريدة “الرياض” السعودية[/c]