صباح الخير
يعتبر يوم الثاني والعشرين من مايو 2008م، عيد الذكرى الثامنة عشرة للوحدة اليمنية المباركة، وهو - أي هذا العيد - بحق حدث تاريخي عظيم ومشرق في حياة المجتمع اليمني من أقصاه إلى أدناه، وقد أنجز في ظل ظروف سياسية متذبذبة، تجاذبتها أطراف دولية وحروب باردة غاية في التعقيد.غير أن صيانة هذه الوحدة من تقلبات وعوادي الزمن، ومن التكالبات الخارجية ومن الفاسدين ومهرة الاصطياد في الماء العكر تقتضي مراجعة تقييمية دؤوبة لكل الأصعدة، وتصحيح مختلف الاختلالات في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومواصلة جهود الإصلاح الإداري والمالي والقضائي، والاستمرار في مواكبة تنفيذ المنجزات التي تلبي حاجة التنمية المحلية الشاملة.ولا غرو أن الوحدة اليمنية مرت بأخطار كادت تعصف بها في صيف 1994م غير أن حنكة القيادة السياسية والجيش وتآزر الشعب شرقه وغربه، شماله وجنوبه جعل من هذا الحدث المشئوم ومرتكزاً لترسيخ جذور الوحدة في المجتمع اليمني بل إن الإنسان اليمني يرى أن الوحدة والتلاحم هي السبيل الوحيد لتطور اليمن ونماوه.وليس غريباً أيضاً أن تظل المماحكات والرسائل والمؤامرات تحوم حولنا وتبحث عن منفذ لتفتيت أواصر الوحدة اليمنية، بيد أن تلاحم القيادة السياسية والشعب لايفتأ يدحض كل المؤامرات ويحرق وسائل أصحابها ويقف صخرة عثرة أمام غايتها الدنيئة.إن الناظر بعين فاحصة إلى حجم الموارد والإمكانات المتاحة للوطن، منذ قيام الوحدة اليمنية المباركة في مايو 1990م، وفي ظل الأمن والاستقرار المستتب في عموم محافظات الجمهورية سيرى أهمية ماتحقق ويتحقق من منجزات تنموية، فالحكومة لا تهتم بالجانب السياسي فحسب، بل بالتنمية الشاملة اقتصادياً واجتماعياً، وإيجاد بنية تحتية متكاملة، مع زيادة الإنتاج وتحقيق معدلات النمو المتوخاة والتركيز على القضايا الأساسية في التعليم والصحة والطرق والمياه والكهرباء والاتصالات وكل ما يتعلق بالقضايا الخدمية والتنموية للوطن.إن مبادرة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في تخصيص حصة انتخابية للمرأة لتمكينها من ممارسة حقوقها السياسية ومشاركتها في الحياة السياسية والحياة العامة هدفها الدفع بوتيرة النمو والتطور، هذا فضلاً عن الخطوة الجبارة التي أقدم عليها الأخ الرئيس في توسيع المشاركة الشعبية بانتخابات المحافظين وما سيعقبه من انتخابات مديري المديريات، نؤكد إن انتخابات المحافظين الطريق القويم والسليم لمحاربة الفساد والحد منه، وهي أحد الأسس للنهج الديمقراطي فليس هنالك ما هو أفضل من انتخابات مجالس محلية واسعة الصلاحيات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية، وما سيترتب عليها من منجزات..وستظل الدولة وقيادتها السياسية ملتزمة بالحد من الاختلالات وإزالة المعوقات القائمة في وجه الوطن وتنفيذ الخطط التنموية على مختلف الأصعدة ولا سيما المشاريع التي تتصل بتطور معيشة الإنسان وحياته اجتماعياً، واقتصادياً وثقافياً، بغية تحقيق المزيد من النماء والتطور لأبناء المجتمع اليمني.