عبدالله الضراسيفي خلفية كتابه كتب الأستاذ فيصل سعيد فارع مؤلف كتاب "10 سنوات باتجاه العقل" الذي يشغل منصب الأمين العام لمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة قائلاً :عندما تؤرخ لتجربة مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة فانك تؤرخ ليس فقط لمؤسسة علمية وثقافية ذات انجازات متميزة إنما ايضاً لجزء بارز مما اعتمل في المشهد العلمي والثقافي اليمني خلال العقد الأخير من القرن العشرين والنصف الأول من العقد الأول للقرن (21).وتطمح دراسة هذا الكتاب (10 سنوات باتجاه العقل) إلى أن تقدم استعراضاً توثيقياً وتحليلياً مكثفاً للأدوار العملية والثقافية التي نهضت ومازالت بها مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة.وفي تنظيم محاور الدراسة تم تفادي الاستغراق في المقدمات النظرية لتتركز على مختلف الجوانب التي تتجلى من خلالها المؤسسة في حركتها المنظورة عبر بحث متعمق في كافة تعبيرات حضورها الملموسة وبشكل منهجي محدد لايمكن الفصل فيه شأنه أي عمل علمي بينها وبين نشوئها وتجميع المعطيات المعلوماتية والبيانات الاحصائية والتي يتأسس ويقف عليها العمل ويقف عليها من العمل.[c1]مؤرخ المؤسسة[/c]يمكن القول إن مفردات هذا السفر لمؤسسة السعيد تقفز الى ذاكرة المشهد القرائي لهذا الكاتب الذي رصد ولا زال يرصد عبق وروائح هذا الحضور الخيري من قبل مؤرخ المؤسسة حيث قام ويقوم بمفردات هذه العملية بكل تجليات العاشق لهذا ليس بغريب أن يطالعنا الأستاذ القدير فيصل سعيد فارع الأمين العام لمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بهذا الاصدار الذي يرصد معطيات العملية الإبداعية لمؤسسة السعيد ليكون مؤرخاً سطر مشهد السعيد الثقافية.[c1]فضاءات الكتاب[/c]كثيرة هي الكتب والدوريات التي صدرت منذ انطلاقة المؤسسة لكن هذا الكتاب يقدم عقداً من زمن خير مؤسسة السعيد وقف أمامها(مؤرخ المؤسسة) وأمينها العام وقفة علمية وتوثيقية واستبيانية ليعكس بكل جلاء خلاصة عقد زمني من ابحار سفينة السعيد الخيرية باتجاه العقل والمفتوح على آفاق أكدت على تنمية الانسان اليمني كأغلى رأسمال وهذا هو غاية وقصد مؤسسة الخير ورحلتها باتجاه العقل.ويحوي كتاب (10 سنوات باتجاه العقل ؛(4) فصول وملحقات حيث جاء عنوان الفصل الأول حول جائزة المرحوم الحاج هائل سعيد انعم للعلوم والآداب .شمل مبحثه الأول حول تعريف عام والثاني تفاصيل الجائزة وجاء عنوان الفصل الثاني حول مكتبة السعيد العامة تفرع عنه ثلاثة مباحث الأول ملامح عامة والثاني المجموعات المكتبية والثالث الخدمات المكتبية وجاء عنوان الفصل الثالث حول المراكز والوحدات التابعة للمؤسسة تفرع عنه مبحثان الأول حول صندوق السعيد لدعم البحث العلمي والثاني حول مركز السعيد للتراث والفصل الرابع حول الأنشطة الثقافية والعلمية وتفرع عنه مبحث منتدى السعيد الثقافي ومبحث رواق السعيد للفنون ومبحث معرض تعز الدولي للكتاب وتقنية المعلومات ومبحث محو الأمية الحاسوبية ومبحث النشر ومبحث جهود المؤسسة في تشجيع إنشاء المكتبات ومبحث درع السعيد التكريم ومبحت موقع السعيد على الانترنت ومبحث التعاون مع المؤسسات المحلية والعربية والدولية واخيراً ملحقات حول مؤسسة السعيد في عيون النخبة وصور متنوعة وأسماء والمصادر والمراجع.[c1]أهداف الكتاب[/c]يقول الأستاذ فيصل سعيد فارع ان الكتاب يهدف للتعرف على واقع ما قدمته مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة اليمنية خلال عشر سنوات من إسهامات في الحياة العملية والثقافية اليمنية وتحديد الأهداف الخاصة من خلال الوصول إلى إجابات عن عدد من التساؤلات المحورية للدراسة وهي:1) ماواقع تجلى حضور مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة في المشهد العلمي والثقافي في اليمن.2) ما أوجه تميز المؤسسة عن مثيلاتها؟3) ما أوجه المشاركة والتعاون بين المؤسسة وبين نظائرها محلياً وإقليمياً ودولياً.[c1]مجال الكتاب وأبعاده[/c]يقول الأستاذ فيصل سعيد فارع مؤلف الكتاب إنه " يقتصر على مجالات فعل وفعاليات مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة خاصة ان دراسة الكتاب تعد كونها متكاملة والأولى عن مؤسسة السعيد خلال الفترة منذ تأسيسها وحتى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين حيث تقدم معلومات متكاملة ودقيقة عن مجالات فعل المؤسسة المختلفة حيث تعد الدراسة صالحة لان تكون نقطة انطلاق لدراسة منظمات المجتمع المدني ومثيلاتها الرسمية العاملة في المشهد العلمي والثقافي اليمني.وتعتمد دراسة الكتاب على المنهج التاريخي الوصفي المسمى (بالمصادرة المباشرة) وهي المعطيات المعلوماتية (المفضلة) في كافة جوانب نشاط المؤسسة إضافة الى اللوائح والأنظمة المعتمدة وبعض المراجع ذات الصلة.[c1]خلاصة الكتاب [/c]يقول الأستاذ فيصل سعيد فارع : إنني لم ابدأ من حقائق كي أصل الى حقائق على أهمية ذلك بل انطلقت من واقع كي أصل الى معنى ففي الفصل الأول من الكتاب تعرضت الى (نشأة وتطور جائزة) المرحوم الحاج هائل سعيد انعم للعلوم والآداب والتي كانت أول مجالات فعل وفعاليات المؤسسة مستعرضاً منطلقاتها الأساسية وماتهدف إليه في تحقيق إسهام مباشر في البحث العلمي اليمني وتنشيطه وان يؤدي الى زيادة المعرفة وإيجاد مناخ متلائم وشفاف للتنافس الحر بين العلماء والباحثين في البحث والتقصي والوصول الى تحقيق إضافات جديدة الى المعرفة وصولاً الى أفضل النتائج وانفعها لليمن كما يتناول الفصل مجالات منحها ومسارات تطورها من خمسة مجالات الى ان أصبحت ثمانية وشروط الترشيح والترشيح لها ومكوناتها وهيئاتها مبيناً الاجراءات المرافقة لسيرها، ويوثق الفصل بالإحصائيات والتحليل لتطور عدد المتقدمين للجائرة خلال دوراتها العشر والفائزين بها ومحكميها ونسبة اللاتي ساهمن في التنافس عليها وكذا في عملية التحكيم والتقويم العلمية لها.وفي الفصل الثاني يتناول الكتاب (مكتبة السعيد) التي انشأتها المؤسسة كمكتبة عامة (شبة متخصصة) وكذا (شبه أكاديمية) لتحقيق من خلالها أهدافها وغاياتها في المشاركة الجادة في إزالة عوائق اكتساب المعرفة والمساعدة على تحفيز مثل هذا التقليد المعرفي في الجمهورية اليمنية وماتلعبة وماتؤدية من ادوار عدة مثل الأرشفة وبث ونشر واقتسام المعرفة وحفظ وصون الثقافة واسترجاع المعلومات والتعليم والتعلم.كما يتناول الفصل تنظيم المكتبة الإداري ومواردها البشرية والمبنى الذي تقع فيه وتجهيزاتها ومجموعاتها المكتبية وكيفية بنائها وأنواع الخدمات المؤذاة من إعارة وإحاطة جارية وبث انتقائي وتصوير وخدمات الفئات الخاصة والتدريب للمستفيدين. و يتناول الفصل الثالث المراكز والوحدات التابعة للمؤسسة مثل صندوق السعيد لدعم البحث العلمي الذي يهدف إلى دعم البحث العلمي وتشجيعه في الجامعات والمؤسسات والمراكز العلمية المتخصصة في اليمن من خلال دعم البحوث العلمية الأصلية وتشجيع إجراء بحوث علمية مبتكرة والتطوير المشترك للتكنولوجيا الناشئة متناولاً لجنة إدارة الصندوق وموارده وآليات تقديم الدعم ومقداره وكذا إجراءات تقديم المشاريع البحثية وعملية التقديم والتحكيم مفصلاً مسار أدائه منذ تأسيسه، كما يتناول ما يتصل بمركز السعيد للتراث وأساس اهتمام المؤسسة بالتراث حتى تستطيع الأجيال الشابة تفهم تاريخها وتراثها الثقافي، وقد تناول الفصل التراث المخطوط وما قام به المركز بهذا الاتجاه وكذا ما يتصل بالتراث المادي الشعبي والشفوي والموسيقى.ويغطي الفصل الرابع الأنشطة الثقافية والعلمية ومنها منتدى السعيد ببرنامجه الثقافي الذي يغطي صفاً واسعاً من القضايا المعاصرة التي يتم تناولها في فضاء حر ويشارك فيه نخبة من الباحثين والمثقفين والمبدعين يمنيين وأجانب وكافة ما يتصل بها برواق السعيد للفنون أنشطة تطال الفنون التشكيلية والفوتوغرافية والمسرح والسينما والموسيقى ومعرض تعز الدولي للكتاب وتقنية المعلومات ومحو الأمية الحاسوبية وكذا عملية النشر بالمؤسسة وجهود المؤسسة في تشجيع المدارس ومؤسسات المجتمع المدني على إنشاء المكتبات ودرع السعيد التكريمي ومواقع المؤسسة على ( الإنترنت ) والتعاون العلمي والثقافي مع المؤسسات في الفضاءات العربية والدولية وما تؤدي إليه الاتفاقات التي أبرمتها المؤسسة والتي تأتي ضمن أوجه التعاون والتبادل الثقافي بين المؤسسات العامة والخاصة بالجمهورية اليمنية وفي مقدمتها مؤسسة السعيد ونظائرها على المستوى الإقليمي والدولي.ويحتوي الكتاب في الأخير اقتباسات من فيض أقوال لقامات سياسية وثقافية وعلمية وإبداعية وعامة يمنية وعربية وعالمية ( عبرت ) عن مشاعر العرفان والتقدير للمؤسسة وما تنهض به في المشهد العلمي والثقافي اليمني.واختتم الأستاذ فيصل سعيد قوله بهذا الصدد : ان المعلومات المقدمة في الكتاب تم عرضها بوضوح وبصورة مقارنة مع أنه في بعض الحالات كان ذلك يؤدي إلى تبسيط بعض البيانات والمعلومات وسيجد من ( يقرأ ) هذا الكتاب أن هذا النوع من الجداول والأشكال البيانية أداة مفيدة لمعرفة ما قادت إليه جهود مؤسسة بنيت على قضية رعاية العالم والعلماء والإبداع والمبدعين وهدف الارتقاء بهما إلى مصاف أعلى وفضاءات أرحب، وكتابنا ( لا يحاول ) أن يصدر ( أحكاماً ) كما أنه لا يشكل في ذاته أساساً للتقييم ومع ذلك فإن خروجه بهذا الشكل والمحتوى والمعاني القيمة التي يحملها لم يكن ليتأتى لولا وجود بل وضرورة وجود مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة في الجمهورية اليمنية وإني لأتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من ( أعانني ) على إنجاز هذا البحث سواء (بالنقاش) في بعض نقاطه أو ترتيب احصاءاته أو إعداد المسودات للطباعة ولا أجد في ختام تقديمي لهذا الكتاب هذا أفضل مما قاله ( المبدع الإنساني الكبير جونتر جراس ) الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1999م حين زار المؤسسة حيث قال ( على الرجال الأغنياء أن يساهموا في إنشاء مثل هذه المؤسسة ).
|
ثقافة
كتاب مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة (10 سنوات باتجاه العقل)
أخبار متعلقة